الخميس 13 مارس 2025 الموافق لـ 13 رمضان 1446
Accueil Top Pub

يوفرن منتجات زراعية وحيوانية وحرفية: نســـاء يغـادرن البطالـة و يساهمن في السـوق الرمضانيــــة


خطت نساء ريفيات وأخريات من المدينة، مسارا إنتاجيا ناجحا بقسنطينة، متحليات بالطموح، وساهمن في توفير مناصب شغل لسيدات في وضع اجتماعي صعب، بفضل تأسيس مشاريع متنوعة، منها ما يعتمد على خدمة الأرض وتربية المواشي والدواجن، ومنها من اختص في إحدى الحرف والصناعات التقليدية حيث نجحن في إبرام شراكات مع مصانع والانتقال إلى مرحلة التكوين.

استطلاع / أسماء بوقرن

تحقق سيدات من قسنطينة قفزة نوعية في مجال المشاريع الإنتاجية الغذائية و الحرفية، وذلك بفضل البرامج الإدماجية التي تضعها وزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، كبرنامج المرأة المنتجة، والسياسات التي ترسمها في سبيل تمكين المرأة من تأسيس مشاريع منتجة، وتقديم الدعم المالي عبر وكالة القرض المصغر أونجام، بالتنسيق مع هيئات أخرى كغرف الحرف ومديرية التجارة، التي تتيح التكوين وتوفر قنوات لتسويق المنتجات، وكلها ترتيبات سمحت بإدماج المرأة و تحديدا نساء الريف اقتصاديا وبشكل فعال. أعطى التنسيق بين مختلف الهيئات ثماره في الميدان، وهو ما تعكسه مشاركة النساء في المعارض الإنتاجية بقسنطينة، أين قابلنا مؤخرا مجموعة من السيدات اللواتي يشاركن في سوق جوارية رمضانية لعرض منتجاتهن، وقد أكدن لنا بأنهن يسرن بخطى ثابتة نحو الازدهار أكثر، بينهن نساء من أحياء مختلفة وسيدات ريفيات استطعن تغيير واقعهن إلى الأفضل، كما وفرن فرص عمل لغيرهن من الإناث.
صناعة الجوزية فتح باب الشراكة وتكوين أجانب

سهيلة طاوطاو صاحبة 42 سنة، من الشابات اللواتي آمن فعلا بأنفسهن، وقطعن أشواطا متسارعة لبلوغ قمة النجاح، لم تكن تعلم أن اختيارها مجال صناعة الجوزية وشباح الصفرة، سيتيح لها فرصا خيالية للتطور والتميز، حيث تحضر لإطلاق نوع جديد من الجوزية يسمى بجوزية دبس التمر، تقول بأنه صحي وتنتظر تسويقه بعد الحصول على النتائج النهائية من المخبر. سبع سنوات كانت كافية لسهيلة، لتثبت نفسها في مجال يستقطب اليوم عددا كبيرا من الناشطين، حيث استفادت في بداياتها من دعم مادي من وكالة أونجام كان كافيا لتؤسس مشروعها وتسوق منتوجها.مع ذلك تعتبر المتحدثة، بأن الدعم المعنوي الذي حظيت به كذلك من قبل مديرية النشاط الاجتماعي التي كانت بمثابة مرافق ومستشار، ساعدها بشكل كبير على النجاح، وترى بأن كل الصيغ التي ترافقها الدولة مهمة جدا للنساء لأجل التقدم والبروز في السوق، بدليل ما يتحقق من نتائج ميدانية. تقول الحرفية، بأنها بلغت مرحلة متقدمة من الكفاءة، سمحت لها بدخول مجال التكوين، حيث تنشط اليوم كذلك كمكونة في مجال صناعة الجوزية وتستقبل طلبات لا تحصى من شابات طموحات وحاملات للأفكار.وأكدت، أن منتجها مطلوب في الداخل وحتى في الخارج، حيث بات منتشرا في دول مثل ليبيا، وقد استقبلت بفضل ذلك مهتمين بالتكوين وتعلم الحرفية، بينهم عائلة ليبية كاملة، كما تلقت اقتراحات لإبرام شراكات تجارية مع ناشطين من نفس البلد لكنها قررت التريث أولا.
تملك المتحدثة، مقابل ذلك شراكات محلية مع تجار ومنتجين جزائريين، بينهم منتج من ولاية واد سوف، يختص في صناعة الجوزية وحلوى الحلقوم، تشتغل معه منذ سنة 2022، حيث تتنقل باستمرار إلى الولاية لتحضير الكمية اللازمة الموجهة للتسويق.
كما أطلقت الحرفية، علامتها التجارية الخاصة، وباتت تسوق منتوجها «جوزية إيناس» بشكل مستقل، وتخصص دورات مجانية للأرامل والمطلقات، لتعليمهن أسرار وطرق تحضير الوصفة، وذلك بالتنسيق مع مديرية النشاط الاجتماعي ووكالة أونجام، وفي إطار برنامج خاص لتكوين الأرامل والمطلقات والشباب.
من ربة بيت إلى صاحبة مؤسسة عائلية

من جهتها، استغلت السيدة سلاف بوعبيد، التسهيلات المتاحة من قبل الوكالة والمديرية، والموجهة لإدماج ربات البيوت في الأنشطة الاقتصادية والحرفية، لتتحول من ربة بيت إلى صاحبة مشروع مؤسسة عائلية مصغرة.
وظفت سلاف، مهارتها في صناعة الحلويات، لتنتقل إلى مرحلة الإنتاج والاتجار وصقلت مهاراتها عن طريق التكوين الذاتي والتعلم بغرفة الصناعات التقليدية والحرف بقسنطينة، ونالت ثلاث شهادات تأهيل في صناعة الحلويات التقليدية والتقطير، بما في ذلك تقطير «الزهر، والورد، والأعشاب المستعملة في الطبخ كالزعتر، وبذور البسباس، والبقدونس، و الشيح»، كما توجت بشهادة في صناعة الجوزية.
تمكنها من مجالها و تميز حرفتها، جعلاها تخوض منافسات عدة لدى مشاركتها في عديد المعارض والمهرجانات، فتحصلت على ميداليات ذهبية وفضية، كما عملت بالتوازي مع ذلك، على توسيع مشروعها بفضل استفادتها من دعم أونجام لمرتين على التوالي، ما مكنها من اقتناء المعدات اللازمة لتوسيع مشروعها، موضحة أن الدعم المالي للوكالة كان ضروريا بالنظر إلى أسعار بعض الماكينات وقد استطاعت أن تستثمر بشكل ناجع، وتصبح ممونا لعديد المحلات بمختلف أنواع الحلويات التقليدية، حيث توفر في الليلة الواحدة 33 كيلوغراما من الحلوى.توسع مشروع السيدة سلاف والطلب الكبير على منتوجها، جعلها تضم أبناءها الذكور إلى المشروع، مستغلة دعم زوجها الذي تعتبره السند الأول والأهم، والمساهم في نجاحها لتمكنه في مجال صناعة الحلويات هو الآخر.
ع

لى نفس النهج تقريبا، سارت السيدة حنان كيم، التي قابلناها في السوق الجوارية الرمضانية، بحي بودراع صالح، وأخبرتنا أيضا، أنها تكونت حديثا في مجال صناعة الحلويات التقليدية والعصرية، بغرفة الصناعات التقليدية والحرف وحصلت على بطاقة حرفي، فتحت لها الباب للمشاركة في المعارض وعرض منتوجها، مثمنة دعم مديرية النشاط الاجتماعي للمرأة المنتجة، حيث تعمل حاليا من أجل تكوين ابنها، لإنجاح المشروع. ولا تختلف قصة مسعودة مشاطي، كثيرا عن سابقاتها، فقد نجحت هي الأخرى بفضل دعم الهيئتين، في الانتقال من صناعة المعجنات التقليدية في المنزل، إلى الإنتاج في ورشة كبيرة و توظيف يد عاملة ومحاربة البطالة في بلديتها الريفية بني حميدان.
كما تمكنت أيضا من ولوج عالم الفلاحة، حيث حولت قطعة أرضية عائلية بمساحة11 هكتارا، بمنطقة برج الرومي، إلى مستثمرة صغيرة لتربية 22 رأس غنم، وزرع القمح، والحبوب كالعدس، والحمص، والشعير، وعلف الحيوانات، وكذا زراعة البطيخ الأصفر. وتخطط مسعودة كذلك، للانتقال إلى زراعة الزيتون.
* رميساء حملاوي مكلفة بالإعلام بمديرية النشاط الاجتماعي
برامج الإدماج أعطت ثمارها في الميدان
تعتبر، المكلفة بالإعلام على مستوى مديرية النشاط الاجتماعي والتضامن وقضايا المرأة بقسنطينة، رميساء حملاوي، أن نجاعة التنسيق بين كل الجهات المنخرطة في تجسيد برنامج المرأة المنتجة والإدماج الاقتصادي للمرأة الريفية، وعمليات التحسيس والمرافقة التي تقوم بها المديرية أعطت ثمارها في الميدان ببروز عديد النماذج الناجحة.

وأوضحت، بأن المديرية تعمل منذ سنة 2015، على إنجاح برنامج الأسرة المنتجة، وتفعيل استراتيجية التمكين الاقتصادي للنساء في وضع اقتصادي صعب، بهدف مرافقة هذه الفئة عبر التحسيس بالتنقل وطرق أبواب القاطنات في المناطق الريفية والمعزولة، اللواتي يعانين من وضع اجتماعي صعب، سعيا لتحسين أوضاعهن وإدماجهم في سلسلة الإنتاج. والدليل بروز عديد النماذج الناجحة في مجال الفلاحة وصناعة الألبان، والطبخ والحلويات التقليدية، والخياطة والطرز، وصناعة صابون ومواد تجميل، والإكسسوارات، والتقطير.
وأشارت المتحدثة، إلى أن هناك عملية أخرى تمت مباشرتها نهاية شهر ديسمبر تتعلق بإستراتيجية الإدماج الاقتصادي للمرأة الريفية، مسطرة في إطار تجسيد اتفاقية بين وزارة التضامن الوطني، ووزارة اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة، حيث تم إتمام المرحلة الأولى وذلك بالعمل مع وكالة أونجام، بالتنقل إلى المناطق النائية والقيام بعملية التحسيس، حول فكرة المقاول الذاتي، وبرنامج القرض المصغر. معلقة:» نقوم بمرافقة نحو التكوين للحصول على شهادة تأهيل، بالنسبة للأشخاص الذين لهم استعداد لممارسة نشاط مدر لدخل وإقامة مشاريع، والعمل جار لبلوغ ثالث مرحلة للمرافقة نحو التجسيد».

تواصل:» يعتبر رمضان مناسبة لإبراز الأشواط التي قطعتها النساء في المجال، لهذا تم التنسيق مع مديرية التجارة لإتاحة فضاءات لتسويق المنتجات بمبالغ معقولة، على مستوى الأسواق الجوارية الثمانية بقسنطينة».
أ ب

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com