تؤكد المختصة النفسانية والعيادية نادرة وعليس، للنصر، بأن المرأة الحامل معرضة للعديد من الضغوطات النفسية التي قد توصلها إلى الاكتئاب، خلال فترة الحمل نتيجة شعورها بعدم الحصول على الدعم النفسي الكافي، والمرور بمشاكل في العلاقات الاجتماعية، ويعد بحسبها التحضير للولادة والأمومة مرحلة مهمة تشمل التعلم والتخطيط والتأهب لاستقبال الطفل الجديد بحب ورعاية.
وأوضحت الأخصائية نادرة وعليس، بأن تحضير الوالدين لدخول طفل جديد إلى الأسرة يعتبر تجربة ممتعة، وفي نفس الوقت مليئة بالتحدي، فمن الطبيعي بحسبها أن يكون لدى الأم الحامل بعض المخاوف بشأن ما قد يحدث لها أثناء فترة الحمل، لا سيما عندما تعلم أنها ستتعرض لتغيير كبير لا يمكنها الاستعداد له، الأمر الذي قد يؤثر على نفسيتها، مضيفة أن الحمل يعتبر ظاهرة معقدة تشمل تغييرات جسدية ونفسية كبيرة خاصة خلال تجربة الحمل الأولى، ومن هذه التغيرات، ذكرت، أنه قد يحدث تغييراً نفسياً قوياً ومرهقاً للأم، والذي عادة ما يرتبط بتغير المزاج المستمر، والتعب والقلق، والإرهاق، والاكتئاب، وفي بعض الحالات من الممكن أن تسبب المخاوف من حدوث هذه التغييرات في نفسية الحامل إلى عزوف المرأة عن الحمل وعدم رغبتها في إنجاب الأطفال، موضحة بأن التغيرات في نفسية الحامل خلال الثلث الأول من الحمل تعد مهمة جداً، وتتمثل في الخوف من الإجهاض، حيث قد يستحوذ على بعض الأمهات الجدد الشعور بالقلق حول فقدان طفلهن الجديد لا سيما أن خطر الإجهاض يقترب من 20 بالمئة في الثلث الأول من الحمل، ويكون لهذا الشعور أثر على نفسية الحامل في الأشهر الأولى، كما قد تتضخم بعض المشاعر التي لم تكن الأم تتأثر بها قبل الحمل وتصبح المواقف التي لم تكن تضايقها في السابق تثير دموعها وتسبب لها الاكتئاب والغضب، كما قد يساهم ارتفاع مستوى الإجهاد في حياة المرأة في حدوث الغثيان والقيء.
قد تكون هذه التغييرات، في الحالة النفسية للحامل في الشهور الأولى أكثر وضوحاً عند بعض النساء من غيرهن، وذلك يعتمد، حسب الأخصائية، على شخصية المرأة، ونوع الإجهاد الذي تعاني منه، والدعم العاطفي الذي تتلقاه، بالإضافة إلى التغييرات الهرمونية التي تمر بها خلال هذه الفترة من الحمل، مضيفة، بأنه ينتهي القلق والضغط النفسي للحامل في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، وتتحسن نوعا ما عاطفة ونفسية الحامل في الشهر الرابع، الذي يعد الشهر الأول من الثلث الثاني للحمل، إذ أن التغيرات في المشاعر والحالة النفسية للحامل خلال هذا الوقت تكون عادة أقل شدة، وتكون بحاجة أكثر للشريك.
هذه الفترة تحتاج خلالها الحامل للاهتمام
أما خلال الثلث الثالث من الحمل توضح الأخصائية، بأن نفسية المرأة تتأثر بشكل كبير، بحيث تبدأ بالتحضير للولادة نفسياً وجسدياً وينتبها شعور متزايد بالقلق بشأن المخاض والولادة، وتنخفض لديها القدرة البدنية، ونظراً لأهمية نفسية الحامل في الشهر الثامن والتاسع قبل الولادة، سوف تحتاج المرأة إلى المزيد من الاهتمام من الشريك والعائلة والأصدقاء، وإلى تعزيز ثقتها بنفسها، كالثناء على مظهرها.
وأكدت وعليس أن هناك العديد من العوامل التي قد تزيد من خطر حدوث تغير في نفسية الحامل، منها إصابة المرأة بمشاكل عقلية ونفسية سابقة، وشعورها بعدم الحصول على الدعم النفسي الكافي، والمرور بمشاكل في علاقات اجتماعية، وينبغي في هذه الحالة طلب المساعدة للتغلب على التغيرات التي قد تطرأ على نفسية الحامل، كالشعور بالحزن أو القلق المستمر لمدة تزيد عن أسبوعين، واليأس، نوبات هلع وغيرها، لأن نفسية الحامل تؤثر على الجنين.
نصائح لتهيئة الحامل نفسيا
وقالت وعليس، بأن هناك الكثير من الأشياء التي يمكن القيام بها من أجل الحفاظ على الصحة النفسية للحامل، أهمها، أخذ قسطاً من الراحة عند الحاجة لذلك، والحفاظ على النشاط البدني، مع تناول وجبات صحية منتظمة، وقضاء بعض الوقت مع الأشخاص الذين يشعرونها بالراحة ويعززون ثقتها بنفسها، التواصل مع حوامل لتبادل الدعم، وطلب المساعدة إذا كانت بحاجة لها.
ويجب على المرأة أو الزوجين، قبل موعد الولادة، أن يحصلوا على المعلومات والنصائح المتعلقة بالحمل والولادة، وممارسة التمارين التي تساعد على الاستعداد للولادة، وتعلم كيفية إدارة التوتر أو العواطف أو مواقف معينة.
هكذا نتجنب اكتئاب ما بعد الولادة
ولتجنب اضطراب العلاقة بين الأم والطفل، والوقاية من اكتئاب ما بعد الولادة قالت المتحدثة، بأن الاستعدادات المختلفة لوضع الجنين تتمثل في الوقاية النفسية، وإتباع طريقة ها بتوتومي لتخفيف الألم، وهي طريقة شائعة للتحضير للولادة حيث تساعد الوالدين على التواصل مع طفلهم قبل الولادة، وذلك من خلال وضع اليد على أماكن معينة في رحم الأم.
وأوضحت وعليس، بأنه لا يتم تدريس هذه التمارين لتخفيف الألم، ولكنها تقنيات لمساعدة المرأة الحامل على إدارة ولادتها بشكل أفضل، كقيام الأم بإرخاء عضلاتها في اليوم مما يسهل خروج الرضي، ويساعد برنامج السوفرولوجيا النساء الحوامل على تصور أجسادهن ومكان أطفالهن، وتعلم تقنيات الاسترخاء والتنفس، والشهيق والزفير في الوقت المناسب، مشيرة إلى أن اليوغا تساعد في التحضير للولادة، وفي التحكم في العواطف والألم بشكل أفضل أثناء الولادة.بفضل هذه الممارسة، بحسبها، تتفادى النساء الحوامل العديد من أمراض الحمل، سواء كانت آلام الظهر أو أسفل الظهر أو مشاكل الدورة الدموية أو حتى القلق.
لينة دلول