أخصائية التغذية العلاجية خديجة سعيدي
« الديتوكس الطبيعي» وتجديد الخلايا يحصنان الجسم في العيد
تحدث العديد من التغيرات الإيجابية في جسم الإنسان بعد شهر كامل من الصيام، وحسب أخصائية التغذية العلاجية الدكتورة خديجة سعيدي، فإن الانقطاع عن الأكل والشرب لساعات طويلة وأيام متواصلة ينشط آلية الالتهام الذاتي أو «الأوتوفاجي» و بهذا يتم تحرير المواد السامة المتراكمة في خلايا الجسم خاصة المعادن السامة التي يصعب التحرر منها، وتتجه هذه المواد السامة إلى الكبد لتبدأ أكبر عملية «ديتوكس» أو تنظيف من السموم ويستعيد الكبد نشاطه.
بن ودان خيرة
وأوضحت سعيدي، أن الصيام يكون خلال شهر كامل قد حفز الخلايا «القتالة» الطبيعية التي تعتبر دعامة الجهاز المناعي لأنها أفضل وسيلة للوقاية من السرطان، ففي ساعات الصيام لا يكتفي الجسم بقتل الخلايا السامة و التالفة فقط، بل يجددها ويستبدلها بخلايا أكثر حصانة و صحة.
أما على مستوى الأيض، فبعد هذا الشهر يكون الجسم قد تعامل مع السكر بشكل أفضل، و زادت حساسية الخلايا للأنسولين كما يتمكن الجسم من التخلص من المستويات المرتفعة للكوليسترول، وأيضا يكون الصيام قد عزز صحة القلب و الشرايين و جدد نشاطه.
مضيفة، أنه بفضل قدرة الصيام على الحد من مستويات «الكورتيزول» و إفراز هرمونات «الأندورفين» المسؤولة عن تعديل المزاج، يكتسب الأشخاص قدرة أكبر على التركيز و النشاط ويتمتع بقدرات ذهنية أعلى و مزاج أفضل، وهذا ما يتجسد خلال الأسابيع التي تعقب شهر الصيام.
مشددة في الوقت نفسه، على أن التحدي الرئيسي بعد شهر رمضان هو الانتقال من نظام الصيام إلى النظام الغذائي الكلاسيكي، وعليه يجب أن تتم العملية بشكل صحيح حتى لا يفقد الجسم الفوائد الصحية التي اكتسبها في رمضان.
ومن أجل هذا يجب حسبها، الحرص وفق المتحدثة على تنظيم الهضم و منح دفعة من الطاقة و انطلاقة نشيطة للجسم في أيام العيد من خلال الانتقال الغذائي السلس والمتوازن، وهنا يجب الانتباه كما قالت، وتفادي تناول كميات كبيرة من الأطعمة الدسمة مرة واحدة.
وينصح في أول يوم من العيد، أن تكون وجبة الإفطار خفيفة وتعتمد على حبات من التمر مع لبن أو زبادي، ثم بيض و بعض المكسرات والخبز الكامل.
ويكون الأكل بشكل متقطع كل بضع دقائق، وبكمية محدودة للحفاظ على جاهزية الجهاز الهضمي، على أن تكون وجبتا الغداء و العشاء أكثر توازنا من حيث الألياف و البروتينات، مع إمكانية إضافة وجبة أو وجبتين خفيفتين بين الوجبات الرئيسية، دون إغفال ترطيب الجسم بشكل كاف بشرب كميات مناسبة من الماء. والعيد حسب الأخصائية، مناسبة اجتماعية مهمة و سعيدة و لا يمكن خلالها عدم الاستمتاع بالحلويات، ولكن يجب تجنب بدء اليوم بتناولها على الفطور، ومن المستحسن تناولها بكميات معتدلة و في أوقات ووجبات منظمة، مع إضافة بعض المكسرات والفواكه لتحسين امتصاص الغلوكوز.