توصيات بضرورة اجتياز الطفل المعاق بصريا للتحضيري لسنتين
دعا مختصون نفسانيون و أساتذة أمس إلى ضرورة اجتياز الطفل المعاق بصريا للمرحلة التحضيرية، مطالبين بتمديد فترة التعليم التحضيري إلى سنتين بدل سنة واحدة. الأخصائي النفساني العيادي شوقي علالي، قال في مداخلته خلال يوم دراسي حول “ دور التربية المبكرة و القسم التحضيري في إدماج الشخص المعاق بصريا”، نظم بمدرسة الأطفال المعاقين بصريا حسان بن كحول بقسنطينة، بأن مشكل نقص الهياكل لا يزال مطروحا، إذ لم يتمكن عدد من الأطفال من دخول القسم التحضيري، بالرغم من أن هذه الفئة بحاجة ماسة إلى تلقي تعليم قبل التمدرس في الطور الابتدائي، مضيفا بأن الهياكل المتوفرة لا تكفي، إذ لا يزال بعض التلاميذ مسجلين في قوائم الاحتياط، مشيرا إلى أن هذه الفئة يجب أن تحظى بالتكفل الأمثل بها في هذه المرحلة، لتحضيرها نفسيا و بيداغوجيا، خاصة و أنها تعتمد على وسائل خاصة في التعلم، يجب أن تتعود عليها و تتعلم استعمالها قبل دخولها إلى المرحلة الابتدائية.
و أضاف ذات المتحدث أن القسم يجب إضافته على أساس علمي يضمن تحقيق الأهداف المرجوة، و ليس إضافته لمجرد احتواء أكبر عدد من التلاميذ فقط، مشيرا إلى أن عددا من التلاميذ الذين تم التكفل الأمثل بهم في القسم التحضيري، كانت نتائجهم إيجابية ، و سيجتازون شهادة البكالوريا هذا العام، و تم عرض تجربة تلميذ بدأ تعليمه في القسم التحضيري، و تمكن من النجاح في مختلف مراحل التعليم ، و لم يواجه أي مشكل في مشواره الدراسي.
و شددت أيضا الأخصائية النفسانية العيادية ليلى عرفي في مداخلتها، على ضرورة إدخال الطفل الكفيف للقسم التحضيري، موضحة بأن أكبر خطأ يرتكب في حقه هو إلحاقه مباشرة بالتعليم الابتدائي، ما يجعله يواجه عديد المشاكل، في مقدمتها إشكالية التحدث و القراءة و الكتابة و كذا الاستنتاج، فالطاقم البيداغوجي مطالب، حسبها، باحتوائه و توفير الجو المناسب له و كسب ثقته، و عدم إرغامه على تغيير سلوكه المعتاد بالقوة ، لأن ذلك يؤثر عليه كثيرا و يعرضه للضياع، و على الأساتذة أن يبدؤوا بتدريب هذه الفئة من التلاميذ كيفية لمس الأشياء و وصفها بتأن دون الضغط عليها، و تنمية قدراتها عن طريق اللعب و القصص لاستنتاج طبيعة الأشياء، مشيرة إلى أن الأولياء يتحملون جزء من المسؤولية، خاصة أولئك الذين لا يولون اهتماما لأبنائهم، فمن الضروري أن يحضروا الطفل لتقبل وجوده في المدرسة، و كذا اقتناء الأدوات التعليمية الخاصة به مسبقا، خاصة لوحة الكتابة. و ركزت سعيدة شراك ،مربية مختصة في تعليم المعاقين بصريا بالمدرسة، في مداخلة بعنوان “التربية التحضيرية و دورها في تهيئة الطفل المعاق بصريا في تعلم البراي”، على أهمية المرحلة التحضيرية من الجانب النفسي و البيداغوجي و الاجتماعي، لأنها تساعده على التعرف على الأدوات التعليمية كالبراي و وضعية الجلوس و لوحة الكتابة بأجزائها الثلاثة، و محاولة تثبيت الورقة على اللوحة، و إمساك القلم بطريقة صحيحة،و معرفة مواضع النقاط الستة، و هي مراحل، قالت بأنها ضرورية في القسم التحضيري و تستغرق وقتا طويلا.
و أضافت بأن تعليم هذه التفاصيل للتلميذ في السنة الأولى ابتدائي إذا لم يتعلمها في القسم التحضيري، يخلق ضغطا كبيرا لدى المعلم، فيصبح مشتتا بين تدريبه على استعمال الأدوات و تلقينه الدروس، خاصة في ظل المنظومة التربوية الجديدة و الجيل الثاني و الضغط الكبير الموجود في الكتب، و قالت “ نلح على ضرورة التسجيل في القسم التحضيري، لأنه مرحلة مهمة في حياة الطفل المعاق بصريا”.
أسماء ب