السبت 1 مارس 2025 الموافق لـ 1 رمضان 1446
Accueil Top Pub

رئيسة اللّجنة الوطنية للانتقال نوال عبد اللطيف مامي للنصر: هكذا تستعد الجامعة الجزائرية للتحول نحو الجيل الرابع


تتبوأ الجامعات الجزائرية، مكانة استراتيجية في بناء اقتصاد قائم على الابتكار و الرقمنة و ريادة الأعمال، وذلك ضمن سياق عالمي يتسم بالتطور السريع للتقنيات الحديثة، وينعكس هذا الطموح في مبادرة الانتقال نحو جامعات الجيل الرابع (4.0)، التي أطلقتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بحيث تهدف هذه الجامعات الرقمية، المتصلة والمقاولة إلى توفير بيئة ملائمة لإنتاج الثروة، وتطوير الشركات الناشئة، وتعزيز الكفاءات متعددة التخصصات.

الهـدف جامعات رقمية و متصلة ومقاولــة
ومن أجل تحقيق هذا المسعى، تم اختيار 23 مؤسسة جامعية للاندماج في هذه الرؤية، مع منظور للتوسع التدريجي مستقبلاً، ويعتمد هذا التحول على تنفيذ المخطط الرئيسي للرقمنة، وإنشاء منصات تفاعلية، وتعميم البنى التحتية البيداغوجية المتصلة.
ويهدف المشروع كذلك حسبما أوضحه القائمون عليه للنصر، إلى تمكين الطلبة من متابعة مساراتهم التعليمية بسهولة عبر أدوات مثل اللوحات الرقمية، مع تعزيز التعاون الدولي والمهارات المتعددة، على غرار الشهادات المزدوجة والكفاءات المزدوجة بالتوازي، وقد تم تحقيق تقدم ملحوظ في تطوير تعليم اللغة الإنجليزية كأولوية استراتيجية لتعزيز اندماج الطلبة الجزائريين في الديناميكيات العالمية.
وتم في هذا الإطار، تدريب أكثر من 58,000 أستاذ في هذه اللغة لدعم الإدراج التدريجي للمواد العلمية والتقنية باللغة الإنجليزية، بالإضافة إلى ذلك يعكس تطوير التعليم عن بُعد وإنشاء فروع جامعية مولدة للدخل رؤية عملية تهدف إلى تنويع أساليب التعليم وتعزيز الاستفادة من الموارد الجامعية.
وفي إطار التزامها بتحقيق التحول الرقمي والبيداغوجي للجامعات، قامت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بتنفيذ عدة تدابير لتحديث التعليم العالي في الجزائر، بما في ذلك رقمنة الجامعات من خلال مشاريع تهدف إلى تجهيز المؤسسات بتقنيات حديثة مثل مراكز البيانات والمكتبات الرقمية، كما تم تطوير بنى تحتية حديثة تجمع بين المساحات المادية والرقمية، بما في ذلك حاضنات ريادة الأعمال.
وأنشأت الوزارة أيضاً، دار الذكاء الاصطناعي ومراكز تطوير المقاولاتية لتعزيز الابتكار وإنشاء الشركات الناشئة والفروع الاستثمارية، وأخيراً أطلقت الوزارة عملية توظيف لدعم هيئة التدريس وضمان الخبرة اللازمة لمواكبة الانتقال نحو الجامعة 4.0.
برامج تدريبية في الـذكاء الاصطناعي والبيانات والأمـن السيبراني
وحسب رئيسة اللجنة الوطنية للانتقال إلى الجامعة من الجيل الرابع البروفيسور نوال عبد اللطيف مامي، فإنه ومن أجل تنسيق ومتابعة عملية انتقال الجامعات الجزائرية نحو جامعة من الجيل الرابع 4.0، تم استحداث لجنة وطنية مهمتها متابعة العمل ورصد تقدمه. وقالت المتحدثة، بأن مهمة هذه اللجنة تتمثل في تحديد المحاور الاستراتيجية لهذا التحول، ومتابعة تنفيذ الإصلاحات، واقتراح إجراءات عملية لدعم المؤسسات الجامعية في هذا الانتقال، مضيفة بأنه واستنادًا إلى الإنجازات المحققة، تقترح اللجنة الوطنية للتحول نحو جامعة الجيل الرابع استراتيجية وخطة عمل شاملة تتضمن مصفوفة إطار منطقي.

وتهدف هذه الأداة إلى قياس الإنجازات، وتحديد النقائص، ودعم المؤسسات المختارة في تحقيق أهداف جامعة الجيل الرابع، وترتكز خطة العمل على معالم واضحة، ومخرجات محددة بدقة، ومؤشرات نوعية وكمية تم تحديدها بعناية.علاوة على ذلك، أشارت مامي، إلى أنه تم وضع معايير تقييم لتمكين الجامعات من تحديد موقعها في مسار هذا التحول وتحديد الإجراءات التي يجب اتخاذها بدقة، لتوفر هذه المعايير إطارًا هيكليًا لتوجيه الجهود وتعزيز التحسين المستمر للأداء وتأثير المبادرات المنفذة. كما أنه استنادًا إلى الإنجازات القائمة واعتمادًا على مرجعية ضمان الجودة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، قامت اللجنة الوطنية بإعداد وثيقة استراتيجية هيكلية، يمكن اعتبار هذه الوثيقة بحسبها «المخطط التوجيهي لجامعة الجيل الرابع»، وتشمل مصفوفة إطار منطقي لتحديد النقاط الأساسية الواجب معالجتها لتحقيق جامعة الجيل الرابع، بالإضافة إلى مصفوفة خاصة بخطة العمل تتضمن خطوات محددة بوضوح، ومعايير تقييم تساعد على تحديد موقع المؤسسات الجامعية وتوجيه الإجراءات اللازمة.
وأوضحت المتحدثة، أن من أهداف اللجنة الوطنية، إعداد مخطط توجيهي ناجح، حيث تعمل على إعداد مخطط توجيهي لتحويل الجامعات نحو النموذج 4.0، بما يتماشى مع مشاريع الرقمنة، والإصلاح البيداغوجي، وإنشاء البنى التحتية الجديدة. ويتضمن ذلك دعم تنفيذ برامج تدريبية مخصصة للتقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي، والبيانات الضخمة، والأمن السيبراني، بهدف إعداد الخريجين لتلبية احتياجات مؤسسات المستقبل، بالإضافة إلى متابعة رقمنة المناهج الدراسية، كما تهدف اللجنة بشكل أساسي إلى مرافقة الجامعات في عملية رقمنة المسارات الأكاديمية، و يشمل ذلك بحسبها اعتماد منصات التعليم عن بعد، ودورات MOOCs وSPOCs، وإنشاء موارد تعليمية رقمية تسهّل الوصول إلى التعليم عن بُعد وتوفير أدوات تعليمية مبتكرة
تعزيز ريادة الأعمال والابتـكار
وتحدثت مامي كذلك، عن تعزيز ريادة الأعمال والابتكار، من خلال عمل اللجنة على تنفيذ مبادرات لدعم المؤسسات الجامعية قصد تعزيز ريادة الأعمال في أوساط الطلبة والابتكار داخل الجامعات.
وأكدت البروفيسور، بأن ذلك يتم بالتعاون الوثيق مع اللجنة الوطنية للابتكار والمؤسسات الناشئة، من خلال احتضان المشاريع الجديدة، ودعم الطلبة في إنشاء الشركات الناشئة، وتطوير مشاريع البحث التطبيقي المرتبطة بالاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية للبلاد.
وأضافت، أن اللجنة تهدف كذلك إلى إقامة الشراكات الدولية وزيادة الحركية الأكاديمية، بحيث ترافع اللجنة الوطنية للتحول نحو الجامعة 4.0 المؤسسات الجامعية، من أجل تأسيس شراكات دولية وتطوير برامج تبادل للطلبة والأساتذة.
نحو اعتماد أساليب تعليمـية مبـتكرة
وحسب المتحدثة، فإن هذه الشبكة ستُسهم من التعاون الدولي في تعزيز انفتاح الجامعات الجزائرية على العالم، مع ضمان حركية أكاديمية أفضل وإثراء البرامج التعليمية، مضيفة أن من الأهداف الأخرى الإصلاح البيداغوجي لأن الانتقال إلى جامعة 4.0، يتطلب مراجعة المناهج البيداغوجية، حيث تدعم اللجنة اعتماد أساليب تعليمية مبتكرة مثل التعليم المعكوس، والتعلم بالمشاريع، ودمج «المهارات الناعمة» في المناهج الدراسية، لأن الهدف هو إعداد الطلبة لمواجهة تحديات العالم المهني الجديد وتطوير المهارات السلوكية الضرورية للمستقبل.
ويشمل دور اللجنة الوطنية كذلك، مرافقة الجامعات والتعاون الوثيق لضمان دمج الإصلاحات المقترحة في سير العمل اليومي، كما تقدم أيضا فرصا تدريبية للأساتذة حول استخدام التقنيات الحديثة والأساليب التعليمية المبتكرة. بالإضافة إلى ذلك، تقوم اللجنة بتقييم مستمر للتقدم المحرز، مع تقديم التوصيات اللازمة لإجراء التعديلات التي تضمن الفعالية، وكشفت البروفيسور مامي، بأن المخطط الرئيسي للتحول الرقمي وضع استراتيجية رقمية تهدف إلى تحديث البنية التحتية التكنولوجية للمؤسسات الجامعية، واعتماد 51 منصة رقمية لإدارة التسجيلات، والامتحانات، والتفاعلات الإدارية، والبحث العلمي، والحياة الجامعية.
أما الواجهات الجامعية، فتتضمن بحسبها، الحاضنات لدعم ريادة الأعمال الطلابية وخلق بيئة ملائمة للابتكار، ومراكز تطوير المقاولاتية من أجل تسهيل تحويل الأفكار المقاولاتية إلى مشاريع قابلة للتطبيق، ومخابر التصنيع (Fab-Labs) لتوفير أدوات للنمذجة السريعة لمنتوجات البحث للطلبة والباحثين، إلى جانب مراكز الدعم التكنولوجي والابتكار (CATI) ومرافقة الباحثين والشركات في استثمار ابتكاراتهم،فضلا عن دار الذكاء الاصطناعي من أجل تعزيز البحث والتعليم في مجالات الذكاء الاصطناعي. وكذا مكاتب الربط بين الجامعة والمؤسسات، لتعزيز الشراكات مع القطاع الاقتصادي.
تعزيز تعليم اللّغة الإنجليزية
وقالت، بأنه سيتم دمج تدريجي للغة الإنجليزية في البرامج الأكاديمية وتدريب الأساتذة وتوفير الموارد التعليمية لتعلمها، وإنشاء منصات تعليمية رقمية للتعليم عن بعد مع تنويع طرق التعليم، زيادة على إطلاق برامج محددة لتعليم اللغة عن بعد، وتطوير برامج تعليمية مستمرة مدفوعة للمهنيين والشركات، وإنشاء فروع متخصصة في الاستشارات، ونقل التكنولوجيا والخبرة العلمية، واستثمار براءات الاختراع والابتكارات التي تم تطويرها في المخابر الجامعية من خلال شراكات صناعية.
وتحدثت أيضا، عن استغلال البنى التحتية الجامعية (الإقامة، الطعام، المنشآت الرياضية) لتوليد إيرادات إضافية، وأضافت رئيسة اللجنة، أن من الأهداف الاستراتيجية تعميم استخدام التكنولوجيا الرقمية في العمليات التعليمية والإدارية والبحثية، وتعزيز الأمن السيبراني وقابلية التفاعل بين الأنظمة الجامعية، وتفعيل دور مكاتب الربط وزيادة الشراكات مع الشركات الاقتصادية المصنعة لتحفيز إنشاء الشركات الناشئة استنادًا إلى نتائج البحث الجامعية، ناهيك عن تعديل المهارات وفقًا لمتطلبات السوق، وكذا دمج المهارات الرقمية والعابرة للتخصصات في البرامج الأكاديمية، وأخيرا تعزيز قدرات الطلبة من خلال شهادات محددة، خاصة في الذكاء الاصطناعي والبرمجة.
لينة دلول

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com