الاثنين 7 أكتوبر 2024 الموافق لـ 3 ربيع الثاني 1446
Accueil Top Pub

مختصون يقترحون طرق توظيفها : الأدوات الرقمية تعزز عملية التعلم والتفاعل لدى التلاميذ

يزيد الاعتماد في السنوات الأخيرة، على التكنولوجيا في التعليم لتوفير بيئات تعليمية أكثر فعالية وسلاسة، حيث صارت الأدوات الرقمية جزءا أساسيا من استراتيجيات بعض المؤسسات التربوية سواء من خلال تعزيز التعليم الحضوري أو دعم التعليم عن بعد، وهو توجه يثمنه مختصون في التربية والتعليم، يرون بأنه من المهم التكيف مع التطور الحاصل في العالم ليكتسب التلميذ أساسيات استخدام التكنولوجيا في الجانب التعليمي و يجيد استغلالها بشكل إيجابي مستقبلا.
هذه هي أشهر الأدوات التعليمية الرقمية
تشهد العملية التعليمية تحولا جذريا مع كل دخول مدرسي جديد، فالتلاميذ اليوم، لا يحملون فقط الكتب والدفاتر إلى مدارسهم، بل أيضا الحواسيب المحمولة والأجهزة اللوحية، التي أصبحت أدوات رئيسية في الفصول الدراسية، كما استبدلت السبورات التقليدية بسبورات ذكية تتيح للمعلمين عرض الدروس بطرق تفاعلية، وتمنح الطلاب فرصة المشاركة بشكل أكثر فعالية.
وقد فتحت كذلك الإنترنت للتلاميذ، أبوابا واسعة للبحث والتعلم، ومكنتهم من الوصول إلى مكتبات رقمية ضخمة ومصادر متنوعة، لم يكن من الممكن الوصول إليها في السابق.
كما تلعب المنصات التعليمية دورا حيويا في العملية التعليمية، إذ تمكنت المدارس من تجاوز العقبات التقليدية التي كانت تواجهها، خاصة في ظروف مثل جائحة كورونا، و أصبحت الفصول الافتراضية واقعا ملموسًا.
هذه التقنيات جعلت من التعلم عملية مستمرة وغير مقيدة بمكان أو زمان محدد، مما يسمح للتلاميذ بمواصلة تعليمهم حتى في الظروف الاستثنائية.
ومن الأدوات الرقمية التي تساعد في تحسين تجربة التعلم وتوفير موارد متنوعة للتلاميذ والمعلمين منصات التعلم الإلكتروني مثل Moodle وBlackboard، التي توفر بيئة تعليمية تفاعلية عبر الإنترنت، إضافة إلى تطبيقات التعلم الذاتي مثل Duolingo وKhan Academy، التي تقدم محتوى تعليميا في مواضيع متعددة بطريقة تفاعلية.
كما يمكن أيضا الاعتماد على أدوات التعاون على غرار Google Classroom وMicrosoft Teams، التي تسهل التواصل والتعاون بين المعلمين والطلاب، و كذا البرمجيات التعليمية مثل Scratch وTynker، التي تعلم البرمجة بطريقة ممتعة.
وهناك كذلك أدوات تقييم التعلم مثل Kahoot وQuizizz، التي تتيح إجراء اختبارات تفاعلية ومسابقا.، فضلا عن محتوى الفيديو التعليميعلى منصتي YouTubeوTED-Ed، حيث يمكن للمعلمين والطلاب الوصول إلى دروس ومحتوى تعليمي متنوع، ناهيك عن الألعاب التعليمية وفي مقدمتها Minecraft Education وProdigy، التي تستخدم الألعاب كوسيلة لتعزيز التعلم.

شعيب يوسف مهندس في علوم الاتصالات
أدوات تجعل التعليم أكثر شمولية ومرونة

وبحسب الأستاذ في أساسيات التكنولوجيا والمهندس في علوم الاتصالات والتكنولوجيا بالمعهد الوطني للاتصالات، شعيب يوسف، فإنه مع بداية كل عام دراسي يتطلع التلاميذ والمعلمون إلى الاستفادة من أحدث الأدوات والتقنيات التي تسهم في تحسين أساليب التعليم والتعلم، وحتى وإن كان استخدامها قليلا في المؤسسات التعليمية العمومة، فإن القطاع الخاص يواكب المسار العالمي بشكل أكبر، ومن المهم كما قال، أن يعمم النموذج وأن يتم تبني الحلول التكنولوجية التي تحسن جودة التعليم.
وقال المتحدث، بأن هذه التطورات لا تعزز فقط من كفاءة التعلم بل تساهم أيضا في جعل التعليم أكثر شمولية ومرونة، مما يساعد على تلبية احتياجات التلاميذ المتنوعة وتحفيزهم على الإبداع والتفكير.
وأضاف الخبير، بأنه وبعد جائحة كوفيد 19، أصبحت المتابعة الرقمية للأطفال جزءا من الحياة اليومية والتعليمية، حيث ساهمت في تغيير الطريقة التي يتفاعل بها التلاميذ مع التكنولوجيا وأولياء الأمور مع أبنائهم، مؤكدا بأنه وحتى بعد الجائحة ظلت بعض المدارس تعتمد على نفس المنهج.
وأكد المتحدث، بأن هذا التحول السريع جعل المتابعة الرقمية أمرا ضروريا، حيث يقوم الأهالي بمراقبة الحضور الرقمي لأطفالهم وضمان التزامهم بجدول الدروس والواجبات، كما يتابعون عن طريق المنصة الرقمية للأولياء النقاط التي تحصل عليها أطفالهم، وما يجري معهم بداخل المدرسة، ما يساهم حسبه في تحسين مستوى تعليمهم.
لا تلغي الكتب والأدوات التقليدية بل تضاعف الفعالية
وأضاف المهندس، بأن اعتماد الأجهزة اللوحية والحواسيب مثلا في العملية التعليمية، لا يؤثر سلبيا على جودة التعليم، و لا يأخذ محل الكتب الورقية، لأنها وسائل تختصر الوقت والجهد وفقط، وتحول الكتاب الورقي إلى إلكتروني، ناهيك عن أنها تتيح تطبيقات تعليمية تفاعلية وألعاب تعليمية، وتزيد من تفاعل التلاميذ وتحفيزهم على التعلم.
وأكد، أن المنصات التعليمية الرقمية تؤثر بشكل كبير على تفاعل التلاميذ مع معلميهم وزملائهم، حيث تتيح لهم مجموعة من الميزات التي تعزز الاتصال والتعاون، كما تسمح لهم بتنظيم مشاريع جماعية عبر الإنترنت، حيث يمكن للتلاميذ العمل معا ومشاركة الملفات وتنسيق المهام بسهولة، مما يعزز روح الفريق والتعاون.
توفر محتوى يتناسب و قدرات كل تلميذ
وأشار المتحدث، إلى أن التكنولوجيا صار لها دور مهم في توفير محتوى تعليمي مخصص لكل تلميذ حسب قدراته الفكرية والعلمية، وبالأخص مع ظهور الذكاء الاصطناعي، حيث يقوم الأهل بإدخال جميع المتغيرات وخصائص الطفل العمرية والفكرية، ومدى استيعابه لبعض المواد، ومدى تقدمه وحبه لبعض المواد ورفضه للبعض الآخر، ليقوم البرنامج برسم منهاج دراسي معين يمكن من خلاله الوصول إلى نفس الأهداف التعليمية التي يصل إليها التلاميذ في القسم، وذلك باعتماد أدوات تلقينية مختلفة، كبرامج سمعية بصرية.
وشدد المتحدث، على ضرورة أن يعتمد الأساتذة على التطبيقات التعليمية المجانية من أجل تحسين عملية تعلم تلاميذهم، كما على الأولياء متابعة ما يحصل من تطور في العملية التعليمة في العالم كظهور تطبيقات للحفظ والتلقين وتطبيقها على أطفالهم. وقد أكد أساتذة تحدثنا معهم، أن استخدام الأدوات التكنولوجية ليس فقط تحسينا للعملية التعليمية، بل ضرورة لمواكبة التطور السريع في مجال التعليم وتعزيز المهارات المستقبلي، وبحسب سامية أستاذة لغة فرنسية، فإن استخدام الأدوات التكنولوجية في العملية التعليمية صار ضروريا في عصرنا الحالي، لأنها تمكن التلاميذ من الوصول إلى موارد تعليمية متنوعة وفي أي وقت ومن أي مكان، كما تسهل عليهم التواصل مع أساتذتهم، علاوة على ذلك فهي توفر لهم فرصة تعلم مهارات جديدة بشكل مستقل.
وقالت الأستاذة، بأنها لطالما نصحت تلاميذها ببعض التطبيقات التي تساعدهم على اكتساب اللغة الفرنسية بشكل سلسل ومفهوم، على غرار بابل و ديولينغو، مؤكدة بأن التطبيقين ساعداها كثيرا على تعزيز مهارات النطق والاستماع لدى الطلاب.
وسيلة فعالة لتعميق فهم التلاميذ
أما سارة وهي أستاذة لغة عربية، فقالت بأن الأدوات الرقمية وسيلة فعالة لتعميق فهم التلاميذ لبعض الدروس التي يجدونها صعبة، فعلى سبيل المثال استخدامهم لموقع يوتيوب سيساعدهم كثيرا في استيعاب بعض الدروس من عند أساتذة آخرين يكون شرحهم مبسط كثيرا. متابعة بأن أدوات مثل تريلو و غوغل كالندر، مفيدة للغاية لتنظيم أوقات التلاميذ فمن خلالهما يستطيعون تقسيم مهامهم الدراسية وترتيب الأولويات بشكل يضمن تحقيق التوازن بين الدراسة والراحة، مؤكدة أن التنظيم الجيد باستخدام هذه الأدوات يجعل التلاميذ أكثر إنتاجية.
من جهته ينصح عمر، وهو أستاذ تاريخ وجغرافيا، بضرورة استخدام مصادر موثوقة عند البحث عن معلومات على غوغل أو سكولار ومودل، لأنها محركات ومنصات توفر للتلاميذ إمكانية الوصول إلى الأبحاث والدراسات المعتمدة، متابعا بالقول أنه رغم العديد من المزايا التي تقدمها الأدوات الرقمية للتلاميذ، فإنه من المهم استخدامها بحذر مع تجنب الإلهاءات مثل وسائل التواصل الاجتماعي أثناء الدراسة.
لينة دلول

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com