انتهجت وكالات سياحية ومؤسسات فندقية جزائرية مؤخرا، مسارا رقميا لإنعاش السياحة الداخلية وتحسين جودة خدماتها، وكذا لخفض تكاليف السفر داخل وخارج الوطن، من خلال إطلاق منصات رقمية ومواقع إلكترونية، تتيح للزبون خدمة الحجز والدفع عن بعد وتقلص قيمة تكاليف الحجز.
أسماء بوقرن
و تحدث ممثلو فنادق ووكالات، عن أساليب عصرية لتحريك عجلة السياحة الداخلية خاصة في فصل الصيف، و كذا لتغيير الصورة السائدة المتعلقة بغلاء الأسعار، من خلال إطلاق تخفيضات موسمية استثنائية تشجع السياح المحليين والأجانب على اكتشاف العديد من الوجهات الداخلية غير الرائجة.
متعاملون يتبنون السياحة الإلكترونية
استغلال الابتكارات الحديثة وتبني السياحة الإلكترونية، مفاتيح يوظفها متعاملون في مجالي السياحة والفندقة، لتحقيق الريادة ولترقية الوجهات الداخلية، كما تستعمل كأداة للمنافسة وكسب الرهان، حيث وقفنا خلال جولتنا بالصالون الدولي للسياحة المقام مؤخرا بقسنطينة، على المجهودات التي تبذلها هذه المؤسسات لتقديم خدمات تتماشى وتطور العصر لتصبح بحد ذاتها عامل جذب، يسهل ولوج الأجانب إلى أرض الوطن ويضمن زوارا دائمين يوفرون العملة الصعبة ويخدمون الاقتصاد، وأجمع فاعلون، بأن استغلال الفضاء الافتراضي لا يكفي للاستقطاب، وإنما بات من الضروري إظهار مدى التحكم في استخدام التكنولوجيات الجديدة في قطاع السياحة، وإطلاق منصات وتطبيقات تسهل عمليات الحجز وتضمن تنسيقا محكما بين الوكالات والفنادق، لتقديم خدمات راقية ومنظمة.
مواقع وتطبيقات للحجز وشراء التذاكر
توفير حجوزات الفنادق وشراء التذاكر عن بعد، من الخدمات الحديثة التي تراهن عليها وكالات سياحية، على غرار وكالة ملاخسو للسياحة والأسفار، التي اختارت شعار "بنقرة واحدة يمكنك مشاهدة العالم"، وأطلقت مؤخرا منصة "melgo"، للتنسيق بين مختلف الوكالات في إطار "b2b" والعمل لأجل تطوير المنصة وإطلاق خدمة جديدة للزبائن، على غرار منصة "b 2 c "، للحجز، مردفا بأنه تم التعاقد مع 5 ملايين فندق على مستوى العالم، و20 شركة طيران، للاستفادة من تخفيضات في الإقامة والسفر لدول عربية وأوروبية.
وتسعى الوكالة لتوسيع سلسلة تعاقدها، حيث تتيح للمتعاقدين معها فتح حسابات شخصية على مستوى موقعها للوكالات والشركات التي تتعامل معها، وهناك ثلاثة مستويات للحسابات المفتوحة حسب ممثليها، حيث هناك حسابات تفتح ضمن الحساب الأول وأخرى ضمن الحساب الثاني والحساب الرئيسي، وأوضح أنيس بومجال مكلف بالتسويق على مستوى الوكالة، أن العمليات التطويرية جارية لتشمل زبائن داخل كل التراب الوطني و أجانب من مختلف البلدان لتسهيل عملية السفر داخل الوطن، والتعريف بمختلف الوجهات.
عروض استثنائية للوجهة الصحراوية
إنعاش السياحة الصحراوية الداخلية، من الأهداف التي تعمل على تحقيقها وكالات سياحية وفنادق، حسب ما لفت انتباهنا خلال جولتنا بالصالون، فعلى مستوى جناح نزل الغيطان بولاية الوادي، اعتمدت الإدارة إستراتيجية خدماتية جديدة لتحقيق الريادة في مجال الضيافة والفندقة، ليتحول المكان إلى وجهة قاطبة للزوار من داخل الوطن ومن الخارج كذلك.
وأوضح ممثلو المؤسسة الفندقية، بأن هناك تحولا كبيرا في السياحة الصحراوية، لذا يعمل القائمون على النزل لتحسين جودة الخدمات لإنعاش السياحة الصحراوية التي باتت تعرف بسياحة الأثرياء، وذلك من خلال مراجعة الأسعار، لتكون في المتناول، مؤكدا وجود عروض جديدة سيعلن عنها قريبا، مردفا بأن هناك إنزالا سياحيا للأجانب في المنطقة، والعمل اليوم جار لاستقطاب عدد أكبر من الزوار بما في ذلك المحليين.
وقال ذات المتحدث، بأن السياحة الإلكترونية باتت الركيزة الأساسية للتسويق للوجهات السياحية الداخلية والتعريف ببلدنا القارة، حيث يستفيد الزائر من اكتشاف كل المناطق التي تختلف باختلاف موقعها الجغرافي، ناهيك عما تتمتع به من معالم أثرية وكنوز تاريخية، حيث تعد الجزائر الثانية عالميا في التراث الروماني، فنجد موقع تيديس جميلة وتيمقاد، لهذا يركز النشاط عبر العالم الافتراضي على إبراز الوجهات والامتيازات المتوفرة.
50 بالمئة تخفيض في خدمات الفنادق
استراتيجية التخفيضات، من عوامل الاستقطاب الرئيسية المساهمة في دفع عجلة الازدهار السياحي، حيث تعكف عديد الفنادق بمناسبة قرب انطلاق موسم الاصطياف على مراجعة الأسعار، و أجمع من تحدثنا إليهم من ممثلين لهذه المؤسسات، على أن السعر أصبح هاجسا للراغبين في اكتشاف الوجهات الداخلية، وهو سبب رئيسي في العزوف عن اكتشاف المدن والإقامة في الفنادق، ما حتم مراجعة الأسعار لتكييفها بما يستجيب لرغبة الزائر.
ولتغيير الذهنية السائدة حول السياحة الداخلية، تم اعتماد أسلوب التخفيضات، وتقديم امتيازات أنشطة داخلية مجانية، كما في مركب الغزالة الذهبية بولاية الوادي، حيث عرض ممثلون له تخفيضات استثنائية خاصة بموسم الاصطياف لتطوير السياحة في هذه المنطقة، وكذا لتغيير الصورة السائدة والمتعلقة بغلاء تكاليف المبيت والإطعام، لاستقطاب أكبر عدد من السياح وبالأخص من داخل الوطن، فضلا عن تمكين المواطن الجزائري من اكتشاف بلده، حيث كان سعر الليلة الواحدة في غرفة فردية فاخرة 28600 دج، و خفض إلى 16800 دينار، تشمل خدمة المبيت و الإطعام "وجبتي الفطور والعشاء"، فيما حدد سعر غرفة لفردين بـ 24600 دينار، أما فيما يتعلق بتكلفة الإقامة في جناح فيلا لأربعة أشخاص، فقدرها 47300 دج، كما يتيح المركب خدمات لممارسة أنشطة رياضية، كالدخول المجاني لقاعة الرياضة و استغلال مساحة لعب التنس وكرة السلة وكرة القدم، وكذا تقديم تخفيضات بنسبة 30 بالمائة على عدة أنشطة وخدمات أخرى، مردفا بأن الموقع الاستراتيجي للنزل مهم جدا، وعامل جذب سياحي لبعده عن وسط المدينة وتموقعه في قلب الواحات.
رحلات جماعية منظمة لاكتشاف الوجهات الداخلية
أكدت ممثلة ديوان سياحة وأسفار الجزائر، المختص في تنظيم الرحلات الداخلية، بأن تنويع الخدمات واللعب على حبل الأسعار بات ضروريا، لنفض الغبار على القطاع السياحي، مؤكدة بأن السياسة الترويجية واعتماد السياحة الإلكترونية ضرورة لا غنى عنها في الوقت الحالي، مع اعتماد آليات الذكاء الاصطناعي، حيث عرضت نموذجا ترويجيا جديدا للرحلات خلال التظاهرة، قالت إن مثل هذه الصالونات حلقة مهمة تربط المتعاملين بالزبائن عن طريق مختلف المنصات والتطبيقات التي تستخدم في التواصل، إذ تجاوز الديوان حسبها أسلوب المطويات للترويج والإعلان عن الرحلات، وتم استبدالها بواجهات هواتف ذكية تضم كل المعلومات، وهي تقنية حديثة تمكن من لفت انتباه المتلقي، لتعلقه بشاشة الهاتف.
ومن العروض التي تقترحها المؤسسة على زبائنها، رحلة نحو مغنية لمدة خمسة أيام مع الإقامة بفندق الزيانين وزيارات حسب الطلب، بسعر 35900 دج، وقضاء نهاية أسبوع في الجلفة لمدة ثلاثة أيام بفندق سلسبيل، مع إعاشة كاملة وضمان تأطير مرشد سياحي، ناهيك عن تنظيم جولات بسيارات رباعية الدفع والذهاب إلى الحمام وقضاء أمسية نايلية مقابل 17900 دج، كما تنظم رحلة إلى وهران وتلمسان لمدة ستة أيام بفنادق الأندلسيات بوهران والزيانيون بتلمسان، نصف إعاشة بمبلغ 38900 دج، ونزهة إلى سيدي فرج تشمل زيارة قصبة الجزائر ورياض الفتح وحديقة التجارب وكنيسة السيدة الإفريقية،ومارينا سيدي فرج بسعر 14900 دينار، وقالت المتحدثة، بأن سير وكالات ودواوين سياحة على نهج جديد من عوامل ارتفاع معدل السياح الأجانب.