يحمل أستاذ علم النفس بمعهد علم النفس و العلوم التربوية بجامعة عبد الحميد مهري، قسنطينة2 ، و المعالج النفسي الدكتور نور الدين مزهود، الأسرة و خاصة الأولياء، المسؤولية الأولى و الأساسية في شرح ظاهرة الزلازل و الهزات الارتدادية التي تتبعها، و قواعد الوقاية و التعامل معها، للأبناء، و تتوقف ردة فعل الصغار على طريقة كلام و وصف الكبار للظاهرة و مدى تبسيطهم لها و تكيفهم معها.
و شدد الدكتور مزهود على ضرورة أن يطمئن الأولياء أبناءهم، بأن الهزات ظاهرة طبيعية عادية معروفة منذ الأزل، و لا تحدث لأول مرة، رغم أنهم لم يعايشوها من قبل، بحكم صغر سنهم، و بأن منازلهم متينة و صلبة بنيت، وفق معايير مضادة للزلازل، و بالتالي هي غير معرضة للانهيار و هم غير معرضين للخطر.
و أضاف بأن طريقة الكلام مع الكبار و الصغار، يجب أن تعتمد على تبسيط الظاهرة ، و تقديم معلومات علمية دقيقة قدر الإمكان، و الإشارة إلى أن مئات، بل آلاف الهزات تحدث يوميا عبر العالم، لكن لا نشعر بها ، و الاعتماد على أسلوب مقنع يبعث على الثقة و الطمأنينة، و الابتعاد كليا عن إثارة الذعر و التهويل و الترهيب، مع تقديم طرق التصرف في حال وقوعها، كأن يجلس الطفل جلسة القرفصاء و يحني رأسه إلى الأمام و يضعه بين الرجلين، و الابتعاد عن النوافذ و السلالم و المصاعد..إلخ.
و أعرب المتحدث عن أسفه لعدم الاهتمام بالتربية النفسية و كيفية التعامل مع الكوارث الطبيعية، مثل الزلازل و الهزات الارتدادية التي تليها، فلكل كارثة، كما قال، وسائل و سلوكيات النجاة منها، مؤكدا بأن الظواهر الطبيعية لا تقتل، بقدر ما يمكن أن تقتل السلوكيات غير المكيفة و الهلع، إذ تؤدي إلى حالة من التوتر الحاد، فيغرق المرء في الانفعالات و المخاوف، بدل التفكير العقلاني المنطقي.
و أشار الأستاذ الجامعي إلى أن الجهاز العصبي يتكون من ثلاث مستويات، لكن في حالة الذعر و الهلع، يتمركز في المستوى الأول البدائي، كالزواحف، على حد تعبيره و تستثار ميكانيزمات و سلوكات الحرص على البقاء على قيد الحياة، دون استخدام الذكاء و القدرات العقلية عموما.
في حين نجد الفص الجبهي الأمامي في الدماغ هو المسؤول عن الوعي و الحكم الصحيح و التفكير السليم و التدبير، و إذا اعتمد عليه الإنسان في حال مواجهته لهزة أرضية أو أي ظاهرة أو كارثة طبيعية ، و تصديه لفيزيولوجية الهلع بشكلها البدائي، سيعتمدون على سلوكيات متكيفة و يطوعون ذكاءهم و قدراتهم العقلية، و هذا ما يجب أن يكون حاليا سواء في مواجهة الهزات الارتدادية أو جائحة كوفيد 19 و تبعاتها.
و يدعو المتحدث إلىضرورة إعادة النظر في المناهج التعليمية و إدراج مواد للتحسيس و التوعية و التربية و الدعم النفسي للتلاميذ لمواجهة الحوادث و الظواهر و الكوارث الطبيعية و أيضا الأوبئة، كما شدد على دور وسائل الإعلام في هذه الفترة الحرجة في مجال التوعية و غرس روح التضامن و التآزر و أيضا دور المسجد و المجتمع ككل في هذا المجال.
إلهام طالب