أمهات يؤسسن مجموعات فايسبوكية لطرح مشاكل أبنائهن التعليمية
قامت مجموعة من الأمهات بتأسيس مجموعات فايسبوكية تُعنى بتلاميذ الطور الابتدائي، انضم إليها عدد كبير من الأساتذة و المربيات و كذا المختصات في علم النفس، للإجابة على الانشغالات التي تطرحها الأمهات، خاصة ذوات المستوى التعليمي المحدود، و المتعلقة في مجملها بطلب توضيح أو شرح تمرين معين و المساعدة في تدريب التلميذ على الكتابة و تحسين الخط و النطق الجيد للحروف و كذا تبادل نسخ من الكتب الخارجية و غيرها.
الأمهات، خاصة ذوات المستوى التعليمي الضعيف، اللائي لديهن أبناء يدرسون في الطور الابتدائي، و لم يتمكّن من مساعدة أبنائهن على مراجعة الدروس أو وجدن صعوبة في التعامل معهم، لجأن للفضاء الأزرق لسد هذا العجز، حيث أسسن مجموعات طرحن من خلالها مشاكل أبنائهن و أبرزها المتعلقة بطريقة النطق و التركيز و الخوف من الذهاب إلى المدرسة، و كذا تمارين وجدن صعوبة في شرحها لأبنائهن، حيث انضم عدد كبير من الأساتذة لهذه المجموعات و قدموا نصائح و شروحات لدروس لم يستوعبها الأولياء من أجل مراجعتها مع أبنائهم.
من بين هذه المجموعات، مجموعة " سنة أولى و ثانية و ثالثة و رابعة ابتدائي الجيل الثاني" التي انطلق نشاطها بشكل فعلي مع بداية الموسم الدراسي الحالي، و تعرف تفاعلا كبيرا إذ تضم أكثر من 180 ألف عضو و تشترط للانضمام إليها ملء استمارة لمعرفة مهنة الشخص الذي طلب الانضمام و الاستفسار عما إذا كان له أبناء متمدرسين مع تحديد الطور و السنة، و تتميز المجموعة بطرح مختلف الانشغالات التي تواجه الأمهات بخصوص تمدرس أبنائهن ، حيث طرحت إحدى الأمهات و تدعى " صابرين" عبر صفحة المجموعة ، مشكلة ابنها و هي الانضباط ، و طلبت تقديم الإرشادات اللازمة لها لتجاوز هذا المشكل، و قد لاقى منشورها تفاعلا كبيرا، خاصة من قبل الأساتذة الذين قدموا لها برنامجا مدروسا ليتجاوز ابنها هذا المشكل.
فيما نشرت الأم المدعوة "بسمة إسلام" طلب مساعدة عبر صفحة المجموعة جاء فيه " ابنتي التحقت بالسنة الأولى وهي ذكية تحفظ الحروف و الأعداد ، فقد درست في التحضيري في السنة الفارطة بصفة عادية دون أي مشكلة ، لكن بعد أسبوعين من بداية الدراسة هذا العام، أصبحت لا تريد الذهاب إلى المدرسة و تخاف من المعلم، و عندما يصل وقت الالتحاق بالقسم ، تبدأ بالبكاء وتقول "لا أدرس عند هذا الأستاذ"، ما الحل؟ هل من الأفضل تغيير القسم لها ؟أرجوا المساعدة" ، و قد تفاعل معها الأعضاء بعد دقيقة واحدة من النشر، حيث ردت عليها عضوة "ربما يستعمل المعلم أسلوب التخويف بالصراخ والضرب، إذا استطعت تحدثي مع المعلم لمعرفة أجواء القسم و طريقة تعامله مع التلاميذ، و إذا استمر الوضع على ما هو عليه، من الأفضل تغيير القسم".
"مريم" منشور آخر في صفحة المجموعة عبارة عن تساؤل جاء فيه " كيف نتابع أطفالنا؟ هل نعيد لهم الدروس يوميا أو نعمل مراجعة شاملة في نهاية الأسبوع؟" و أجابها أحد الأعضاء " من الأفضل أن تحرصي على مراجعة الدروس له بصفة يومية، لكي لا تتراكم عليه الدروس، مع تخصيص يوم الجمعة للراحة"، و أضاف آخر " يستحسن أن تراجعي الدرس لابنك، قبل أن يقدمه له الأستاذ، ليسهل عليه استيعابه و تحفيظه له بسهولة".
بالمقابل قام عدد من الأساتذة بتأسيس مجموعات من بينها مجموعة " أساتذة الطور الابتدائي"، و يشرف على تسييرها أساتذة فقط، حيث يولون اهتماما كبيرا للتلاميذ المقبلين على اجتياز شهادة التعليم الابتدائي، و يجيبون عن استفسارات الأولياء حول العراقيل التي صادفوها خلال مراجعة الدروس لأبنائهم، كما يقدمون دروسا مسجلة و مسموعة و كذا منشورات لمسائل و تمارين حول كل درس قدموه، لضمان متابعة الأولياء المستمرة لأبنائهم، و تلقى هذه الصفحة بدورها متابعة واسعة.
و قد أثنى الأولياء على ما يبذله أعضاء هذه المجموعة من جهود كبيرة بتقديم دروس افتراضية بالمجان، بهدف تحسين مستوى التلاميذ و توفير الظروف لأوليائهم من أجل مساعدتهم و ضمان نجاحهم الدراسي.
أ بوقرن