المختص في الصحة العمومية الدكتور أمحمد كواش
تعديل نظام النوم تدريجيا يجنب الاضطرابات بعد رمضان
يعاني العديد من الأشخاص بعد نهاية شهر رمضان، من اضطرابات النوم والأرق وهو ما قد يؤدي إلى مشاكل صحية، إذ يجدون صعوبة كبيرة في العودة إلى مواقيت نومهم المعتادة نتيجة تعودهم على السهر في ليالي رمضان.
سامية إخليف
يشدد المختصون في الصحة، على أهمية تنظيم النوم للحفاظ على التوازن الجسدي والعقلي وتجنب الاضطرابات والأمراض المحتملة.
ويؤكد المختص في الصحة العمومية الدكتور أمحمد كواش، أن العودة إلى الساعة البيولوجية الخاصة بالنوم وحتى الأكل، من بين المشاكل الصحية التي تظهر بعد نهاية شهر رمضان، وهو ما يؤرق الكثير من الأشخاص لاسيما الذين تعودوا على السهر إلى غاية السحور، كمن يعملون إلى ساعات متأخرة ليلا، مثل أصحاب محلات الملابس والأحذية، وعمال المخابز وصناعة الحلويات، والذين يشتغلون في المقاهي طيلة الليل وغيرهم.
ويواجه هؤلاء صعوبة كبيرة جدا في العودة إلى حياتهم الطبيعية، ويعانون خلال الأيام الأولى من العيد من اضطرابات عصبية كبيرة مثل الأرق، والقلق الدائم، واضطرابات التوازن مثل الدوار والهذيان، وهناك من يعاني من الصداع الشديد والتقيؤ، وهذا راجع لعدم احترامهم الساعة البيولوجية التي تعودوا عليها قبل شهر رمضان وسهرهم إلى غاية الفجر طيلة أيامه.
كما أن اضطرابات النوم التي تظهر خلال أيام العيد، يمكن أن ترتبط بالإفراط في تناول الحلويات والمنبهات مثل القهوة والشاي، فنسبة السكر الموجودة في الحلويات ترفع من نشاط الجسم، لذلك يصاب الإنسان بالأرق والإرهاق واضطرابات النوم.
وللعودة إلى الساعة البيولوجية الطبيعية، ينصح الدكتور كواش بمحاولة النوم بمجرد الشعور بالنعاس، و الاستيقاظ في الصباح الباكر لأداء صلاة العيد، وزيارة الأقارب واستقبال الضيوف، و بعد تناول وجبة الغذاء يمكن أخذ قيلولة صغيرة.
موضحا، أن الدماغ في هذه الفترة يتعب ومن الأحسن أن نريح الجسم عن طريق القيلولة، كما أن الجسم يحتاج إلى أخذ قسط من النوم خلال فترة الظهيرة لاسترجاع ساعات النوم المترتبة عن تراكم أيام النعاس خلال شهر رمضان.
مشيرا إلى أن مدة القيلولة تختلف من شخص إلى آخر، حيث يمكن أن تتراوح ما بين 10 إلى 15 دقيقة، وأحيانا تمتد إلى ساعة العصر، وبعد المغرب يجب الخلود إلى النوم للتخلص من الإرهاق. وتابع أن النوم بعد المغرب يعطي للجسم نوعا من التعود الجديد على نمط الساعة البيولوجية الطبيعية المتعلقة بالنوم والاستيقاظ، والتخلص من الأرق واضطرابات النوم، وقال إن هذا الأمر يتطلب عدة أيام للتأقلم والعودة إلى الحياة الطبيعية.
وحذر الدكتور كواش، من استهلاك بعض الأدوية المنومة من دون استشارة الطبيب، لأن عواقبها وخيمة على الجسم.
وينصح، بتناول بعض العصائر الطبيعية التي تساعد على الاسترخاء والنوم مثل الليمون، وشاي النعناع لأنها مفيدة ومسكنة للاضطرابات مؤكدا، أن تعديل نظام النوم يكون تدريجيا، ويجب التعود على الذهاب إلى الفراش مبكرا وفي وقت محدد كل يوم.