الجمعة 11 أفريل 2025 الموافق لـ 12 شوال 1446
Accueil Top Pub

ثلاث سنوات تكوين تكلّل بشهادة معتمدة: مدرسة الموسيقى بقسنطينة…بيئة أكاديمية لعشاق العزف


تدعمت دار الثقافة مالك حداد بقسنطينة مؤخرا، بمدرسة لتعليم الموسيقى تضمن تكوينا أكاديميا موسيقيا قاعديا، وتوفر تخصصات مختلفة ووسائل بيداغوجية وآلات موسيقية تمكن المتمدرسين من العزف بطريقة احترافية.

يشرف على تأطير المنتسبين إلى المدرسة الجديدة، أساتذة في تخصصات موسيقية مختلفة يقدمون دروسا أكاديمية تطبيقية، استحسنها متمدرسون أبدوا استعدادهم لتعلم أبجديات التربية الموسيقية والنهل من خبرات مؤطريهم، ليكلل تكوينهم الممتد على مدار ثلاث سنوات بشهادة معتمدة.
على مستوى الطابق الأول لدار الثقافة مالك حداد، تم تخصيص فضاء تعليمي لمختلف الفئات العمرية، يحتضن مدرسة لتعليم الموسيقى تتوفر على عدد من الأقسام التي زينت جدرانها برسومات فنية رائعة ونوتات وآلات موسيقية. فضاء يسحر الزائر ويشعره بمتعة كبيرة، كما يسرح بخياله في التفاصيل ويشجعه على الإبداع.
آلات موسيقية ومنشورات فنية تزين ديكور المدرسة
ويتميز الفضاء كذلك، بتوفر عدد معتبر من الآلات الموسيقية المتاحة أمام التلاميذ الراغبين في تجربة العزف عليها، ومداعبة أوتارها واكتشاف أسرارها، و المدرسة مجهزة بشكل جيد لتكون بيئة أكاديمية حاضنة للمواهب تقدم تكوينا نوعيا وجادا، يشمل الجانبين الإبداعي و العلمي ذلك.
تتيح إدارة المدرسة إلى جانب الآلات الموسيقية، مطويات خصصت للتعريف بأصول المالوف، ومنشورات مدعمة بصورة قديمة لكبار عازفي وفناني وعلماء المدينة تعود لسنة 1930، منها صورة للشيخ عبد الحميد بن باديس، وأخرى لحمو الفرقاني، وبن شريف وغيرها من الأسماء التي صنعت شهرة مدينة العلم والعلماء.
وتضم المطويات والمنشورات فقرات تعريفية من قبيل « يُروى تاريخ قسنطينة على إيقاع موسيقاها المالوف»، وجاء فيها تعريف لفن المالوف «كنوع موسيقي ذو أسلوب خاص، وكونه حصيلة لإسهامات الحضارات وتأثيراتها التي ميزت ثلاثة آلاف سنة من تاريخ بلاد المغرب، وهي متأتية من تقاليد وثقافات متنوعة، فينيقية وإغريقية ورومانية وفارسية وبيزنطية وبربرية وعربية أندلسية، وبفضل الأندلسيين توفرت الموشحات والأزجال، فهذه الأشعار مستوحاة من روعة المناظر الطبيعية، وقصور الجنة الأرضية».
صادفت زيارتنا إلى المدرسة، موعد تقديم أول درس للفوج الخاص بالصغار الذين يتراوح سنهم بين 6 و 12 سنة، ويقدر عددهم بـ 15 تلميذا، تؤطرهم الأستاذة أمينة برامول، التي تحدثت للنصر، عن البرنامج البيداغوجي المخصص من قبل وزارة الثقافة والفنون لهذه الفئة.
أوضحت، أن الدروس تتوزع وفق نظام تعليمي تدريبي يمتد على مدار ثلاث سنوات، ويكلل بشهادة معتمدة، مردفة بأنها تشرف على تأطير السنة الأولى من تعليم الصغار، وتقدم دروسا في الصولفاج والبيانو، ليوجه المتمدرسون في السنة الثانية نحو تخصصات مختلفة حسب الرغبة، وذلك باختيار التلميذ لنوع الآلة التي يرغب في تعلم العزف عليها، سواء العود أو الكمان أو القيتار أو البيانو.
مؤكدة، بأن المقرر الدراسي سيضمن تكوينا قاعديا وفق أسس علمية حديثة للمتمدرسين كما ستكون المدرسة بمثابة دعامة حقيقية للفنون وبيئة فنية لصقل المواهب وتأطيرها منذ الصغر، وكذا تمكين الشباب من زيادة معارفهم.
صقل المواهب في مختلف التخصصات الموسيقية
وقد أبدى التلاميذ الذين قابلناهم في المكان، استعدادهم ورغبتهم لتعلم الموسيقى، حيث لاحظنا خلال تواجدنا بقسم الصغار حماسا كبيرا من قبل المتمدرسين لملامسة مفاتيح البيانو والضغط عليها للاستمتاع بأنغامها، وقد تعاقب عدد منهم على تجريب الآلة بعد تلقي أولى المعارف النظرية المتعلقة بدرس الصولفاج، وذلك لفهم خصائص العزف وانسجام الألحان والإيقاع والطبقات الصوتية، فضلا عن تدريس الإملاء الموسيقي الذي يساعد على تطوير المهارات الفنية وتنمية الحس الموسيقي. وفي حديثنا إلى عدد منهم، عبر أحد المتمدرسين الصغار عن رغبته الكبيرة في دراسة التربية الموسيقية وتعلم العزف على مختلف الآلات، قائلا بأنه يهوى العزف على البيانو والقيتار، ويحلم أن يكون عازفا كبيرا يجيد مهارة مداعبة الأوتار والاستمتاع بألحانها.
و كشفت زميلته، عن سعادتها بالالتحاق بالمدرسة وقضاء وقت ممتع مع معلمتها لصقل موهبتها عن طريق التكوين، وقالت إنها ترغب في تعلم العزف على مختلف الآلات لتصبح معلمة موسيقى في المستقبل، كما تحلم في تكوين جوق موسيقي محترف.
وأخبرتنا شابة في 21 من العمر، بأنها قدمت لتستفسر عن طريقة التسجيل، وطبيعة التمدرس، وشروط الالتحاق بالمدرسة، موضحة بأنها تهوى الموسيقى والعزف على آلة العود، غير أنها لم تنل فرصة التكوين وتفتقر للتجربة.
مردفة، بأن شغف العزف ظل يكبر معها ولم تشأ أن تضيع فرصة التكوين التي وفرتها وزارة الثقافة والفنون، لما تتيحه من امتيازات للمتعلم وتضمنه من شروط ملائمة للحصول على مرافقة نوعية.
أبواب مفتوحة لمختلف الفئات العمرية
مدرسة التعليم الموسيقي التي تم افتتاحها نهاية مارس الماضي بدار الثقافة مالك حداد، جاءت نزولا عند تعليمات وزير الثقافة والفنون زهير بللو، وهي واحدة من بين 19 مدرسة استحدثت عبر عدد من ولايات الوطن، حسبما أوضحته مديرة دار الثقافة أميرة دليو للنصر، مشيرة إلى أن مدرسة تعليم الموسيقى تضم قسمين، مجهزين بكل العتاد البيداغوجي والموسيقي، وبدعم من والي ولاية قسنطينة عبد الخالق صيودة.
وبلغ عدد المسجلين حاليا 46 مسجلا، حضروا أول درس افتتاحي، وهم مقسمون على قسمين وفق الفئة العمرية، حيث تم تخصيص فوجين لفئة الصغار من 6 سنوات إلى 12 سنة، كما تم توزيع فئة المتمدرسين الكبار نسبيا على فوجين بداية من سن الثانية عشرة. وأشارت دليو، إلى أن الدرس الافتتاحي قدم بإشراف من أساتذة متخصصين، هم صونيا كنيدة، وأمينة برامول، إلى جانب كل من نجيب سدراتي، ونور الدين مزهود، وعباس بوراس، والفنان والمنشد عبد الجليل أخروف في الكورال.
حصص الصولفاج والبيانو أول ما يتعلمه المتمدرسون
وقالت المديرة، إن منهجية التعليم في المدرسة تتم وفق مخطط وطني، حيث أشرف أساتذة وخبراء موسيقيون على وضع المقرر الدراسي، الذي يطبقه أساتذة متخصصون وأكاديميون.
ويشرف على تقديم حصص الصولفاج في المدرسة الموسيقية، كل من الأستاذتين صوفيا كنيدة وأمينة برامول، فيما كلف الأستاذ نور الدين مزهود بتدريس حصص آلة البيانو، ويقدم المايسترو عباس بوراس دروسا نظرية وتطبيقية على آلة العود.
أما الأستاذ نجيب سدراتي فيشرف على دروس العزف على آلة الكمان، وكلها كفاءات موسيقية ستعمل على تطوير مواهب التلاميذ المتكونين بمعارف أكاديمية، وستساهم في ترسيخ دور الموسيقى كرافد أساسي في الحفاظ على الهوية الثقافية الوطنية.
وأردفت مديرة دار الثقافة بقسنطينة، بأن فترة التكوين تمتد على مدار ثلاث سنوات، يخضع المتمدرسون خلالها لامتحانات دورية سنوية، إلى غاية انقضاء فترة التكوين التي تكلل بتسليم شهادة تعليمية.
أما فيما يخص توقيت التمدرس، وآليات تكييفه مع التوقيت الدراسي للتلاميذ بالمؤسسات التربوية لضمان سيرورة حسنة للحصص، فقالت المديرة، بأن الدراسة تتم كل يوم ثلاثاء مساء من الواحدة إلى الثالثة، و يوم السبت صباحا من 10 إلى منتصف النهار، ومن الساعة الواحدة إلى الثالثة مساء، ويتم تكييف التوقيت حسب خصوصية كل فترة، بما في ذلك العطل المدرسة، معربة عن استعداد المدرسة لفتح أفواج أخرى في حال تم استقبال مسجلين جدد، ومؤكدة بأن باب التسجيلات لم تغلق بعد.
أسماء بوقرن

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com