يتزايد استهلاك الحلويات والمرطبات والعصائر المصنعة مع حلول فصل الصيف، وتعد هذه الوجبات الخفيفة الرفيق الدائم للعائلات على شاطئ البحر وعند التنزه، رغم كل ما تحتوي عليه من ملونات ومواد حافظة ومركبات صناعية يزيد خطرها بفعل الحرارة، وهو ما حذرت منه أخصائية التغذية سعاد بوالشعير، مؤكدة أن استهلاك هذه المنتجات يسبب فقدان الجسم للسوائل، في وقت تزيد الحاجة إلى ترطيبه.
وقالت بوالشعير، إن الأطعمة الطبيعية و الوجبات المحضرة منزليا تعد الأنسب لفصل الحر، لأنها صحية وغنية بالماء الذي يروي الجسم، وعليه تقترح أخصائية التغذية، وصفات بديلة لإعداد حلويات وعصائر بمكونات طبيعية توفر السوائل للجسم وتعوض ما يفقده منها بفعل التعرق وارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، وكذا الغذاء غير الصحي.
قدمت سعاد بوالشعير، مهندس دولة في التغذية والتكنولوجيات الغذائية ومستشارة في التغذية البشرية، نصائح غذائية تساعد على تغيير عادات استهلاكية خاطئة مرتبطة بفصل الصيف، تتعلق أساسا بالإكثار من استهلاك البسكويت والحلويات المصنعة، أو تناولهما بين الوجبات الرئيسية، وهو ما يهدد صحة الجسم ويجعله معرضا أكثر لفقدان السوائل و الجفاف.
وتنصح المتحدثة، بالابتعاد عن الحلويات المصنعة والعصائر، كأول خطوة يجب القيام بها، وتعويضها بأخرى محضرة منزليا بمكونات غير مضرة للصحة، فالبسكويت والحلوى التجاريين يحتويان إلى جانب السكر المبلور والطحين الأبيض، على مضافات غذائية خطيرة، يعتمدها المنتج لإطالة عمر المنتوج ولإعطائه مذاقا لذيذا، فضلا عن استعمال معطر لأي نوع من أنواع الفواكه وهو مكون ضار بالكبد، و الأحسن أن يقوم الإنسان بطبخ هذه الوجبات في البيت مع اختيار المكونات الأنسب.
مكونات بسيطة بفوائد عالية
وقالت، إن تحضير قالب حلوى بمكونات غذائية صحية خالية من السكر الأبيض و المنكهات والطحين ليس صعبا، لأن استبدالها بمواد طبيعية مفيدة للجسم سيزيد من قيمتها الغذائية ويحسن مذاقها، كما توصي بوالشعير، بالعودة إلى دليل الأطعمة الجزائرية القديم، خصوصا الوصفات التي تحضر بمكونات طبيعية، وذلك بتعويض السكر الأبيض بالسكر البني النباتي، وباستخدام دقيق الشعير غير المطهو أو «المرمز»، الغني جدا بالفيتامينات خاصة بالفيتامين دي، كذلك دقيق الشوفان ودقيق الحمص والبقوليات عموما، فضلا عن إدراج الفواكه الجافة كالزبيب والمشمش، في البرنامج الغذائي، لأنها مفيدان جدا لتعزيز الانتباه وتقوية الذاكرة خصوصا عند الأطفال.
إلى جانب التين المجفف «الكرموس»، الغني بالكالسيوم والألياف، واستعمال السمسم «جلجلانية» ذات اللون البني، مشيرة إلى أنه أحسن نوع وأفضل من السمسم الأبيض الذي يفتقد للقيمة الغذائية، كما تنصح باستعمال اللوز الغني بالمعادن وخاصة الكالسيوم إضافة إلى زيت اللوز الصحي، كذلك الجوز الغني بالأوميغا 3 وزيت الجوز، مع إضافة الحبة السوداء «السينوج» والتي تعطي طاقة للجسد.
هكذا نحضر كعكا صحيا
يمكن أيضا حسبها، تقديم كعك شهي للعائلة أو قوالب «تارتولات» لذيذة بمكونات طبيعية، وذلك بالإبقاء على البيض كمكون صحي في الوصفة، فهو مصدر للبروتين ويعطي نكهة خاصة، مع استبدال الطحين الأبيض بدقيق البقوليات أو الشوفان وتعويض السكر الأبيض بالبني، و إضافة مكونات صحية مفيدة عند تحضير العجين وإعداد حشو أو لتزيين الكعك.
وتنصح، بالاعتماد على الفواكه الطبيعية للتزين أو لإعداد كريمة حشو التارتولات، وكذا المكسرات للتزين أو طحنها وإضافتها لخليط الكعك قبل الطهي، وتؤكد على ضرورة استهلاك الحلوى والبسكويت المحضر بمواد غذائية طبيعية وعدم تركها لمدة طويلة، لأن المواد المعتمدة سريعة التلف، وتتعرض للأكسدة سريعا بفعل الحرارة.
أما بالنسبة للعصائر، فتقول بوالشعير، إنه من المهم جدا تجنب الأنواع المصنعة منها،لأنها لا تروي الجسم أو تربطه بل تتسبب في فقدانه للسوائل، لاحتوائها على كمية من السكريات والمواد الحافظة، وتوصي بتعويضها بأخرى طبيعية محضرة بفواكه طبيعية موسمية مفيدة وتحافظ على الجسم من الجفاف.
وتقترح، تحضير عصير متنوع من الفواكه مع إضافة أي نوع من المكسرات والتمر، لأجل الحصول على وصفة بقيمة غذائية عالية و تكون صحية وبنكهة استثنائية، وتعد المكسرات بديلا جيدا للسكر عند تحضير العصائر الطبيعية، كما يمكن حسبها، استعمال السكر البني أو العسل.
مشيرة، إلى أن إضافة الموز أو العنب للعصير يعطي مذاقا حلوا، مردفة، بأن عصائر الخضار مفيدة جدا للجسم كذلك في فصل الصيف، حيث تساعد في تنظيف الكبد والطيحال.
وتقترح الأخصائية، تحضير عصير البقدونس أو «المعدنوس» لأنه غني جدا فالفيتامين سي، إلى جانب عصير الخيار وعصير الليمون المنعش جدا.
أسماء ب