يقبل صائمون من عديد الولايات الشرقية على كعكة الفراولة التي تشتهر بها مدينة سكيكدة، إذ يزداد الطلب عليها كثيرا خلال شهر رمضان فشكلها جميل ولذتها لا تقاوم.
كمال واسطة
ويقطع البعض كيلومترات قادمين من قسنطينة وعنابة، للحصول عليها كي تزين موائد إفطارهم، حيث أصبحت هذه الكعكة بمثابة علامة مسجلة باسم سكيكدة وذلك امتدادا لشهرتها في إنتاج فاكهة الفراولة، كما تعدت شهرتها حدود الوطن بفضل تميز اثنين من صناعها واجتهادهما لتقديم كعكة بجودة عالية. ولا يضاهي شهرة الكعكة في مدينة روسيكادا، أي نوع آخر من الحلويات بما في ذلك الزلابية وقلب اللوز، إذ تأتي في المرتبة الأولى ضمن اختيارات الغالبية من الصائمين، وهي مطلوبة كذلك من مواطنين من خارج الولاية، لأن النوعية التي تحضر في المنطقة تختلف عما يمكن أن تتذوقه في أي مكان آخر.
تمتد هذه الشهرة خارج الوطن، حيث يشتهى الكعكة مغتربون و قد أحبها سفراء زاروا سكيكدة سابقا، وذلك بحسب ما أكده «حميش» أشهر صناعها، وصاحب محل بشارع الأقواس بوسط المدينة.
سيارات بترقيم ولايات شرقية مختلفة كانت مركونة على امتداد الشارع، وقد وصل طابور الانتظار قبالة المحل إلى حد ملحوظ. وأكد الحلواني أن المشهد داخل وخارج المحل يطبع معظم أيام الشهر الفضيل ويستمر خلال باقي الأيام أحيانا، مشيرا إلى أن الطلب على الكعكة كبير مقارنة بباقي الأصناف الأخرى، ولذلك يحضرون ضعف الكمية في رمضان. وتحدث عن حرصه على توفير الحلويات بجودة عالية، مبديا فخره بالثقة التي يضعها الزبائن في منتوجه الشهير بسكيكدة وخارجها، واعتبر أن هذا الرواج يخدم السياحة كذلك.
دخلنا إلى مخبر تحضير الحلويات رفقة مسير المحل، لرصد أجواء وطرق تحضير كعكة الفراولة، ووجدنا العمال منهمكين في العمل كان كل واحد منهم مكلفا بمهمة معينة، أما كعكة الفراولة فتتصدر اهتمام الجميع.قيل لنا، إن تحضير الحلويات ينطلق باكرا بداية بإعداد العجين، وتنقية حبات الفراولة، وتجهيز غيرها من المكونات التي تدخل في صناعة الكعكة وفق مقادير معينة، و بطريقة دقيقة ومدروسة تكسبها شكلا وذوقا مميزين.
وحسب مسير المحل، فإن عملية البيع تبدأ صباحا في حدود الحادية عشرة وتنتهي دقائق قليلة قبل الإفطار، علما أن الإقبال يزيد خلال نهاية الأسبوع، حيث يقصدهم زبائن من مختلف بلديات الولاية وحتى من ولايات الشرق الجزائري.
وقال، إن لديهم زبائن أوفياء اعتادوا التردد على المحل طوال سنوات، وهم مواطنون من قسنطينة، وعنابة، وسطيف، وأم البواقي، وقالمة، كما يعد المحل مقصدا لشخصيات أجنبية عند زيارتها للمنطقة، حيث سبق أن زاره سفراء دول غربية، وشخصيات وطنية مشهورة في مختلف المجالات، وأفراد من الجالية الجزائرية في المهجر، وهو مصدر فخر حسب المتحدث.
ويتفق من حدثناهم من مواطنين وزبائن، أن محل حميش من أهم العناوين التي تقدم كعكة فراولة بجودة عالية جدا، مؤكدين أنها تحلية لا يمكن الاستغناء عنها في رمضان، وقال البعض إنه لا يمكن تصور مائدة الإفطار بدونها. وتتميز الكعكة حسبهم، بذوقها اللذيذ وشكلها الذي يفتح شهية الصائمين لذلك يفتتح بها أشخاص وجبة الإفطار، ويتركها آخرون للسهرة، كما أخبرنا به شباب قابلناهم في المحل قالوا لنا بأنهم قدموا من قسنطينة خصيصا لأجل الكعكة الشهيرة، وعلمنا من زبائن من قالمة بأنها تستحق ثمنها و المسافة التي تقطع لأجل الحصول عليها، لأنها طعمها مختلف ولا يشبه ما يحضر في محلات
أخرى.
