39 بالمئة من الجزائريات مصابات باكتئاب ما بعد الولادة
أجمع، أمس ، مشاركون في يوم دراسي حول مرض اكتئاب ما بعد الولادة على ضرورة التفكير الجدي في المخاطر المترتبة عن ذلك لدى المرأة في فترة النفاس، و أشارت الأرقام المقدمة بقاعة المحاضرات الكبرى بالقطب الجامعي تاسوست بجيجل، إلى ارتفاع كبير في عدد النساء المصابات بالاكتئاب ، إذ تقدر النسبة في العالم بحدود 50 بالمئة من الأمهات الجدد ، أما في الجزائر فتشير الأرقام الموجودة بتجاوز نسبة 39 بالمئة.
و أوضحت الأستاذة نجيبة باكري من قسم علم النفس بجامعة جيجل في حديثها للنصر بأنه لابد من التشخيص الفعلي و الحقيقي لبوادر ظهور أعراض الاكتئاب لدى المرأة النافس ، و معرفة الأسباب التي تعددت و تنوعت، حسب محدثتنا ، و من أبرزها عدم تقبل جنس المولود الجديد ، الصراع النفسي لدى الحامل ، بالإضافة إلى عدم تفهم الزوج للحالة النفسية المستحدثة لدى الزوجة بعد الولادة ، و اضافت بأن الظاهرة في الوقت الحالي ، أضحت منتشرة لدى أغلب النساء في المجتمع الجزائري ، و لكن واقع الأسرة الجزائرية ، و محاولة إخفائها للظروف النفسية الحقيقية ، نتجت عنها سلوكات غير مرغوب فيها ، مثل الانتحار، القتل و المرض العقلي. و أعطت الأستاذة أمثلة من الواقع ، مثل الحادثة التي وقعت في قسنطينة ، والتي قتلت فيها الأم أبناءها ، و قالت الأستاذة بأنه لابد من المرور إلى المعالجة النفسية من خلال التنفيس عن النفس مع أخصائي أو مع المحيط العائلي، خصوصا الزوج ، و تقديم يد المساعدة من قبل الأسرة و الأقارب.
و أشار خليل بولعسل طبيب مختص في الأمراض العقلية بجيجل، خلال مداخلته إلى غياب الجانب التحليلي النفسي ، مقارنة بالتطورات التكنولوجية الحاصلة ، حيث أغفل الجانب المتعلق بالمرأة ما بعد الولادة ، لما له من دور في التنشئة الحقيقة و الفعلية للمرأة ، كما أشار المتدخل إلى أن المرأة تمر عبر مرحلة هشاشة بيولوجية و نفسية ، لهذا لا بد من تأهيل الفتاة و إعدادها للمراحل التي ستمر بها ، من زوجة إلى أم تنجب أولاد ، إذ أن المرحلة الأخيرة تفتح بؤرا على صراعات عديدة نفسية و كذا صدمات ، كما أن خصوصية مرحلة الحمل تؤثر كمرحلة استباقية ، نتيجة لتطورات ما بعد الحمل ، لما تحمله معها من مخاوف حول الجنين ، بالإضافة إلى صدمات أسرية ، لتشكل نوعا من التعقيد النفسي. و أوضح مولود محصول ، إطار بمديرية الشؤون الدينية ، بأن الرؤية الدينية ، ارتكزت على مجموعة من الدعائم الدينية ، تخدم المرأة من الناحية النفسية ، و تصحح نظرتها إلى وظيفة الإنجاب كوظيفة كونية و حضارية ، و ليس وظيفة من أجل تفريخ البشر، كما راعى الشرع ضعف المرأة بعد الإنجاب في مختلف السلوكات التي تقوم بها و رفع التكليف الشرعي و المسؤولية الجنائية عنها، كما فرض على المجتمع ضرورة الاعتناء بالمرأة .
و عالج باقي الأساتذة المتدخلون بعض الزوايا المتعلقة بالحالة الجنائية ، و دور التنشئة الاجتماعية في الوقاية من ظهور الاكتئاب لدى المرأة النافس. و أوضح عميد كلية العلوم الإنسانية و الإجتماعية للنصر، بأن الغرض من إقامة اليوم الدراسي هو مشاركة الطالبات الحاضرات في الاحتفال بعيد المرأة ، لكن من زاوية علمية و أكاديمية ، مشيرا إلى أن الحالة النفسية التي تمر بها المرأة النافس ، أصبحت طابوها في المجتمع الجزائري ، و لابد من معالجته ، و إعطائه حقه في الجانب العلمي و العملي. جدير بالذكر أن اللقاء شهد تكريم نساء عاملات بالكلية ، بمناسبة عيد المرأة.
كـ طويل