يجري تلاميذ السنتين الثانية والرابعة ابتدائي، بعد عودتهم من العطلة الربيعية، التقييم الشفوي لامتحان تقييم المكتسبات، في مادتي اللغة العربية والرياضيات، وذلك انطلاقا من الأسبوع المقبل، وهو إجراء جديد أقرته وزارة التربية مؤخرا لضمان متابعة مستمرة لأداء التلاميذ، من قبل الطاقم التربوي وكذا الأولياء.
وتعتبر الأسرة حلقة مهمة في عملية تحضير التلاميذ للامتحان، لأن التكامل بين دور المعلم في المدرسة ودور الأولياء محوري لضمان التحضير القبلي للتلميذ، سواء من حيث الجانب النفسي أو البيداغوجي بما يسمح للطفل باستيعاب طبيعة الاختبار وفهم الاختلاف بينه وبين الامتحانات التقليدية، و يعتبر الاستعداد الجيد في هذين الجانبين عاملا فاعلا حسب المختصين في علم النفس التربوي ليتجاوز التلميذ المرحلة بنجاح، وذلك وجب أخذهما بعين الاعتبار.
وتعتبر عملية تقييم المكتسبات والكفاءات الختامية في مادتي اللغة العربية والرياضيات شفويا وأدائيا وكتابيا، ضرورية لتحديد مستويات التلاميذ، وذلك بحسب ما توضحه التعليمة الرسمية المتعلقة بالموضوع و التي نشرتها وزارة التربية الوطنية.
ويمتحن تلاميذ نهاية الطور الأول في مادة اللغة العربية، بتقييم الأداء القرآني و فهم المكتوب، وتقييم التحكم في نظام العد والحساب على الأعداد أصغر من ألف، وتعلم منهجية حل المشكلات الرياضياتية في مادة الرياضيات.
أما تلاميذ نهاية الطور الثاني في اللغة العربية، فيمتحنون في فهم الخطاب والتواصل الشفوي، والأداء القرائي، وفهم المكتوب والإنتاج الكتابي، إلى جانب التحكم في موارد الميادين الرياضياتية الأربعة، و تملك منهجية حل المشكلات الرياضياتية، على أن تُقيم هذه الكفاءات الشفوية والأدائية، وفق المعايير المحددة، في دليل تقييم مكتسبات نهاية الطور الأول، وكذا في دليل تقييم مكتسبات نهاية الطور الثاني، من مرحلة التعليم الابتدائي.
الإجراء الذي أقرته الوزارة مؤخرا، وشُرع في تجسيده مع انقضاء العطلة الفصلية وعودة التلاميذ لمقاعد الدراسة، أثار عديد التساؤلات لدى أولياء عبروا عن عدم فهمهم الجيد لطرق التقييم وكيفيه تحضير أبنائهم للامتحان ومرافقتهم وتأطيرهم بشكل جيد دون التأثير على حالتهم النفسية وتحصيلهم البيداغوجي، وهو ما فصل فيه أخصائيون في علم النفس التربوي.
* أخصائية علم النفس التربوي نبيلة عزوز
أخطاء يتوجب تجنبها لضمان جدوى التقييم
قدمت أخصائية علم النفس التربوي والتعليم المكيف، الأستاذة نبيلة عزوز في حديثها للنصر، توضيحات ونصائح للأولياء لضمان مرافقة جيدة وسليمة للأبناء المتمدرسين في السنتين الثانية والرابعة من التعليم الابتدائي، ونبهت لبعض الممارسات الخاطئة التي تضر بنفسية التلميذ وتخلف الخوف لديه.
قالت، إنه قبل الحديث عن كيفية التحضير النفسي والبيداغوجي، يجب على الأولياء فهم المعنى الصحيح لتقييم المكتسبات، فلجوء الوزارة إلى إجراء التقييم جاء كرد فعل على الصعوبات التي سجلتها لدى التلاميذ خلال مواسم ماضية، ويشمل هذا التقييم اللغة العربية والرياضيات، وهو عبارة عن تقييم لقدرات التلميذ الخاصة واحتياجاته الفردية، وذلك بوضع حروف «أ ـ و ـ ب ـ و ـ ج و د»، وهي حروف تقدر مجهود التلميذ، من ناحية مستوى الذكاء وما حصله داخل الفصل، وتبعده عن جو الخوف والارتباك، حيث يصبح أكثر اعتمادا على ذاكرته وما قام بتحصيله خلال تقديم الدرس.
ويقوم حسبها التحضير النفسي الجيد للتلميذ، على أساس توفير الجو المناسب في المنزل وتقديم توضيحات بشأن طبيعة التقييم بما يساعده على التخلص من مخاوفه بخصوص الإجابات على الأسئلة ويشجعه على الاستعانة بذكائه ومفهومه ومكتسباته اتجاه نشاط المادة.
ويشجعه ذلك أيضا، على الاهتمام بالمادة داخل القسم فلا يعتمد فقط على حفظ خلاصة الدرس التي يقدمها الأستاذ، بل يعزز على تقوية عنصر الانتباه لديه، كما يعتاد على استخدام ذكائه عند الإجابة.
وتجبر هذه الطريقة التلميذ على الحضور الذهني مع الأستاذ، وتحفز الانتباه الشديد لديه، ما يساعده على تخزين المعلومة وسهولة استرجاعها لاحقا.
أما بالنسبة للتحضير البيداغوجي في البيت، وتشجيع الطفل على الاعتماد على نفسه، واستغلال معارفه، وتطوير مهاراته وقدراته اللغوية، فإن ذلك ممكن عن طريق التعود على بلورة المعلومات المقدمة له في القسم انطلاقا من فهمه الخاص للأمور، وتجنب ممارسة أساليب الضغط.
* الأخصائية النفسانية نوال بوغابة
التركيز على إيجابيات الاختبار يساهم في نجاح التجربة
من جهتها، تنصح الأخصائية النفسانية نوال بوغابة، الأولياء بإتباع إستراتيجية تعليمية مدروسة يراعى من خلالها الجانب النفسي للتلميذ، وتضمن التأطير البيداغوجي الجيد الذي يساعد على إبراز قدراته ومكامن القوة لديه.
داعية، إلى الابتعاد عن ممارسة أساليب الضغط والمقارنة والتخويف، التي تعقد حالة التلميذ وتتسبب في تراجع تحصيله وفقدان ثقته بنفسه.
وتنصح النفسانية، الأولياء بمحاولة فهم طرق التقييم المنتهجة من قبل الأساتذة والمفتشين قبل مباشرة عملية التأطير. وحذرت، من إظهار العجز أو عدم استيعاب الإجراء أمام المتعلم وإبداء تخوف من صعوبة الأمر، ما قد يدفع أولياء إلى استعمال أساليب الضغط مثلا، ظنا منهم أنها طريقة ناجعة تمكن من تحقيق نتائج جيدة. موضحة، أن لهذه الأساليب تأثيرا وخيما يمكن أن يتسبب حتى في تعرض المتعلم لفقدان الثقة خلال فترة إجراء التقييم، أو الإصابة بأمراض عضوية ناجمة عن الضغط، تتمثل عادة في نقص المناعة وارتفاع الحمى، وصعوبة في الكلام، وكذا نسيان المعلومات خلال مدة الامتحان وتذكرها بمجرد الإنهاء من إجرائه. كما شددت على وجوب الابتعاد عن استعمال أسلوب مقارنة التلميذ بأقرانه، وإجباره على تحقيق نتائج تفوق قدراته، أو الضغط عليه ليكون نسخة عن والده أو والدته، لأن لذلك عواقب وخيمة على نفسية التلميذ. وتنصح بالمقابل، بإظهار إيجابيات الإجراء المتخذ ومدى تأثيره الجيد على تحصيل نتائج مقبولة، والتأكيد على أنها مجرد مراجعة وتحضير للامتحانات، مؤكدة بأن توتر الأولياء خلال هذه المرحلة ينتقل آليا للأبناء.
أسماء. ب