الأحد 29 ديسمبر 2024 الموافق لـ 27 جمادى الثانية 1446
Accueil Top Pub

توقعات بجني أزيد من نصف مليون قنطار: وفرة في إنتاج الحمضيات بالطارف ومطالب بالعودة إلى التصدير


سجلت ولاية الطارف هذه السنة وفرة غير مسبوقة في محصول الحمضيات، ساهمت فيها الظروف المناخية الملائمة التي ميزت الموسم الفلاحي المنصرم، وتحكم المنتجين في المسار التقني، وخاصة مكافحة الأمراض وتشبيب البساتين وتوسيع المساحات المغروسة من خلال الاستفادة من مختلف مزايا دعم الدولة، فيما تحدث بعض المنتجين من بلديتي البسباس والذرعان في لقاء مع النصر، تعرض محصولهم على مستوى البساتين، لعملية السرقة من قبل مجهولين وتحويله للتسويق بالمناطق المجاورة، مستغلين تعطل حملة الجني بفعل الوفرة.
وأكد منتجون وجود منتوج مساحات شاسعة من البرتقال، في البساتين لم يتم جنيها بعد بسبب نقص اليد العاملة وقلة الطلب، مع وفرة المحصول بمساحات الحمضيات المنتشرة بسهول الجهة الغربية، ما أدى إلى تراجع أسعار إلى ما دون 120دينار للكلغ الواحد، بعد أن كانت الأسعار مع الأيام الأولى من انطلاق حملة الجني بين 180 و220 دينار للكلغ، فيما يتوقع تراجعا في الأسعار نظرا لوفرة الإنتاج الذي بلغ مستويات قياسية هذا الموسم، وزيادة المردودية في الهكتار الواحد عبر الحقول والبساتين المنتجة للحوامض، زيادة على دخول أصناف أخرى من البرتقال حملة الجني.وتسببت الوفرة وانهيار الأسعار في توافد أعداد كبيرة من المواطنين من مختلف الفئات، على اقتناء حاجياتهم من هذه المادة الفاكهة الموسمية ذات الخصائص العلاجية الهامة في هذا الفصل الذي تكثر فيه الإصابة بنزلات البرد، والملاحظ تزايد عدد الباعة المتجولين عبر الشوارع وعلى قارعة الطرقات، بالشكل الذي بات يعرض حياة المواطنين للخطر أثناء توقفهم وعبورهم الطريق لشراء البرتقال. من جهتهم، أوضح بعض المنتجين في تصريح للنصر، أن تدني أسعار الحوامض، مرده طرح كميات معتبرة من المحصول في الأسواق في نفس الوقت، مشيرين أنهم يتوقعون انهيارا أكبر في الأسعار في الأيام المقبلة بفعل وفرة المنتوج هذا الموسم، حيث أن حملة الجني ستتواصل إلى غاية أفريل المقبل بجني بعض الأصناف التي تدخل الإنتاج لأول مرة، مضيفين إلى أن مشكلة التسويق وانخفاض الأسعار، دفع ببعض المنتجين تأجيل جني محصولهم إلى حين استقرار السوق، تجنبا للخسائر وكساد المنتوج، فيما لجأ فيه آخرون إلى بيع بساتينهم على “الساق”، لتجار الجملة القادمين من الولايات الداخلية لتفادي مشكلة التسويق، يحدث هذا في وقت اشتكى أحد كبار المنتجين من عدم تدخل الوصاية لمرافقة المهنيين على تطوير نشاطهم بعد عودتهم القوية للشعبة والاستثمارات التي قاموا بها من خلال تجديد وتوسيع المساحات المنتجة للحوامض، حيث تمنى أن يواكب هذه الحركية وضع آليات لتمكين المنتجين من تسويق محصولهم وتشجيع الاستثمار في الصناعات التحويلية الغذائية لاستعاب الفائض من الإنتاج، بما فيها وضع تدابير مستعجلة للعودة إلى مجال التصدير، خصوصا وأن المنطقة كانت رائدة خلال سنوات السبعينيات في تزويد الأسواق الوطنية والأجنبية بأصناف البرتقال المحلي المعروف بجودته وتنافسيته العالية، ويأمل المنتجين في إزالة العوائق التي تعترض الشعبة ذات القيمة الاقتصادية والاجتماعية، وهي التي توفر مئات مناصب الشغل الموسمية، أثناء فترة جني المحصول الذي يمتد طيلة 5 أشهر.
وأكدت غرفة الفلاحة بالولاية، أن تشبيب المساحات التي طالتها الشيخوخة والتحكم في المسار التقني واعتماد اقتصاد المياه والمكافحة البيولوجية، عوامل اجتمعت وساهمت في توسيع مساحات زراعة الحوامض وتحقيق وفرة و نوعية في الإنتاج، انعكست إيجابا على القدرة الشرائية للمواطنين، بعد أن باتت هذه المادة تعرض في الأسواق بأسعار في المتناول، ليبقى الأمل معلقا على تدخل السلطات العمومية لتمكين المنتجين من اقتحام مجال التصدير لإعطاء المنتوج القيمة المضافة، في ظل مشاكل التسويق التي يعانون منها، وتحكم الوسطاء في السوق، وهو ما بات يلقي بظلاله على مستقبل تطور الشعبـة.
تسويق 70 بالمائة من المحصول
قالت مصادر مسؤولة بمديرية المصالح الفلاحية، إن 70بالمائة من محصول الحمضيات وخاصة “المندرين” بأنواعه ذهب للاستهلاك الطازج بالأسواق المحلية وبالولايات المجاورة بأسعار في المتناول، فيما سوقت الكميات الأخرى من المنتوج للتحويل نحو بعض الوحدات الصناعية الغذائية داخل وخارج الولاية، متحدثة من جهة أخرى، عن وضع تحفيزات لاستقطاب الفلاحين والمستثمرين الراغبين في اقتحام الاستثمار في مجال الصناعات التحويلية، لتثمين المحصول وإعطاءه القيمة المضافة، أين تم الموافقة على عدد من المشاريع توجد بعضها في طور الإنجاز، والتي من شأنها امتصاص الفائض في الإنتاج، علاوة على إجراءات عملية اتخذتها الوصاية لتمكين الفلاحين، ومنهم منتجي الحوامض من الولوج للأسواق الخارجية من خلال المرافقة لهم في إطار تشجيع الصادرات خارج المحروقات، شريطة الاستجابة لمعايير الجودة والتنافسية.وأشارت المصالح المعنية عن جمع 262760 قنطارا من الحوامض منذ انطلاق الحملة شهر نوفمبر الفارط، منها حوالي 200 ألف قنطار من البرتقال على مساحة مجنية قدرها 1027هكتارا، ما يمثل نسبة 51 بالمائة من تقدم حملة الجني التي ستتواصل إلى مطلع شهر أفريل المقبل والتي يتوقع خلالها جني 540 ألف قنطار، منها 414 ألف قنطار تشمل 12 صنفا من البرتقال، 88 ألف قنطار من “الكليمونتين” بصنفين وأكثر من 21 ألف قنطار من “المندرين” بأصنافها الثلاثة والليمون 23 ألف قنطار، بمعدل 260 قنطارا في الهكتار على مساحة منتجة تقدر ب 1992.5هكتارا، وهذا من مجموع مساحة الحوامض المقدرة ب2728هكتارا، مع تسجيل دخول مساحات مغروسة حديثا مرحلة الإنتاج، بعد قيام المنتجين بتشبيب المساحات المريضة والتي طالتها الشيخوخة على مساحة تقارب 700 هكتار، وهذا عبر سهول الجهة الغربية لدوائر البسباس، الذرعان وبن مهيدي، حيث تتواجد أجود المساحات والبساتين المنتجة للحمضيات، بأصنافها ذات النوعية والجودة المميزة.
نوري.ح

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com