كشف مدير الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء بعنابة، ولد عمر عبد الغاني، أن الحوادث المهنية في قطاعات البناء والأشغال العمومية والري، تمثل 37 بالمائة من إجمالي الحالات المسجلة وطنيا ومحليا، منها 17 بالمائة من الحوادث مميتة، حيث توفي العمال المعنيين في موقع العمل نظرا لخطورة الإصابة ولمختلف الأسباب، منها السقوط من الطوابق العلوية في ورشات البناء وغيرها من الأسباب التي أدت لوفاتهم.
وأوضح، ولد عمر، في تصريحه خلال اللقاء التحسيسي بحضور الفاعلين في مقر الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء، أن مصالحه تعمل على التوعية بهدف الحفاظ على سلامة وصحة العامل، كما تعد أولوية، من خلال التحسيس والمرافقة لتعزيز وترقية الوقاية من المخاطر المهنية التي يمكن أن يتعرض لها العامل أثناء ممارسته لنشاطاته المهنية.
وأضاف المتحدث، أن الصندوق يسعى من خلال تنظيمه لهذه التظاهرة، للتقليص من الأسباب المؤدية إلى حوادث العمل والأمراض المهنية والعوامل المؤثرة على العامل والتي تتولد عنها خسائر بشرية ونزيف للموارد الاقتصادية ولاسيما في قطاعات البناء والأشغال العمومية والري، كونها تحتل الصدارة من حيث عدد حوادث العمل المسجلة سنويا وذلك نظرا للمخاطر المحيطة بهذا القطاع.
كما تهدف الأبواب المفتوحة والخرجات الميدانية، وفقا للمصدر، إلى إعلام وتحسيس أرباب العمل والعمال بقطاعات البناء والأشغال العمومية والري، حول الأخطار المحتملة خلال ممارسة نشاطهم وكذا الإجراءات الوقائية الواجب إتباعها لضمان الوعي القانوني حول مختلف الحقوق والواجبات في مجال الصحة والسلامة في العمل بصفة عامة.
وفي مجال البناء والأشغال العمومية والري بصفة خاصة وكذا تسليط الضوء على مهام الصندوق في مجال الوقاية من حوادث العمل والأمراض المهنية ونشر كل معلومة وممارسة جيدة من شأنها المساهمة في تحسين سلوكيات العمال والسماح لأرباب العمل بالتحكم في المخاطر المرتبطة من خلال تجهيز أماكن العمل بالمعدات وأجهزة الوقاية اللازمة وبالتالي التقليل من المخاطر المهنية المحتملة وتحسين ظروف العمل بورشات البناء، ما يساهم في ضمان صحة العمال.
وفي إطار مهامه المرتبطة بالوقاية من حوادث العمل والأمراض المهنية، يسهر الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء، حسب ولد عمر، على تنظيم عدة نشاطات وقائية بأماكن العمل عبر إجراء التحقيقات والمراقبات الضرورية لضمان بيئة عمل مناسبة، للوقوف على مدى احترام أرباب العمل لالتزاماتهم المتعلقة بالصحة والسلامة وطب العمل، إضافة إلى حرصه الدائم على إرساء ثقافة وقائية قوية كونها الخيار السديد والأكثر جدوى لتقليص عدد الحوادث.
وأشار مدير الصندوق، إلى إحصاء 1281 عاملا تعرضوا خلال 2023 لحوادث عمل، من بينهم 163 عاملا في قطاعات الأشغال العمومية، فيما بلغت نسبة الحوادث المميتة فيها 17 بالمائة، مؤكدا أن حوادث العمل والأمراض المهنية في قطاع البناء والأشغال العمومية والري تسجل عددا مرتفعا جدا مقارنة بحوادث العمل الناجمة عن المهن الأخرى.
وذكر ذات المسؤول، أن الصندوق يلجأ بعد عملية التحسيس، للتطبيق الصارم للعقوبات ضد المؤسسات التي لا تلتزم بقوانين وإجراءات السلامة والوقاية، حيث يقوم أعوان بزيارات ميدانية فجائية للمؤسسات من أجل الوقوف على وضعية العمال وسلامتهم المهنية، كما تم تسجيل وقوع حوادث عمل لعمال غير مؤمنين، لجاؤوا لتأمينهم يوم الحادث، ما يكلف رب العمل كل مصاريف العلاج التي ينفقها الصندوق على المؤمن، كما يفوت بعض أصحاب المؤسسات الفرص على العمال في الاستفادة من التكفل الاجتماعي بالنسبة للعمال غير المؤمنين.
حسين دريدح