يغلب الاعتماد على مكيّفات الهواء لتبريد وترطيب الأجواء داخل الغرف ومقرات العمل، وحتى في السيارات خلال موسم الحر، غير أن الأمر بحسب المختص في الصحة العمومية محمد كواش، له انعكاسات على صحة الإنسان قد نجهلها أو لا ننتبه لخطورتها، خصوصا على كبار السن والرضع والأطفال، وذكر أن من بين مخاطر المكيفات تجميد الأجزاء الداخلية للجسم والإصابة بالتهابات.
الهواء الجاف يؤدى لتبخر الدموع
تشير الدراسات إلى أن التعرض المباشر لأجهزة التكييف لساعات طويلة يسبب أمراضا مختلفة للعيون والمفاصل والجهاز التنفسي.
ويؤكد العلماء أن التعرض المباشر لهواء أجهزة التكييف يؤدى إلى تبخر الدموع، وتزداد هذه المشكلة أصلا فى فصل الصيف حتى دون استخدام أجهزة تكييف التي تطلق هواء جافا، علما بأن أضرار أجهزة التكييف على العين تتلخص فى إحداث حكة وشعور بوجود جسم غريب داخلها، كما أن من يعانون من التهيج التحسسي فى العين، يكونون عرضة لأمراض الحساسية والاحمرار وزيادة فى إفراز الدموع.
وذكروا أن الرقبة والظهر من أكثر الأجزاء عرضة للتأثر بهواء أجهزة التكييف الباردة، وذلك لغياب الطبقة الذهنية السميكة التي تحمى العضلة، مشيرا إلى أن الاختلاف المفاجئ والمباشر في درجات الحرارة يسبب تقلصا فى الألياف العضلية، ما يؤدى إلى اختلاف طول العضلة لتصبح مشدودة وتسبب ألما كبيرا للإنسان.
ولذلك فإن للمكيفات على اختلافها أضرارا، تلحق بالإضافة إلى ما ذكر المفاصل وتؤثر على المنطقة الغضروفية الهلامية اللزجة، التي تتأثر بالاختلاف في درجات الحرارة ما يتسبب بإحداث تيبس فى المفاصل، وذلك ينصح من يعانون من حالات التيبس بعدم الجلوس أمام أجهزة التكييف.
وأوضح الأخصائي في الصحة العمومية، بأن هذه الأجهزة مهمة في حياة الناس اليومية، لكن هدفها تكييف الهواء وليس تبريده، علما أنها تأتي أيضا مع بعض المخاطر الصحية التي يجب أن نكون على علم بها، إذ أن استخدام المكيفات بدرجات حرارة منخفضة جدًا يؤدي إلى تجميد الأجزاء الداخلية للجسم والإصابة بالتهابات، خصوصا في ظل التباين بين درجات الحرارة في الداخل والخارج، كما قد تتسبب بعض أنواع المكيفات، في تلويث الهواء بسبب انبعاثاتها، مما يؤثر على جودة الهواء في الأماكن المغلقة.
وتتسبب المكيفات الهوائية بحسب المتحدث، في سحب الرطوبة من الهواء، مما يؤدي إلى جفاف الجلد والأغشية المخاطية، والعينين وتبريد العظام وجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام وآلام المفاصل، لذا يجب كما قال، وضع إناء ماء في الغرفة التي يتم تشغيل المكيف الهوائي بها، كما تؤثر الضوضاء القادمة من المكيفات الهوائية بحسب المتحدث، على الراحة والنوم، وتزيد من فرط التبول.
المكيفات الحديثة مصدر للأمراض التنفسية
وقال الطبيب، بأن المكيفات الحديثة قد تكون مصدرا للأمراض التنفسية والحساسية وانتشار الميكروبات، إن لم تتم صيانتها بانتظام، إذ تتحول أنظمتها إلى بؤرة لنمو العفن و تجميع البكتيريا، مستدلا في ذلك إلى تسجيل إصابات تتعلق بتعفن العين عند الأطفال.
وأضاف كواش، بأن فصل الصيف مهم جدا لجسم الإنسان حتى يتعرق ويخرج السموم التي بداخله، فهو بحسب أطباء بوابة نحو الشفاء، ومنع الجسم من إفراز العرق قد يؤثر على صحة الإنسان، و سوء استعمال المكيفات الهوائية قد يؤدي بحسبه، إلى إصابة الجسم بالصدمة الحرارية وتضرر الجهازين المناعي والتنفسي، لذلك يتم سنويا تسجيل الكثير من النوبات و حالات الالتهاب في القصبات الهوائية والرئوية، ونزلات البرد، والتعفنات الرئوية خلال فصل الصيف.
بيئة حاضنة للفيروسات
وحذر الطبيب، من بعض الاستخدامات الخاطئة للمكيفات الهوائية، كعدم تغيير هواء الغرفة بغية المحافظة على برودة الجو، وهو أمر خطير على صحة الإنسان بحسبه، لأن المكيفات الحديثة لا تقوم بإخراج الهواء بل تقوم بتدويره، مما يخفض نسبة الأكسجين ويرفع من نسبة الفيروسات والطفيلات في الجو.
وللتخفيف من هذه المخاطر، يجب بحسب الطبيب، اختيار مكيفات هوائية ذات جودة عالية، والالتزام بصيانتها بانتظام، وضبط درجات الحرارة بطريقة مناسبة لتجنب التبريد المفرط والجفاف.
كما يحذر من الانتقال من المكان البارد إلى الحار بشكل مفاجىء، فالجسم يحتاج إلى وقت حتى يتأقلم على تغير درجة الحرارة بعد البرودة، ويكون هذا من خلال إطفاء المكيف والانتظار قليلًا حتى يصبح الجو معتدلًا، كما يجب بحسبه، تجنب التعرض للمكيف لوقت طويل، لأن ذلك يؤثر على صحة الجسم.
ويفضل بحسب كواش، عند تشغيل مكيف الهواء، عدم التعرض المباشر له، إذ يكفي أن يقوم بتبريد الغرفة حتى يصل هواء المكيف إلى الجسم بصورة غير مباشر، كما يجب إبعاد الأطفال والرضع وكبار السن عن الجهاز.
لينة دلول