تلاميذ يقاطعون دروس الدعم المجانية و يقبلون على الخصوصية
قاطع غالبية تلاميذ المرحلة الثانوية بقسنطينة، دروس الدعم المجانية التي برمجتها وزارة التربية الوطنية خلال الأسبوع الأول من عطلة الشتاء بالمؤسسات التربوية، حيث فضّل العديد منهم التوجه إلى الدروس الخصوصية، التي سجلت بورصتها ارتفاعا في الأسعار وصل إلى ألفي دينار للشهر.
و على الرغم من قيام الوزارة الوصية بتسخير أساتذة و مؤطرين بالثانويات لتقديم دروس دعم و تقوية للتلاميذ، إلى أن غالبيتهم فضل المقاطعة، حيث لم يتجاوز عددهم في القسم الواحد بقسنطينة الستة أفراد، فيما سجلت مديرية التربية إقبالا معتبرا ببعض البلديات، حيث لاحظنا بغالبية ثانويات وسط المدينة و كذا علي منجلي، بأن معظم الأقسام بقيت شاغرة و لم يلتحق بها أي تلميذ.
و ذكر لنا أستاذ رياضيات بمؤسسة تعليمية بعلي منجلي، بأنه التحق في الساعة التاسعة صباحا بالقسم، لكنه لم يجد أيا من التلاميذ أو حتى زملاءه الأساتذة، موضحا بأن بعض المدرسين يرفضون «التضحية» بعطلتهم لتقديم دروس دعم، مقابل «مبالغ رمزية» تقدمها لهم الهيئة الوصية، و يفضلون إعطاء الدروس الخصوصية التي تضمن لهم مداخيل مالية إضافية، فيما ذكر تلميذ وجدناه بالقرب من ثانوية يوغرطة، بأنه «لا يجد أي جدوى» في دروس الدعم المقدمة و أنه يفضل الخصوصية، خاصة أنه مقبل على اجتياز امتحان شهادة البكالوريا.
و سجلت الدروس الخصوصية إقبالا كبيرا من طرف تلاميذ الأطوار التعليمة منذ اليوم الأول من العطلة، حيث ضاقت بهم المستودعات و الغرف، التي يخصصها العشرات من الأساتذة لممارسة هذا النشاط غير القانوني، حيث ذكر تلاميذ في النهائي بأنهم كثفوا من عدد الحصص بمعدل درس كل يوم و في كل مادة، مشيرين إلى أن بعض الأساتذة رفعوا سعر أربع حصص إلى ألفي دينار، بعد أن كانت لا تتجاوز سقف 1500 دينار، فيما لاحظنا بشارع الكدية بأن مستودعا يفتقر إلى أدنى الشروط الضرورية يوجد بداخله العشرات من التلاميذ،
و أكد بعضهم بأن الدراسة تنطلق في الساعة الخامسة صباحا و يتداول على التدريس أساتذة في مختلف المواد لاسيما العلمية منها.
و أوضح مدير التربية بوهالي محمد للنصر، بأن غالبية المؤسسات عرفت إقبالا ضعيفا من طرف التلاميذ باستثناء البلديات المحيطة بعاصمة الولاية، التي سجلت إقبالا معتبرا، مشيرا إلى أن الدروس الخصوصية التي يقدمها بعض الأساتذة في أماكن غير لائقة، تعد من أهم أسباب العزوف على دروس الدعم التي يشرف عليها أساتذة و مؤطرون أكفاء، بحسب تعبيره.
و أضاف المتحدث بأن هذه الفترة تعتبر فرصة لبعض الأساتذة من أجل تحقيق الربح، مشيرا إلى أن عدد التلاميذ في الفصل الواحد يفوق 80 فردا، لافتا إلى أن محاربة الظاهرة تقع على عاتق مديرية التجارة التي كان يجب، حسبه، أن تتابعهم بتهمة ممارسة نشاط تجاري دون رخصة، فيما تتأسس مصالحه كضحية، داعيا التلاميذ إلى الإلتحاق بالدروس في الأيام المقبلة.
و كانت وزارة التربية الوطنية قد دعت تلاميذ مختلف الأقسام في الأطوار الثلاثة، إلى الالتحاق بأقسام الدراسة من أجل الاستفادة من دروس الدعم، قصد تمكينهم من المراجعة و استدراك ما فاتهم خلال أيام الإضرابات، كما وفرت الطواقم البيداغوجية و الإدارية لمتابعة التلاميذ، خلال الفترة الممتدة من 24 إلى 29 ديسمبر الجاري.
لقمان/ق