قدّم باحثون من قسم التغذية والأطعمة بجامعة جورجيا بالولايات المتحدة، مراجعة تحليلية منهجية للدراسات التي فحصت العلاقة بين تناول المكسرات وزيادة وزن الجسم.
وتضمن عنوان الدراسة الحديثة النتيجة التي توصل إليها الباحثون، وجاء العنوان كالتالي: « لا يؤدي تناول المكسرات إلى زيادة الوزن، بغض النظر عن تعليمات التغذية البديلة». ووفق ما تم نشره ضمن العدد الأخير من مجلة التغذية المتقدمة Advances in Nutrition، التي تصدر عن الجمعية الأميركية للتغذية فقد أوضح الباحثون أن العديد من تقارير التدخلات الإكلينيكية تشير إلى أن تناول المكسرات لن يؤدي إلى زيادة الوزن، ومع ذلك فليس من الواضح ما إذا كان نوع التعليمات المقدمة حول كيفية دمج المكسرات في النظام الغذائي يؤثر على نتائج الوزن.
وأوضحت الدراسة، أن المراجعة التحليلية المنهجية لـ55 دراسة تم نشرها حول تغذية البالغين بالمكسرات بينت أنه لا تأثير لهذه الوجبة الخفيفة على وزن الجسم أو مؤشر كتلة الجسم، أو محيط الخصر، أو النسبة الكلية للشحوم في الجسم في المائة.كما بينت البحوث، أن تناول المكسرات مع تعليمات الاستبدال الغذائي، حقق انخفاضا كبيرا في النسبة الكلية للشحوم في الجسم، إضافة إلى عدم وجود تغيير في مؤشر كتلة الجسم أو محيط الخصر أو مؤشر كتلة الجسم.
وكان باحثون من 10 دول أوروبية قد نشروا في عدد أكتوبر للمجلة الأوروبية للتغذية Eur J Nutr، نتائج دراستهم الواسعة والطويلة الأمد بعنوان «تناول المكسرات والتغيرات في وزن الجسم وخطر السمنة لدى البالغين لمدة 5 سنوات»، وقالوا إن هناك أدلة غير متسقة فيما يتعلق بالعلاقة بين الإكثار من تناول المكسرات؛ كونها غذاءً كثيف الطاقة، وبين زيادة الوزن.
أهمية السعرات الحرارية
و الحقيقة حسب الباحثين هي أن تناول المكسرات ليس فقط وسيلة صحية لحفظ الجسم من الإصابة بالأمراض القلبية وأمراض الأوعية الدموية، وقائمة متعددة العناصر من الأمراض المزمنة، بل هو أيضاً وسيلة غذائية لخفض وزن الجسم وضبط التحكم في ذلك، وهي حقيقة مستندة إلى الأدلة والبراهين العلمية. وتُعد المكسرات، كنوع من المنتجات الغذائية النباتية، مصدراً ممتازاً للألياف والدهون الصحية والبروتين والمعادن والفيتامينات والمواد المضادة للأكسدة، مما يجعلها جزءا أساسيا في النظام الغذائي الصحي للأشخاص في الأعمار كافة دون استثناء.
ووجود الدهون في المكسرات لا يعني تلقائيا أن المكسرات ستؤدي إلى زيادة الوزن، وذلك لسببين الأول أن تناول الدهون والبروتينات، أيا كان مصدرهما ليس السبب الرئيسي في زيادة الوزن والسمنة، بل إن الإفراط في تناول نشويات سكريات الكربوهيدرات هو السبب الرئيسي، ذلك أن الجسم يحول تلك الكربوهيدرات التي تناولها الإنسان وتفيض عن حاجة جسمه، إلى شحوم تتراكم في الجسم. وأشارت الدراسة إلى أن التحذيرات الطبية من الإكثار من تناول الدهون ليست تحذيرات طبية عامة، بل تعنى بالدرجة الأولى بالدهون المشبعة ذات المصدر الحيواني، أما المكسرات فمفيدة لخفض مخاطر زيادة الوزن و خطر الإصابة بالسمنة ويمكن حسب الدراسة، أن يكون دمج المكسرات كجزء من نمط غذائي صحي، استراتيجية فعالة لإجراء تعديلات غذائية يمكن تحقيقها للوقاية الأولية من السمنة.