تتوقع جامعة عبد الحميد مهري قسنطينة 2، استقبال قرابة 4300 طالب جديد معظمهم في تخصصات الاقتصاد و العلوم الاجتماعية و الإنسانية، بينما يُرتقَب استلام استوديو حديث خلال النصف الأول من العام المقبل، حيث سيخصص لتسجيل المحاضرات لفائدة الطلبة، في إطار التوجه نحو التدريس عن بعد الذي تعتبره الإدارة «خيارا استراتيجيا».
و قال البروفيسور عبد الوهاب شمام في تصريح للنصر يوم أمس، إن عدد الطلبة الجدد يبقى قابلا للزيادة أو النقصان بحسب ما ستفرزه التسجيلات النهائية، حيث يتوزع بين 498 طالبا في كلية التكنولوجيات الحديثة للمعلومات و الاتصال، و 1300 بكلية العلوم الاقتصادية و 1200 في العلوم الاجتماعية، إضافة إلى 272 مسجلا في علم المكتبات و 637 طالبا في تخصصات العلوم الإنسانية، بينما تم توجيه حوالي 400 آخرين لمعهد علوم و تقنيات النشاطات البدنية و الرياضية.
و تبقى العلوم الاقتصادية من التخصصات الأكثر استقطابا للطلبة بجامعة قسنطينة 2 حسب شمام، الذي أرجع ذلك إلى كون معدلات القبول بهذه الكلية غير مرتفعة، مع توفر المقاعد البيداغوجية “نسبيا”، إضافة إلى كلية العلوم الاجتماعية التي تضم تخصصات مطلوبة بقوة على غرار علم النفس، في حين أن مستوى الإقبال على الإعلام الآلي يبقى “مقبولا جدا” مع الأخذ بعين الاعتبار أن التسجيل فيه وطني و أن معدلات القبول به تصل إلى 13 و 14، وفقا لمدير الجامعة.
بالمقابل، تشهد جامعة عبد الحميد مهري نقصا في التأطير ببعض التخصصات، على غرار علم الآثار، الأرطوفونيا و المحاسبة المالية، لذلك تقرر فتح مسابقة لتوظيف الأساتذة تشمل هذه التخصصات و أخرى، و ذلك بمجموع 16 منصبا تفتح على دورتين ستنظم أولاهما “في أقرب وقت» بعد الانتهاء من استقبال الملفات، أما الثانية التي تضم 10 مناصب، فسوف تفتح في الفترة المقبلة على أن تنتهي كل عمليات التوظيف قبل نهاية شهر أكتوبر المقبل، من أجل مساهمة الأساتذة الجدد في التأطير في أسرع وقت، و ذلك طبقا للتعليمات الصادرة بهذا الخصوص من طرف وزارة التعليم العالي و البحث العلمي.
و تحصي جامعة عبد الحميد مهري حاليا، قرابة 16 ألفا و 500 طالب مقابل توفر حوالي 18 ألف مقعد بيداغوجي، و هو ما يجعلها في حالة توازن، مثلما يؤكد رئيسها. وبالنسبة لطريقة التدريس التي سوف يتم اعتمادها خلال الموسم الجامعي الداخل، فقد أكد البروفيسور أنها ستكون مماثلة للموسم المنقضي، إذ سيتم العمل بالتعليم الحضوري في المواد الأساسية مع تفويج الطلبة، بينما تقدم المقاييس الاستكشافية عن بعد، مع احترام البروتوكول الصحي للوقاية من فيروس كوفيد 19.
و تابع شمام بالقول “نعطي أولوية للتعليم عن بعد لأنه خيار استراتيجي لقطاع التعليم العالي”، ليضيف أن مصالحه صادفت صعوبات و نقائص لدى الاعتماد على هذا النمط من التدريس في الفترة الماضية، ما أثر سلبا على سير الدراسة، و جعل الإدارة تفكر في استحداث استوديو خاص يقوم فيه الأساتذة بتسجيل محاضرات مرئية و مسموعة لفائدة الطلبة عن بعد مع إمكانية بثها بشكل مباشر.
وقد اختير لهذا الغرض، فضاء يقع في المبنى الخاص بمخابر البحث، ضمن مشروع خصص له مبلغ يقارب ملياري سنتيم، و ذكر محدثنا أن مصالحه تسعى إلى الانتهاء من تجهيز الاستوديو و تسليمه خلال السداسي الأول من سنة 2022، خصوصا أن استقدام العتاد مرتبط بعدد من الإجراءات.
و قد نظمت جامعة عبد مهري دورات تكوين لفائدة الأساتذة من أجل التحكم في تقنيات التعليم عن بعد، و هي تدريبات لقيت حسب شمام، نجاحا كبيرا، و سيتم الاستمرار فيها خاصة لفائدة الأساتذة القدامى الذين لم يكونوا قد خضعوا لدى توظيفهم لتكوين في تكنولوجيا الإعلام و الاتصال مثلما هو معمول به حاليا في السنة الأولى للتوظيف.
من جهة أخرى، ذكر المسؤول أن مصالحه سوف تنظم بالتنسيق مع مديرية الصحة بقسنطينة و الخدمات الجامعية، عمليات تطعيم ضد فيروس كورونا المستجد لفائدة الطلبة و كذلك العمال و الأساتذة الذين لم يستفيدوا من التلقيح خلال حملة شهر جويلية الفارط التي عرفت “إقبالا لا بأس به»، ليتابع “لم نتلق أية تعليمات تقول بأن التلقيح إلزامي لكن نتمنى من الجميع أن يلقحوا لحماية أنفسهم و عائلاتهم”.
و سيتم في الرابع من شهر سبتمبر المقبل، استئناف النشاطات البيداغوجية التي تخلفت عن الموسم الفارط، و التي لا تتعدى نسبتها 2 بالمئة بحسب ما أكده شمام، حيث تشمل الامتحانات الاستدراكية و مناقشات لمذكرات التخرج إضافة إلى القيام بالتسجيلات النهائية الخاصة بالطلبة الجدد، قبل الدخول الجامعي المرتقب في بداية شهر أكتوبر.
ي.ب