الأحد 13 أفريل 2025 الموافق لـ 14 شوال 1446
Accueil Top Pub

أخصائيون يشرحون أساليبها و يؤكدون: التربية الإيجابية .. نهج حديث يعالج مشكلات الثقة عند الأطفال

يؤكد مختصون في مجال النفس والتربية، أن اتباع منهج التربية الإيجابية أصبح ضرورة ملحة في ظل التحديات التي يواجهها الجيل الحالي، مشيرين إلى أن هذا النهج يركز على بناء شخصية الطفل وتعزيز ثقته بنفسه من خلال التوجيه والدعم العاطفي، بدلا من الاعتماد على العقاب.

تكيف مع معطيات العصر
و تعتبر بعض أساليب الصارمة التربية التقليدية سببا رئيسيا في العديد من المشكلات النفسية والاجتماعية، مما يستدعي حسب الخبراء تبني أساليب حديثة تُراعي احتياجات الطفل العاطفية والنفسية.و تتماشى مع معطيات العصر.
وتؤكد الأخصائية النفسانية التربوية والمعالجة الأسرية، صبرينة بوراوي، أن التربية الإيجابية تعزز ثقة الطفل بنفسه، وقد أصبحت في السنوات الأخيرة منهجا تربويا معتمدا على نطاق واسع، نظرا لتركيزها على دعم السلوكيات الإيجابية، إلى جانب بناء علاقة متينة ومحترمة بين الوالدين والطفل.

ويتميز هذا النهج حسب بوراوي، بالاعتماد على التعاون والانضباط الذاتي بدلا من العقوبات، خلافا للتربية التقليدية التي كانت غالبا ترتكز على الأساليب السلطوية أو العقابية.
وأضافت المتحدثة، أن التربية الإيجابية تهدف إلى توجيه الطفل بأسلوب يحترم مشاعره ولا ينتقص من كرامته، وتعتمد هذه التربية على مبادئ أساسية مثل الاحترام المتبادل بين الطفل ووالديه، وفهم مشاعر الطفل واحتياجاته، والعمل على تلبيتها بطريقة متوازنة.
التوجيه الإيجابي بدلا من السيطرة
كما تساعد الطريقة على تعزيز الثقة بالنفس والاستقلالية لدى الطفل، مع الاعتماد على التوجيه الإيجابي بدلا من السيطرة، والتركيز على الحلول بدلا من العقاب.
وأوضحت الأخصائية، أنه من خلال اتباع أسلوب التربية الإيجابية، يمكن للآباء تحقيق توازن بين الحزم والمرونة، ويتم ذلك عن طريق وضع قواعد واضحة وثابتة مع إظهار مرونة في تطبيقه.
كما أشارت، إلى أهمية الحوار والتفاوض مع الطفل شريطة ألا يتنازل الآباء عن المبادئ الأساسية التي تضمن احترام النظام الأسري، أما فيما يتعلق بتأثير التربية الإيجابية على الطفل، أكدت الأخصائية، أن هذا النهج يساهم في تعزيز ثقة الطفل بنفسه، مما يساعده على مواجهة التحديات بثبات وتنمية مهاراته في حل المشكلات والتعامل مع المشاعر بطريقة صحية. كما يساهم في بناء شخصية متوازنة ومستقلة خالية من القلق والتوت.
أداء أكاديمي واجتماعي أفضل
إضافة إلى ذلك، أكدت الدراسات أن الأطفال الذين يتربون بأساليب إيجابية يحققون أداء أكاديميا واجتماعيا أفضل، بفضل شعورهم بالأمان العاطفي وتعزيز قدراتهم الفكرية والاجتماعية. أما بالنسبة للسلوكيات السلبية التي قد تصدر عن الطفل، أشارت بوراوي إلى أن الآباء يواجهون أحيانا تحديات كبيره في التعامل معها، ودعت إلى ضرورة تحديد أسباب هذه السلوكيات التي قد تكون نتيجة الإحباط أو البحث عن الاستقلالية، ثم التعامل معها بهدوء بدلا من الصراخ الذي يولد الخوف وليس الاحترام.
وأوصت الأخصائية، بتوجيه الطفل للتعبير عن مشاعره بطريقة صحيحة، مع اقتراح بدائل سلوكية مناسبة وتشجيعه على تبنيها، وشددت بوراوي، على أهمية الصبر والهدوء عند تطبيق مبادئ التربية الإيجابية خاصة وأن بعض الأطفال قد يقاومون التغييرات في أساليب التربية، لا سيما إذا اعتادوا على العقاب أو التوبيخ.
وأكدت المتحدثة، أن الاستمرارية والثبات في تطبيق هذا النهج هما المفتاح لإظهار جديته للأطفال، وتجاوز صعوبات المرحلة الانتقالية، مما يضمن بناء شخصية قوية ومستقلة قادرة على التعامل مع تحديات الحياة بثقة.
* الأخصائية والمعالجة النفسانية هالة علاش
تلبية الاحتياجات العاطفية للطفل تحميه من العقد

من جهتها، أكدت الأخصائية والمعالجة النفسانية، هالة علاش، أن مرحلة الطفولة تعد حجر الأساس في تكوين شخصية الإنسان وأي خلل في هذه المرحلة قد يؤثر سلبا على مختلف جوانب حياته لاحقا. وأوضحت، أن الكثير من المشاكل النفسية والعقد التي يعاني منها الجيل الحالي تعود جذورها إلى أساليب التربية العقابية التي اعتمدت في الماضي، والتي كانت تخلو من الجانب العاطفي الضروري في بناء نفسية الطفل.
وأشارت علاش، إلى أن أحد المبادئ الأساسية للتربية الإيجابية هو التركيز على الجانب العاطفي، وهو ما كان شبه منعدم في التربية التقليدية، التي كانت تعتبر أن توفير الاحتياجات المادية مثل الطعام واللباس كاف للتربية.
وأضافت الأخصائية، أن الطفل لديه احتياجات عاطفية لا تقل أهمية عن الاحتياجات الأساسية، مثل الشعور بالأمان والحب، والتقدير والانتماء والحوار مع من حوله.ومن المهم بحسبها، أن تلبى هذه الاحتياجات بطريقة متوازنة، لأن غيابها يؤدي إلى قلق الطفل وانعدام شعوره بالأمان، وضعف تقديره لذاته، مؤكدة أن أساليب العقاب في الماضي كانت قاسية للغاية مثل الصمت العقابي، أو وضع الطفل في غرفة مظلمة، أو حتى معاقبته دون شرح أسباب العقوبة. بينما يتم التركيز في التربية الإيجابية على الحوار مع الطفل لإيضاح الخطأ الذي ارتكبه، والعمل على تصحيحه بأسلوب يعزز ثقته بنفسه دون أن يؤثر سلبا على نفسيته. وأضافت علاش، أن التربية الإيجابية لا تقتصر على معالجة السلوكيات الخاطئة فقط بل تسهم بشكل كبير في بناء شخصية متواردة من جميع النواحي الاجتماعية الأسرية النفسية.
وأكدت، أن هذا الأسلوب يساعد في تطوير ثقة الطفل بنفسه، ويمنحه القدرة على التعامل مع مشاعره بشكل صحي، مشيرة إلى أهمية عدم مقارنة الطفل بأقرانه أو إخوته، خاصة فيما يتعلق بالمستوى الدراسي لأن ذلك يؤثر سلبا على احترامه لذاته.
تحديات تطبيق التربية الإيجابية
أما فيما يخص تحديات تطبيق التربية الإيجابية، أوضحت هلال أن الفجوة بين الأجيال تعد من أبرز العقبات التي يواجهها الوالدان حيث قد يجدان صعوبة في التخلي عن الأساليب التقليدية التي اعتادا عليها.
كما أكدت، أن الاتفاق بين الزوجين على منهجية موحدة في التربية أمر ضروري لتجنب تضارب الأساليب، ولفتت إلى ضرورة الحد من تدخل العائلة الكبيرة، مثل الجد أو الجدة الذين قد يفرضون طرقا تقليدية قديمة تؤثر سلبا على نهج التربية الحديثة. وأشارت، إلى أن مقاومة الأطفال لأساليب التربية الجديدة أمر طبيعي خاصة إذا كانوا قد اعتادوا على أسلوب العقاب أو التوبيخ. ويمكن تجاوز هذا العناد من خلال فهم دوافع الطفل مثل رغبته في الاستقلالية أو شعوره بالإحياط.
وأوصت باستخدام عبارات تعبر عن التعاطف مثل، أنا أفهم أنك تشعر بأمر معين، بالإضافة إلى تقديم خيارات للطفل بدلا من فرض الأوامر عليه مع الاستمرار في استخدام الأساليب الإيجابية حتى وإن كانت النتائج بطيئة، لأن الثبات والجدية في هذا الأسلوب يجعلان الطفل يدرك أهميته.
كما أكدت علاش، أن التربية الإيجابية قابلة للتطبيق على جميع الأطفال، بما في ذلك الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، مع مراعاة الطرق المناسبة للتعامل معهم بما يتوافق مع احتياجاتهم الخاصة. وشددت على أن فهم مراحل النمو النفسي للأطفال، والصبر، والحوار هي مفاتيح أساسية لنجاح التربية الإيجابية، وضمان بناء جيل يتمتع بصحة نفسية متوازنة وقادر على مواجهة تحديات المستقبل.
لينة دلول

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com