أكد وزير الاتصال، محمد مزيان، يوم أمس، على أهمية تكوين الصحفيين من أجل ضمان تحرّي الدقة في العمل الصحفي، معتبرا بأن "المعلومة الدقيقة الموضوعية التي تستند إلى مصدر رسمي دقيق ومحدد"، ركيزة أساسية تضمن ثقة الجمهور في الوسيلة الإعلامية، وتؤثر مباشرة على سمعة الصحفي نفسه وعلى المؤسسة التي ينتمي إليها.
وخلال إشرافه بمقر الوزارة، على تكريم صحفيين متخصصين في الشأن الاقتصادي من مختلف وسائل الإعلام، من القطاعين العمومي والخاص، استفادوا الشهر الماضي من دورة تكوينية في مجال الاستثمار، نظمتها الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار بالتعاون مع وزارة الاتصال، شدد الوزير على أهمية التكوين المستمر للصحفيين باعتبار أنه يساهم في ترقية الأداء المهني، للصحفيين وتوسيع أفقهم المعرفي، مما ينعكس إيجابا على جودة المحتوى المقدم، كما يعزز من مكانة المؤسسة الإعلامية في المشهد الإعلامي، ويكسبها مصداقية واحتراما لدى المتلقي، مؤكدا بأن الإعلام الوطني لا يمكن أن يكون فاعلا ومؤثرا إلا إذا استند إلى «معلومة دقيقة، موضوعية، تستند إلى مصدر رسمي دقيق ومحدد»، مبرزا الفرق الجوهري بين إعلام مهني يخدم المصلحة العامة، وإعلام آخر لا يستند إلى مصادر موثوقة، بل يقوم على «قيم مشبوهة لا تخدم الاقتصاد الوطني».
وأثناء تطرقه للحديث عن الدورة التكوينية التي استفاد منها أكثر من 60 صحفيا، على مدار شهر كامل من مختلف وسائل الإعلام المرئية، المكتوبة، الإلكترونية والمسموعة من القطاعين العمومي والخاص الذين تم توزيعهم على أربعة أفواج، ثمن وزير الاتصال هذه المبادرة التي قال إنها تجسدت بعد أن كانت مجرد فكرة.
وقال إن هذه الدورة مكنت الصحفيين من اكتساب المعلومات الكاملة والضرورية لفهم مسألة الاستثمار والبيئة الاستثمارية في الجزائر، معتبرا التكوين آلية أساسية تنقل الصحفي والمؤسسة الإعلامية على حد سواء إلى فضاء ملؤه الترقية و العصرنة والدقة.
كما أبرز بأن هذه الدورة التكوينية تدخل في إطار مجهود جماعي كلي شمل عددا من الدورات التكوينية الأخرى المنظمة تناولت مواضيع مختلفة في فترات سابقة على غرار محاربة الرشوة، الشفافية وكذا دورات حول الأمن السيبراني في تقنيات الاتصال.
من جهة أخرى طمأن وزير الاتصال في ذات الإطار ، أنه سيتم العمل على معالجة ما وصفه بـ «المشاكل الموضوعية» لقطاع الإعلام وعلى سن قوانين «ستحسن وضعية كل الأفراد في هذا المجال».
من جهته، أكد المدير العام للوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار، عمر ركاش، أن هذه الدورة التكوينية، التي احتضنها مقر الوكالة شهر مارس الماضي، جاءت بهدف خلق فضاء تواصل بين الوكالة ووسائل الإعلام التي تلعب - كما قال - دورا هاما في ترقية الاستثمار في الجزائر والترويج له وكذا لإبراز الإصلاحات العميقة التي بادر بها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، و المتعلقة بمنظومة الاستثمار.
و أكد السيد ركاش على ضرورة سعي وسائل الإعلام لإبراز الإمكانيات والمقومات العديدة التي تمتلكها الجزائر بما من شأنه أن يجعلها مستقطبة لأكبر الاستثمارات في العالم.
وأشاد المدير العام للوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار، بذات المناسبة بالاهتمام الكبير الذي أولاه الصحفيون لهذه الدورة، وهو الأمر الذي دفع – كما ذكر - إلى التفكير في مبادرة ثانية، معلنا عن تأسيس نادي للإعلاميين المهتمين بمجال الاستثمار.
وأكد السيد ركاش بأن هذا النادي الذي سيضم نخبة من الصحفيين المختصين في الشأن الاقتصادي، سيشكل فضاء للحوار وتبادل الخبرات وتنظيم لقاءات دورية و ورشات تكوينية، إضافة إلى تغطية الأنشطة الاستثمارية والتعريف بالفرص المتاحة على المستوى الوطني.
وأضاف "علاوة على ذلك، تهدف هذه المبادرة التي تأتي في إطار تعزيز الشراكة مع الإعلام الوطني، إلى مرافقة الديناميكية الاقتصادية التي تعرفها الجزائر من خلال إشراك الفاعلين الإعلاميين في نشر المعلومة الاقتصادية الدقيقة والموضوعية، وتعزيز قدراتهم على تغطية الفعاليات المرتبطة بالاستثمار بمختلف أبعاده".
عبد الحكيم أسابع
