الاثنين 7 أفريل 2025 الموافق لـ 8 شوال 1446
Accueil Top Pub

مواهب محلية تحقق أعمالها متابعة عالمية: بيئة الجزائر تستقطب هواة ومحترفي التصوير الفلكي


يشهد مجال التصوير الفلكي اهتماما متزايدا في الجزائر، حيث برزت العديد من الأسماء اللامعة في أوساط المصورين الفلكيين الهواة، الذين استطاعوا توثيق وتصوير العديد من الظواهر الفلكية النادرة، ونجحوا في التقاط صور مذهلة للكواكب، المذنبات، وزخات الشهب، مما جعل صورهم محط اهتمام الوكالات الفلكية العالمية، أبرزها وكالة ناسا، التي تولي أهمية كبيرة لهذه الصور لما تحمله من قيمة علمية.

لينة دلول

وحسب ما أكده المصوران الفلكيان عبد الرؤوف شطيبي وخالد هومال ، اللذين ينشطان في مجال التصوير الفلكي، فإن الممارسة محفوفة بتحديات كبيرة، أبرزها التلوث الضوئي الذي يؤثر سلبا على جودة الصور ويحد من رؤية الأجرام السماوية، ناهيك عن الأقمار الصناعية التي تشكل عائقا أيضا أمام عمليات الرصد الفلكي، حيث تظهر كخطوط ساطعة في الصور، بالإضافة إلى الظروف البيئية.
ويقول المصوران، إنه ورغم التحديات المذكورة ، إلا أن الجزائر تتمتع بميزة طبيعية استثنائية تساعد المصورين الفلكيين كثيرا، حيث توفر الصحراء الشاسعة بيئة مثالية لممارسة التصوير الفلكي، بفضل سمائها الصافية وغياب التلوث الضوئي، مما يجعلها وجهة مفضلة لهواة ومحترفي التصوير الفلكي من داخل الجزائر وخارجها.
كما أصبح التصوير الفلكي أكثر انتشارا بفضل وسائل التواصل الاجتماعي، حيث زاد عدد المسابقات الفلكية التي تُنظم داخل الجزائر، مما شجّع الهواة على دخول هذا المجال، ومشاركة أعمالهم مع جمهور واسع من المهتمين بالفلك.
ومن بين المنصات البارزة التي تهتم بهذا المجال، تبرز صفحة «The Algerian Astronaut» على فيسبوك، والتي تعد من أهم الفضاءات الافتراضية المخصصة للفلك، حيث تجمع الصفحة أكثر من 60 ألف متابع من المهتمين بهذا المجال، وتقدم معلومات مميزة حول الظواهر الفلكية، كما تنظم مسابقات دورية للهواة، بالإضافة إلى انخراط أعضائها في المنظمات الفلكية العربية.
وقد أكد المصوران عبد الرؤوف وخالد للنصر، أن التصوير الفلكي أصبح أكثر سهولة ومتعة بفضل التطور التكنولوجي في معدات التصوير، والهواتف الذكية، والبرامج المتخصصة في معالجة الصور مما ساهم في زيادة إقبال الشباب على هذا المجال. و لضمان تطويره أكثر، يوصيان بتوفير دعم للمصورين الفلكيين لاقتناء معدات متطورة وتنظيم ورشات تدريبية ومسابقات محلية ودولية لتنمية مهارات الهواة وتعزيز التعاون مع المنظمات الفلكية العالمية لتبادل الخبرات.
* المصور الفلكي الهاوي خالد هومال
التصوير الفلكي سباق مع الزمن و تحد يتطلب المعرفة والشغف

أكد المصور الفلكي الهاوي هومال خالد، أن التصوير الفلكي هو فن التقاط صور للأجرام السماوية والأحداث الفلكية باستخدام الكاميرات والتلسكوبات، مشيرا إلى أن التحدي الأكبر في هذا المجال هو سباق المصور مع الزمن لالتقاط اللحظة قبل أن تفوته.
كما أن هذا النوع من التصوير ينطوي على المجازفة، حيث يتطلب الابتعاد عن المدن تفاديا للتلوث الضوئي، والبحث عن أماكن معزولة توفر رؤية واضحة للسماء.
وأوضح خالد أن هناك العديد من الظواهر الفلكية التي يمكن توثيقها، من بينها دورة القمر والشمس،و الكسوف والخسوف، ومجرة درب التبانة، والكواكب والمذنبات، زيادة على زخات الشهب، والأجرام السماوية المختلفة.
كما أشار، إلى أن التصوير الفلكي يتطلب معرفة جيدة بتقنيات التصوير حيث يتم استخدام التعريض الطويل لإبراز التفاصيل، خاصة أثناء الليل مما يستوجب إتقان برامج المعالجة الرقمية لمزيد من الدقة والجودة.
وأضاف المتحدث، أن التصوير الفلكي شهد تطورا كبيرا عبر التاريخ حيث بدأ باستخدام الكاميرات ذات الألواح الفوتوغرافية، وصولا إلى التقنيات الرقمية المتطورة، وأوضح أن هناك العديد من التقنيات الحديثة التي أحدثت ثورة في هذا المجال، ومنها التلسكوبات الفضائية والتي توفر صورا عالية الدقة من خارج الغلاف الجوي للأرض، بعيدا عن التشويش الناتج عن الغلاف الجوي.وكذا التصوير متعدد الأطياف الذي يتيح التقاط صور في مختلف الأطياف الكهرومغناطيسية، مما يساعد في الكشف عن تفاصيل غير مرئية بالعين المجردة، و التصوير الفلكي ثلاثي الأبعاد الذي يمكن من خلاله تحليل بنية الأجرام السماوية وفهمها بشكل أعمق. وأوضح المتحدث، أن استخدام الذكاء الاصطناعي أصبح يلعب دورا متزايدا في تحليل الصور الفلكية واكتشاف الأنماط والميزات المخفية.
أهمية التطور التقني في علم الفلك
وساهمت هذه التقنيات الحديثة بحسبه، في اكتشاف أجرام سماوية جديدة لم تكن معروفة من قبل، ودراسة الظواهر الفلكية بشكل أكثر تفصيلا ودقة وتطوير علم الفلك، مما سمح لعلماء الفلك والهواة على حد سواء بفهم الكون بطريقة غير مسبوقة.
كما أكد خالد، أن الهواتف الذكية لعبت دورا كبيرا في إبراز سحر التصوير الفلكي الليلي، حيث أصبح من الممكن التقاط صور مبهرة بفضل التطور الهائل في تقنيات الكاميرات وسهولة استخدامها. علاوة على ذلك فإن الكاميرات الحديثة أصبحت توفر مساحة لا محدودة للإبداع.
وقال، بأن التحدي الأكبر للمصورين الفلكيين يتمثل في المعالجة الرقمية لأنها العملية الأكثر تعقيدا في التصوير الفلكي، حيث يتطلب إنتاج صورة واحدة استخدام عدة برامج متخصصة، خاصة بالنسبة للمحترفين، لأن المعالجة تساعد في إزالة التشويش، تحسين الألوان، وإبراز التفاصيل الدقيقة التي قد لا تكون واضحة في الصورة الخام.
وأشار خالد، إلى أن التصوير الفلكي لا يقتصر على توفير صور مذهلة ونشر المعرفة، بل يمكن أن يكون له دور علمي حقيقي، حيث يمكن للهواة المساهمة في اكتشافات مذهلة، مثل رصد الكواكب والمذنبات أو توثيق الظواهر الفلكية النادرة.
وأضاف المتحدث، أن هناك العديد من المصورين الهواة الذين نشرت وكالة ناسا صورهم نظرا لجودتها العالية وأهميتها العلمية.
وأوضح خالد، أن المصورين يواجهون عدة تحديات أبرزها الظروف الجوية، حيث تعتبر السحب العدو الأول للمصور الفلكي، إذ يمكن أن تحجب الرؤية وتفسد خطط الرصد كما يعتبر التلوث الضوئي أحد أكبر العوائق، مع ذلك يمكن التغلب عليه بالانتقال إلى أماكن أكثر ظلمة، كما توجد برامج متخصصة تساعد في تحديد المواقع المثلى للرصد.
كما قال، بأن الميزانية تعتمد على المعدات المطلوبة، فكلما زادت الإمكانيات، زادت جودة النتائج، لكن يمكن للمبتدئين تحقيق نتائج جيدة بأدوات بسيطة.
ويرى خالد أن التطور التكنولوجي سهل الكثير من الأمور، سواء من حيث تطور الكاميرات، أو البرامج المتقدمة التي أصبحت تعتمد على الذكاء الاصطناعي، مما جعل المعالجة أكثر سهولة ودقة، كما أشار إلى أن هناك إقبالا متزايدا من الشباب على التصوير الفلكي، حيث يلاحظ ذلك من خلال كثرة الاستفسارات والمتابعة للظواهر الفلكية.
ودعا الدولة إلى دعم هذا المجال من خلال توفير التسهيلات والمعدات للهواة والمحترفين، مما قد يساهم في تنشئة جيل شغوف بالفضاء والاستكشاف.
* المهندس والمصور الهاوي عبد الرؤوف شطيبي
التصوير الفلكي يجمع بين الفن والعلم

من جهته، أكد المهندس والمصور الفلكي الهاوي عبد الرؤوف شطيبي، أن التصوير الفلكي هو ممارسة تصوير الأجسام الفلكية والأحداث السماوية ومناطق السماء ليلا، موضحًا أنه يختلف عن باقي أنواع التصوير بكونه يجمع بين العلم والفن، حيث يعتمد على تقنيات علمية دقيقة لكنه في الوقت ذاته يعكس الجمال البصري للكون.
وأشار شطيبي، إلى وجود فرق بين التصوير الفلكي الليلي والنهاري، إذ أنه في النهار يمكن تصوير الشمس والقمر فقط، بينما في الليل يمكن التقاط صور لأجسام فلكية متنوعة مثل الكواكب، والنجوم، والمجرات، والسدم، والمدابن «حشود النجوم»، إلى جانب الكويكبات،والأقمار الصناعية، وحتى الظواهر الجوية النادرة كالأضواء الشمالية، التي شوهدت في الجزائر العام الماضي.
وأضاف، أن التصوير الفلكي ليس مقتصرا على المحترفين أو على من يمتلكون تلسكوبات متطورة، بل يمكن لأي شخص ممارسته باستخدام معدات بسيطة، على سبيل المثال، يمكن التقاط صور لمجرة أندروميدا « أقرب مجرة إلى الأرض» باستخدام آلة تصوير عادية ذات دقة عالية وثبات جيد، دون الحاجة إلى تكبير كبير.
ونصح المصور، بالابتعاد عن المدن بسبب التلوث الضوئي، والتوجه إلى المناطق الريفية أو الصحراوية لمشاهدة وتصوير السماء بوضوح، حتى باستخدام هاتف ذكي مع مثبت.
وأكد شطيبي، أن مجال التصوير الفلكي شهد تطورا كبيرا خلال السنوات الماضية، مشيرا إلى أنه بدأ في هذا المجال منذ عشر سنوات، وتفاجأ بالتطور الذي شهده، خصوصا في تقنيات الكاميرات والهواتف الذكية.
وأوضح، أن الهواتف الحديثة لعبت دورا رئيسيا في تشجيع الشباب على دخول هذا المجال، بفضل تطور تقنيات ضبط الكاميرا والضوء، حيث أصبحت تعكس الفضاء بوضوح أكبر من خلال البيكسل عالي الدقة. كما أشار إلى الانتقال من تقنية CCD إلى CMOS، مما ساهم في تحسين جودة الصور الفلكية.
أهمية برامج المعالجة الرقمية
وأكد أن برامج المعالجة الرقمية تلعب دورا حاسما في تحسين جودة الصور الفلكية، مشيرا إلى أن 50% من جودة الصورة تعتمد على مرحلة المعالجة، حيث تساهم هذه البرامج في تصحيح الألوان، تقليل التشويش، وإبراز التفاصيل الدقيقة للأجرام السماوية.
كما أشار، إلى أنه استلهم الكثير من صور تلسكوب هابل، التي ساهمت في تطوير فهمه لآليات التصوير الفلكي.
وأوضح الشاب، أن التصوير الفلكي لا يقتصر على كونه هواية فقط، بل له استخدامات علمية وبحثية مهمة، حيث يساهم الهواة في توثيق الظواهر الفلكية، متابعة حركة الكويكبات، وحتى المشاركة في الاكتشافات الفلكية. أما عن التحديات التي تواجه هذا المجال، فقد حددها في التلوث الضوئي، الأقمار الصناعية التي تعيق الرؤية، والظروف الجوية غير المناسبة. ومع ذلك، أكد أن التصوير الفلكي سيصبح أكثر سهولة ومتاح للجميع مستقبلا بفضل التطور التكنولوجي المستمر، الذي يجعل المعدات أكثر تطورا وأسهل استخداما، مما يسمح للمزيد من الناس بالانضمام إلى هذا المجال واكتشاف سحر السماء.

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com