السبت 1 مارس 2025 الموافق لـ 1 رمضان 1446
Accueil Top Pub

تعتمد برنامجا تعليميا مبتكرا: «صنايعي» مؤسسة رائدة في تعليم المهارات الحديثة للأطفال


تطور المؤسسة الجزائرية «صنايعي» برامج دراسية في التكنولوجيات المتقدمة موجهة للأطفال ليتمكنوا من مهارات حديثة، في مجال ريادة الأعمال، وتصميم المشاريع وكذا الهندسة، للحاق بقاطرة الانفتاح العلمي والتكنولوجي لهذا العصر.
إيناس كبير

وفي بيئة عمل تفاعلية ومجهزة بوسائل مساعدة على التعلم، يكتسب الأطفال مهارات حديثة تناسب أسلوب تفكيرهم وميولاتهم المعرفية، حيث يوضعون أمام تحديات تستلزم إطلاق العنان لتفكيرهم حتى يبتكروا لها حلولا إبداعية، كما يتعلم «الصنايعي» الصغير التعبير عن أفكاره وشرح مشروعه للآخرين.
وقد انطلق المسير العام للمشروع وأحد مؤسسيه، يعقوب بن اعراب، في فكرة المؤسسة من خلال حقيبة معرفية وخبراتية تلقاها في عدة مجالات كالهندسة، التسويق الرقمي، وتطوير الأعمال حتى يخلق بيئة للجيل الجديد تختلف عن التقليدية، التي وضعته أمام عدة تساؤلات عن طريقة التعليم الصحيحة التي يستفيد منها الفرد على المدى البعيد.
مؤسسة «صنايعي» تلبي احتياجات التطور العلمي
بُنيت فكرة مؤسسة «صنايعي» على عدة تساؤلات حول تسهيل تلقين العلوم وبعض المجالات التي يمكن أن يدرسها التلميذ في المتوسط أو الثانوي والتي تحتاج إلى تبسيط فقط حتى يكسب المتعلم وقتا ليتمكن من معارف جديدة أكثر تقدما، وكان ذلك سنة 2019 بعد تخرج مسير المؤسسة يعقوب بن اعراب من المدرسة متعددة التقنيات.

ومن جملة ما يركزون عليه تعليم الطفل التفكير النقدي الذي اعتبره بن أعراب مهما لأنه يُمكن من التعرف على المشكل، ثم استكشاف الحل والتفكير فيه وصولا إلى تنفيذه، سواء من خلال برمجة تطبيقات الهاتف، وتقنيات الذكاء الاصطناعي، ولغات الحاسوب، التصميم والطباعة ثلاثية الأبعاد، ثم يدرس الصغار ريادة الأعمال حتى يحولوا مبتكراتهم إلى أموال، ويعد هذا الجانب أحد برامج المؤسسة المعروف بجامعة الهندسة للأطفال الذي يدوم إلى 05 سنوات، وهو موجه للأطفال بين 10 و15 سنة.
وتملك مؤسسة «صنايعي» فرعين في الجزائر العاصمة، وفرع في ولاية وهران بالإضافة إلى تعاملها مع شركاء آخرين، وأوضح مؤسسها أن الفروع تعتمد محتوى وطريقة تدريس موحدة، يُكَوَّن الأساتذة فيها وكذا في التحليل السلوكي، والتعديل السلوكي.
يتحدث بن اعراب عن تقبل المجتمع الجزائري لفكرة المؤسسة، قائلا إنهم واجهوا صعوبات في بادئ الأمر بسبب عدم فهم الهدف من هذا التعليم الجديد، وأرجع ذلك إلى التشبث بأفكار تقليدية كتفضيل ولي الأمر تحصيل ابنه نقاطا جيدة في التعليم النظامي الذي يدفعه إلى إضافة الدروس الخصوصية لتحقيق ذلك، أو تعليم اللغات الأجنبية، كما تشكل القدرة المالية للعائلة عائقا يمنع الأبناء من دراسة برامج مختلفة، وأحيانا تتوفر القدرة المالية ويغيب الوعي الكافي بهذه المجالات الجديدة، لذلك فقد عملوا، وفقا له، على بناء الوعي حول التطور السريع للعالم الذي جعل التعليم الأكاديمي لوحده غير كاف للمتعلم، فضلا عن سهولة الوصول إلى معارف متعددة التي تضعه في سباق اللحاق بالركب.
طبيعة التعليم الذي يحتاجه الجيل الجديد
وقد اختار المشرفون على المؤسسة تغيير النظرة إلى التعليم مع فهم أكثر لماهيته، وقال مسيرها العام إن البعض يعتقدون أن أي شخص يمتلك معلومة يمكنه إيصالها وهي ممارسة خاطئة وفقا لما شرحه، وبناء على تجربة سابقة له أوضح أنه اجتهد بشكل شخصي ليدرس عن مجال التعليم وتبسيط المعلومات وطريقة إيصالها بشكل صحيح، لكنه توصل فيما بعد إلى أن الأمر يحتاج إلى توجيه لذلك اختار أن يطور قدراته في المجال وكان ذلك من خلال منحة استفاد منها لدراسة تخصص ماستر استخدام التكنولوجيا في تحسين المخرجات العلمية وتصميم المناهج بجامعة «أريزونا» والتي ساعدتهم فيما بعد وفقا له، في تصميم دروس «صنايعي». وعن الأسلوب الذي يعتمدونه في المؤسسة أوضح أن الأطفال يدرسون الهندسة الميكانيكية على سبيل المثال، ويوظفون برامج متقدمة يستخدمها المهندسون في المدارس العليا، وعقب بأنها معارف معقدة في حقيقة الأمر لكنها تُبسط وتقدم لهم، وهو ما يخالف أسلوب بعض المدارس التي يتعامل فيها الصغار مع برامج سهلة في الأساس، وفي هذا السياق تطرق إلى الدروس المقدمة في مجال «الروبوتيك» على سبيل المثال، قائلا إن تعليم الأطفال طريقة استخدام برامج بسيطة لن يفيدهم خصوصا وأنهم سيجدون اختلافات كثيرة وصعبة عند انتقالهم إلى مستويات متقدمة، مضيفا أن تميز مؤسسة «صنايعي» جعل بعض المؤسسات تحاول وضع برامج مشابهة لبرنامجها. وبالإضافة إلى تطوير قدرات الطفل وتفكيره تراعي المؤسسة خصوصية وحاجيات الفئة العمرية التي ينتمي إليها، وأوضح المتحدث أنهم يربطون اللعب بالتعليم حتى لا يشعر المتعلم بالضغط كما يعطونه الحرية في التحرك لذلك فقد جعلوا الطاولات غير مثبتة حتى يتمكن الأطفال من تغيير مكانها كلما أرادوا ذلك.

وفي سياق آخر أشار المسير العام لمؤسسة «صنايعي»، إلى أهمية التعليم النظامي لأنه يضمن مستوى تعليمي للفرد، مع مراعاة خصوصية الجيل الجديد وقدراته العالية في استخدام مخرجات البيئة الرقمية، وعلق قائلا «بدل تلقين الطفل لساعات معلومات قد لا يحتاجها مستقبلا الأفضل أن يهتم المنهاج بالتطور الحاصل على عدة مستويات»، وذكر على سبيل المثال تعليمه توظيف التكنولوجيا الحديثة لتسهيل استخراج الملفات الإدارية وهو ما ينبغي، حسبه، أن يحصل عليه في التربية المدنية بالإضافة إلى تعليمه كيف يكون مواطنا صالحا.
من جهة أخرى، نصح بن اعراب الأولياء ألا يتهورا في اتخاذ قرار الاعتماد على تعليم مهارات التكنولوجيات الحديثة فقط، لأن الخطوة وفقا له تتطلب حرصا كبيرا على البحث عن الدروس ومناقشتها مع أبنائهم، بالإضافة إلى القدرة المالية والوقت الكافي لكلا الأبوين، وأشار أيضا إلى ضمان أماكن يبني فيها الطفل علاقاته مثل ممارسة الرياضة، أو الانخراط في مدرسة قرآنية حتى لا ينعزل عن المجتمع.
نماذج في «صنايعي» أثبتت قدرات عالية

وبحسب المتحدث فإن أطفال هذا الجيل يملكون تقبلا رهيبا للتكنولوجيا، مرجعا ذلك إلى ولادتهم في خضم التطور الذي وصل إليه العالم، مضيفا أنه من الخطأ التعامل معهم على أن استيعابهم محدود لأن هذا يقلل من قدراتهم وطاقتهم الكبيرة، وتحدث عن تجربة «صنايعي» مع الصغار حيث أفاد أنهم في البداية وقعوا في خطأ تبسيط الدروس لدرجة أن المتعلمين أصبحوا يرونها سهلة وذلك راجع وفقا له، إلى فرضية وضعوها أن هذا الجيل يشبه الأجيال السابقة في التفكير والاستيعاب غير أن أطفال المؤسسة أثبتوا من خلال الأسئلة التي يطرحونها أنهم يتقدمون بطريقة سريعة.
ومن المشاريع المبتكرة التي صمموها ذكر «روبوت» لتنظيف المنزل وقد كان مشروعا جماعيا، مقسم إلى ثلاثة أجزاء، الأول «ميكانيك» والذي استعملوا برنامجا خاصا لإنجازه ثم طبعوه باستخدام طابعة ثلاثية الأبعاد، وجزء «إلكترونيك»، وجزء البرمجة، أما مشروع آخر فهو فردي حيث صمم طفل لوالده الطبيب المختص في أمراض القلب، تطبيقا إلكترونيا يساعده في تسيير عيادته، بالإضافة إلى تصميم تطبيقات مختصة في التجارة الالكترونية، وآخر صمم موقعا خاصا لمشاهدة «لايفات» القنوات، حيث وصف بن اعراب هذه النماذج وأخرى أنها مشاريع حقيقية مجسدة في الواقع.
مستقبل «صنايعي»
وعن مستقبل مؤسسة «صنايعي» كشف مسيرها العام، يعقوب بن اعراب، أنهم يعملون حاليا لتصبح كل فروعها مرجعية لمؤسسات أخرى في اكتساب تكنولوجيا التعليم وإدارة هذا المجال، وأوضح أن أي مؤسسة تريد شراء مناهجهم سيوفرونها لها من باب تعليم الطفل بطريقة جيدة، يضيف أنهم سيتعاملون أيضا مع مدارس أخرى لتكوين الأساتذة في الطرق الحديثة للتعليم ومساعدتهم على تصميم مناهج خاصة بهم بالإضافة إلى تقييمها وضمان المرافقة لهم.أما ثالث توجه يعملون عليه قال إنه خاص ببيع عقود امتياز لأي شخص يريد فتح فرع «صنايعي» عن طريق عقد يبين كل الإجراءات كما يكونون له فريقا خاصا، وأردف المتحدث، بأنهم سيتعاملون أيضا مع شركات تمنحهم جزءا من ميزانية المسؤولية الاجتماعية الخاصة بهم لتوفير منح للأطفال المميزين بغض النظر عن قدرتهم المالية ويكون ذلك باجتياز مسابقة، بهدف توسيع تأثير الفكرة والوصول إلى أكبر عدد من الأطفال. إ.ك

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com