اهتدى الأستاذ، الطيب عيدة، مهندس دولة في الفلاحة فرع إنتاج حيواني و أستاذ متخصص درجة ثانية بمركز التكوين المهني و التمهين، الشهيد “مراح خريّف” بالماء الأبيض في ولاية تبسة، إلى طريقة مثلى للتقليل من التنقلات الكثيرة و تشجيع النحالين على مواصلة تربية النحل و خاصة في المناطق الباردة، على غرار ولايات تبسة، خنشلة، سطيف و غيرها من الولايات.
المهندس و في لقائه مع النصر، كشف عن إنشاء بيت بلاستيكي يحتوي على كل ظروف الحياة المناسبة من أغذية و شرب، حيث يقوم بغرس الكثير من النباتات المختلفة طبية و عطرية داخل البيت البلاستيكي و وضع صناديق النحل في مكان واحد و الاستغناء عن التنقلات و الأعباء الكثيرة، ما يؤثر إيجابا على صحة النحل و تأقلمه على جو واحد ملائم، مضيفا بأن هذه الفكرة لازمته من مدة طويلة منذ بداية تدريس تخصصه، إذ اعتبرها تجربة أولى في عالم الاستثمار في تربية النحل، يسعى من خلالها لتعميمها على المستوى الوطني و خاصة لفائدة المستثمرين في هذه الشعبة التي تكتسي أهمية كبيرة لحياة النحل، لمساهمتها في رفع الإنتاج الوطني للعسل و بأقل تكلفة ممكنة، كما يساهم في توفير كل الظروف الملائمة لحياة النحل دون تحويله إلى المناطق الدافئة.
و يرى محدثنا، أن هذه الطريقة هي عملية ناجحة إلى أبعد الحدود و بإمكان النحال المراقبة و الاهتمام بخلايا نحله عن قرب و ذلك بتوفير كل الظروف من غذاء و شرب و حماية طول مدة التربية، مضيفا بأن هذه الفكرة، جاءت انطلاقا من كون الإرشاد الفلاحي رسالة مقدسة يحملها المرشد على كاهله ليخدم بها مجتمعه، فيبذل قصارى جهده لتزويده بكل ما يلزمه من معلومات تتعلق بجميع فروع الفلاحة و منها تربية النحل، لتحسين إنتاجه و رفع مستواه المعيشي، هاديا إياه إلى كل ما يزيد من دخله. المتحدث يقول أن تربية النحل مازالت في بداية تطورها في بلادنا و من واجبه الذي يستمده من رسالته الارشادية، أن يقدم للنحّال نصائحا في إقامة المناحل ليصبح نحالا حديثا، حيث أن إقامة المناحل و تربية النحل تدر ربحا كبيرا نظرا لقلة ما يصرف في مثل هذه المشاريع و سرعة المردود الناتج، ما يمكن من إعادة رأس مال المستخدم خلال موسمين جيدين و تبقى الخلية و ما تحتويه من أدوات العمل و يستمر عطاؤها و تزداد بقليل من الجهد و المعرفة المتطورة الحديثة لأصول تربية النحل.
و حسب المهندس ، فإن حماية خلايا النحل قبل فصل الشتاء تعتبر خطوة أساسية لأنه من أصعب مراحل التربية بالنسبة لمستعمرات النحل و يعتمد بقاؤها إلى حد كبير على الاستعداد الجيد خلال فصل الخريف، فخلال هذه الأشهر القليلة، يعيش النحل في حركة بطيئة و يتم تقرير الأنشطة إلى ما هو ضروري للغاية للحفاظ على قوتهم و احتياطاتهم من العسل، فيتم إجراء العديد من التدخلات من قبل مربي النحل في الخريف لضمان بقاء الطوائف في أحسن الظروف لاسيما فيما يخص فحص المحميات، إجراء علاجات الفروا و عزل خليته. المهندس، الطيب عيدة، يتمنى تجسيد هذه الفكرة على أرض الواقع، لأنها تمكن النحالين من الحصول على منتوج العسل بنكهات مختلفة، كما تساهم في تجنب الأمراض و التقليل منها و محاصرتها، خاصة الفيروسية منها المنتشرة في الهواء و تحافظ أيضا على أمن و سلامة النحل. ع.نصيب