يشهد الطقس في هذه الفترة من السنة تقلبات عديدة خلال اليوم، فقد يكون الجو حارا صباحا ثم باردا بعد الظهر وقد تمطر في المساء دون مقدمات، وهي تقلبات تطبع بداية الانتقال الفصلي بين الخريف و الربيع، و عادة ما يعاني أشخاص من المرض بسببها حيث تتأثر مناعتهم بسرعة ويصابون بنزلات برد حادة أو التهاب في اللوزتين، ولمواجهة هذا المشكل، تعتبر البروفيسور وردة عيساوي حمامة، أستاذة بمعهد التغذية والتغذي والتكنولوجيات الفلاحية الغذائية، بأن النظام الغذائي الجيد و الصحي يعد نوعا من التلقيح الطبيعي للجسم صد الأمراض و الفيروسات و معززا جيدا للمناعة.
وأوضحت، أن حالات الإصابة بالزكام أو التهاب اللوزتين المسجلة سواء عند الكبار أو الصغار في هذه الفترة، قد ترتبط بتقلبات الجو، أو بحساسية فصل الربيع، وتستدعي تدخلا علاجيا مع الابتعاد عن مسببات الحساسية، كما تتطلب في مجملها تناول أطعمة صحية تزيد مقاومته للأمراض.
وأضافت، بأن أعراض الزكام تتقاطع مع أعراض الحساسية الموسمية، غير أنها تختلف وتستدعي معاينة طبية لتفادي أية تعقيدات، مردفة أن تقوية الجهاز المناعي ضرورة لتجنب الإصابة بالأنفلونزا، ومقاومة تأثيرات الحساسية على الجسم، وذلك بإتباع برنامج صحي يعتمد أساسا على الخضار والفواكه الموسمية، ويكون ذلك قبيل حلول فصل الشتاء وخلاله وإلى غاية نهاية الربيع، قصد تقوية الجهاز المناعي للتصدي للفيروسات والبكتريا وتجنب العدوى.
وتنصح الأخصائية، بتناول الأطعمة الغنية بالفيتامين «سي»، كالحمضيات من برتقال وليمون وأيضا الفراولة لما لها من فوائد، إلى جانب العنب التين المجففين، سواء أكلها مباشرة أو طهيها قليلا على البخار، أو نقعها في زيت الزيتون مع فصوص من الثوم الأحمر، بحيث تترك المكونات لنحو 24 ساعة بعيدا عن الضوء، ليتم بعدها تناول ملعقة من المزيج يوميا على معدة فارغة، فضلا عن تناول الحلبة وحبوب اللقاح.
وتعد الخضار كالفلفل الغني بالفيتامين «سي» من الأطعمة المفيدة جدا، إلى جانب الكرنب الذي يمكن تحضيره كسلطة أو كطبق، وتنصح باستخدامهما في تحضير الوجبات الساخنة كطبق «العيش» بالخضار الذي يعد من الأطعمة المفيدة جدا، مع إدراج أنواع متنوعة من الخضار على رأسها الجزر.
تحدثت عن العناصر الغذائية الغنية بالبروتين، والحديد، والزنك، والمغنيسيوم، وحمض الفوليك، وكذا الفوسفور، و يعد الطبق « العيش» من الأطعمة الصحية حسبها، والمضادة للفيروسات، إذ يعمل على تقوية الجهاز المناعي.
كما توصي بتناول الأسماك لكونها غنية جدا بالفيتامين «دي» وعناصر مهمة أخرى للجسم كالأوميغا 03 والدهون غير المشبعة والبروتين.
وقالت، إن تناول المكسرات بكميات قليلة ومنتظمة لمدة شهر على الأقل، مفيد أيضا لتقوية الجسم، فالجوز من الأنواع الغنية بالفيتامينات والأحماض الأمينية، كما يحتوي على دهون متعددة غير مشبعة، وهو نافع للجهاز المناعي والأعصاب.
وللوز أيضا حسبها، قيمة غذائية عالية وتناول كمية قليلة منه يوميا تقوي الجسم، لكونه غنيا بالمغنيسيوم والكالسيوم وفيتامين «ه»، حيث يعمل على تحسين المزاج، وتنصح الأخصائية بتناول المكسرات بعد منتصف النهار حيث تساعد على استرخاء عضلات الجسم والنوم المريح.
وعن دور منقوع الأعشاب في هذه الفترة، أكدت أن الشيح مثلا يحتوي على مركبات تفيد في تنقية الجسم من السموم وبالأخص الكبد، حيث يؤدي دورا مهما في الجسم ويصفي الكبد من السموم، بشرط شربه بانتظام وعلى فترات متقطعة وبتجنب استهلاكه يوميا.
وتنصح أيضا، بمنقوع الزعتر والزجبيل، والقرفة والنعناع، مع إضافة أوراق الغار الغنية بالمعادن الأساسية، مثل الزنك، والنحاس، والمغنيسيوم، و أوراق « التيزانة الخضراء» المفيدة كمضاد للالتهابات.
موضحة، أنه يجب تحضيرها بطريقة صحية تضمن الحفاظ على مختلف العناصر المفيدة وذلك بتجنب غليها في الماء مباشرة، بل نقع الأوراق في الماء بعد غليه ومن ثم تغطية الكوب حتى لا تتبخر الزيوت الأساسية الموجودة في « التيزانة».
وإلى جانب الغذاء الصحي، توصي الأخصائية بضرورة تهوية البيت جيدا، وتعريض المفروشات لأشعة الشمس للتخلص من الحشرات غير المرئية والاستفادة من أشعة الشمس التي تساعد على طرد حشرات الفراش غير المرئية، كما تفيد الجسم وتحسن نشاطه.
وتنصح بالمقابل، الأشخاص الذين يعانون من الحساسية سواء حساسة ضد الحشيش أو الأزهار، بتجنب الجلوس في الفضاءات الخضراء لتفادي المضاعفات الصحية المحتملة.
أسماء ب
