كشفت عمليات انطلاق إنجاز مشاريع سكنية وأخرى تتعلق بإنجاز الطرق ومختلف الشبكات، عن تواجد بنايات فوضوية بمناطق معزولة وبعيدا عن المجمعات السكنية في المقاطعة الإدارية علي منجلي، في محاولة من أصحابها استغلال بعد المسافة عن مختلف الوحدات الجوارية لإنجاز سكنات دون رخصة في السنوات الماضية دون تفطن السلطات المعنية. وعرفت ولاية قسنطينة بانتشار السكنات الفوضوية في مختلف أحياء جل البلديات منذ أزيد من ربع قرن، سواء كانت عبارة عن أكواخ قصديرية أو بنايات إسمنتية عادية، أنجزها أصحابها دون رخصة وبشكل غير قانوني، وخاصة بأحياء قديمة على غرار بودراع صالح، القماص، سيساوي، الإخوة عباس، قطار العيش وغيرها من الأحياء الواقعة في مناطق حيوية أو بوسط المجمعات السكنية أو القريبة من مختلف الطرق والمسالك، إلا أن بعض العائلات قامت بهذا الإجراء غير القانوني، ولكن دون أن تتفطن لها السلطات المعنية، بعد اختيارها لمساحات بعيدة جدا عن المجمعات السكنية دون جلب الأنظار. وبدأت السلطات المحلية تكتشف شيئا فشيئا، أن بعض المناطق المعزولة أصبحت تعتبر قبلة أو وجهة مفضلة لبعض العائلات الباحثة عن إنجاز سكنات غير قانونية دون جذب الأنظار، باختيارها لمساحات وسط الخلاء تبعد بمئات الأمتار عن أقرب مجمع سكني، وغالبا ما تكون وسط أرض صالحة لإنجاز السكنات غير مستغلة، على غرار تلك الواقعة في التوسعتين الجنوبية والغربية للمقاطعة الإدارية علي منجلي.
وصنع أصحاب تلك السكنات الحدث، لهذا الاختيار الغريب والذكي في نفس الوقت، خاصة وأن جل تلك البنايات تبعد عن كل المرافق الضرورية ولا تتوفر على مختلف الشبكات على غرار المياه والغاز والكهرباء، والأكثر من ذلك تقع وسط أرض ترابية تتحول إلى طينية عند تهاطل الأمطار، كما لا تتوفر على مسالك معبدة أو طرق تسهل مهمة التنقل منها وإليها، وما زاد من غرابة هذا الفعل غير المرخص، هو إنجاز بعض العائلات لبنايات ذات طابقين وثلاثة، ما يؤكد أنهم شرعوا في الأشغال قبل سنوات عديدة، وأنفقوا أموالا معتبرة دون الأخذ بعين الاعتبار إمكانية كشفهم في يوم من الأيام. وبعد سنوات من الاستفادة من سكن فردي واسع بشكل مجاني، كشفت مشاريع برمجت مؤخرا في مناطق معزولة، هذه البنايات الفوضوية، متمثلة في مشروع إنجاز الطريق الرابط بين علي منجلي ومنطقة قطار العيش، ومختلف الشبكات المتعلقة بتجسيد مخطط شغل الأراضي رقم 14 بالتوسعة الجنوبية، وعند الشروع في إنجاز المشروع، صادفت المقاولات تواجد بنايات تعرقل سير الأشغال لتواجدها في مسار الطريق والشبكات، ما تسبب في توقفها مؤقتا، ليتضح فيما بعد أن تلك السكنات أنجزت بطريقة فوضوية ودون رخصة. وقامت السلطات المعنية، في بداية الشهر الجاري، تحت إشراف الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية ورئيس دائرة الخروب، بهدم بنايتين تعيقان مشروع الطريق المزدوج الكائن بالتوسعة الجنوبية، بحضور كل من مصالح الدرك الوطني، ممثل عن المديرية المنتدبة للسكن والتعمير والتجهيزات العمومية، مؤسسة «إيفانام» ، مندوب بلدية علي منجلي 3 وممثل المصلحة التقنية لبلدية الخروب. كما صادفت الأشغال، تواجد بنايات أخرى في شهر نوفمبر الماضي، تمت إزالتها، فيما وجدت عائلات متكفل بإعادة إسكانها، لتتمكن مصالح المقاطعة الإدارية من إزالة أبرز العراقيل التي كانت تعيق سير أشغال إنجاز طريق جديد ومختلف الشبكات في التوسعة الجنوبية التي تعتبر القطب السكني الجديد في علي منجلي، بما أنها ستستوعب الآلاف من الوحدات السكنية مختلف الصيغ في المستقبل القريب.
ووجدت أمس، مقاولات مكلفة بمشروع إنجاز سكنات اجتماعية في التوسعة الغربية لعلي منجلي، بنايات فوضوية في مساحات شاغرة بعيدة عن المجمعات السكنية في صورة مشابهة لما حدث في التوسعة الجنوبية، لتقوم المصالح الأمنية تنفيذا لتعليمات الوالي، بمرافقة أمنية وتقنية لديوان الترقية والتسيير العقاري من أجل هدم البنايات وتنصيب المقاولة المكلفة بإنجاز 100 مسكن عمومي إيجاري، خاصة وأن تلك البنايات غير المرخصة كانت تعيق أشغال إنجاز المشروع.
حاتم / ب
