كشف والي الطارف، محمد مزيان، أمس الأول الخميس، خلال اليوم الإعلامي التقني حول التسيير المدمج للموارد المائية، عن الشروع في تسيير المياه بالولاية عبر المنصة الرقمية الخاصة بمنشآت الري والموارد المائية التي تعد وسيلة لتنفيذ السياسات، مؤكدا من جانب آخر وضع برنامج لتزويد الساكنة والمصطافين بالمياه الشروب خلال فصل الصيف بالكميات المطلوبة نوعا وكما يوميا، بفضل ارتفاع منسوب المياه الجوفية والسطحية.
وأفاد المسؤول، أن مشكلة تسربات المياه تبقى تؤرق المسؤولين والمواطنين لتأثيرها السلبي على التوزيع وتزويد الساكنة بالكميات المطلوبة من هذه المادة الحيوية، معلنا عن إطلاق حملة  واسعة لمحاربة التسربات المائية لتحسين الخدمة العمومية، وضمان تزويد المواطنين بالكميات المطلوبة بصفة يومية ومنتظم ، وهذا بعد أن قامت الجزائرية للمياه منذ بداية السنة بإصلاح حوالي 150 تسربا على مستوى الولاية.
وشدد الوالي من جهة أخرى على ضرورة ترشيد استهلاك المياه ومحاربة التبذير في ظل التغييرات المناخية والبيئية، علاوة على التحكم في عملية التسيير حفاظا على مستقبل هذه  الثروة للأجيال القادمة، مردفا في سياق متصل أن جهودا تُبذل لتحقيق الأمن المائي من خلال جملة المشاريع والاستثمارات التي تم تجسيدها بالولاية، والتي ترمي لتحقيق الاكتفاء من الموارد المائية في الاستعمالات المختلفة، مضيفا في هذا الصدد أن الطارف تتجه بخطى ثابتة لبلوغ هدف تحقيق الأمن المائي الذي يعكس طابعا استراتيجيا في مسار التنمية المحلية لارتباطها الوثيق بالتنمية المستدامة.
وأبرز المسؤول، نجاعة الإجراءات الاستعجالية المتخذة محليا في السنوات الأخيرة، لتوفير المياه للساكنة وضمان التموين المستقر للولاية بهذا العنصر الحيوي بعد إنجاز جملة من المشاريع من الآبار والأنقاب، وتجديد الشبكات المختلفة والرفع من قدرات التخزين وإنتاج وتوزيع المياه، مطمئنا في هذا الجانب بأن الولاية في أريحية  وفي منأى عن أي مشاكل تخص تزويدها بالمياه الشروب بفضل مواردها المتنوعة، حيث توجد بها 3 سدود في انتظار استكمال مشروع سد بوخروفة الجديد بسعة 66 مليون متر مكعب، ومحطة تحلية مياه البحر بالدراوش بطاقة 300 ألف متر مكعب يوميا.
كل هذه المشاريع والمكاسب الهامة التي تعزز بها قطاع الموارد المائية ستجعل الولاية، يقول محمد مزيان، في أريحية كبيرة، وستسهم بشكل كبير في ضمان توفير المياه للساكنة بصفة يومية  نوعا وكما، على أن ترافق هذه الإنجازات إجراءات واقعية وفعالة في الميدان تهدف إلى تثمين هذا المورد الهام، دون المساس بالاستدامة والنظم البيئية الحيوية، مع التوعية والتحسيس  بالحفاظ على المياه ومحاربة الاستغلال غير الشرعي، زيادة على تكثيف المجهودات في مجال تدعيم أنظمة الصيانة الدائمة للشبكات للتقليل من التسربات.
وتطرّق والي الولاية إلى التسيير المدمج للموارد المائية، والذي يبقى حسبه من بين الآليات التقنية التي تعزز التنمية لتحقيق الرفاهية الاقتصادية والاجتماعية بطريقة منصفة، معلنا عن فتح مكتب للتسيير المدمج للموارد المائية بمديرية الري لمتابعة وتنفيذ الدراسات والبرامج المتعلقة بهذا المجال.
من جهتها أوضحت المديرة العامة للوكالة الوطنية للتسيير المدمج للموارد المائية، لمياء لهتيهت، أن اختيار الطارف كولاية نموذجية لمناقشة مجالات التسيير المدمج للموارد المائية، جاء نظرا لما تزخر به من تنوع في الموارد المائية التقليدية، السطحية والجوفية، بالإضافة إلى المياه غير التقليدية المتمثلة في محطة تحلية مياه البحر التي وجب الحفاظ عليها وتثمينها للدور الحيوي الذي تلعبه في التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة، مبرزة أهمية التعامل مع مصادر المياه بحكمة وعقلانية لضمان استدامتها للأجيال القادمة، وهي مسألة تهم جميع القطاعات الحيوية والجمعيات والمجتمع المدني.
نوري.ح

الرجوع إلى الأعلى