أطلقت مصالح الرقابة لوزارة التجارة الداخلية وضبط السوق الوطنية حملة موسعة لضمان تموين السوق بالمواد الغذائية الأساسية، سيما ما تعلق بتموين الفضاءات التجارية بمادة البن، إلى جانب الإشراف على تفريغ كميات معتبرة من مخزون مادة التفاح من غرف التبريد وطرحه في السوق بأسعار معقولة.
رفعت مصالح الرقابة وقمع الغش بوزارة التجارة الداخلية من وتيرة نشاطها لضمان استقرار السوق، وذلك بتنظيم خرجات ميدانية يومية لأعوان الرقابة لمعاينة ظروف تموين السوق بالمواد الغذائية الأساسية، بهدف اتخاذ إجراءات فورية في حال الوقوف على نقائص في سلسلة التوزيع والتموين.
وتم في إطار هذه الحملة إشراف مديريات التجارة على ضخ كميات معتبرة من مادة البن على المحلات التجارية لضمان وفرتها بالأسعار التي قامت بتسقيفها وزارة التجارة الداخلية، بعد أن تم تسجيل ارتفاع في الطلب على هذه المادة تزامنا مع شروع عديد الأسر في تنظيم المناسبات العائلية التي يزداد خلالها الطلب على المواد الغذائية.
وتم في هذا السياق إخراج كميات هامة من مادة البن الموجهة للاستهلاك المباشر انطلاقا من الوحدات الإنتاجية، التي تم تزويدها بالمادة الأولية في إطار الآلية التي وضعتها الوزارة الوصية، من أجل ضمان وفرة مادة القهوة بسعر لا يزيد عن ألف دج للكلغ.
ويشار إلى أن تحرك مصالح الرقابة قائم على المعطيات التي يتم جمعها من الميدان بشأن وضعية تموين السوق بمختلف المواد الاستهلاكية، من بينها المواد واسعة الطلب، سيما بعد أن تم تسجيل نقص في التموين بمادة البن مؤخرا عبر بعض مديريات التجارة، مما دفع بالوصاية إلى التدخل لتفادي الندرة والاضطراب في الأسعار، من خلال ضخ كميات لا بأس بها من القهوة الخضراء على الوحدات المختصة لتوفير المنتوج النهائي الموجه للاستهلاك المباشر.
كما شهدت عديد الولايات إخراج كميات هامة من مادة التفاح التي تم تخزينها بغرف التبريد، مع ضمان توزيعها على نقاط البيع والمحلات التجارية بأسعار معقولة يتم تحديدها بحسب النوعية، على أن تتراوح ما بين 250 و500 دج للكلغ، لتلبية الطلب على هذا المنتوج الفلاحي الذي حقق قفزة نوعية في السنوات الأخيرة بفضل الجهود التي يقوم بها الفلاحون على مستوى المناطق المعروفة بإنتاج التفاح.
وتتزامن هذه الجهود مع العمل المكثف والدؤوب على مستوى المناطق الغربية للوطن لتوفير مادة البطاطا، من بينها ولايتي غليزان ومستغانم اللتان تسهران على تموين السوق بالبطاطا بكميات وفيرة وبأسعار جد معقولة من هذا المنتوج الفلاحي، وسط ارتياح واسع لدى المستهلكين بعد أن تم تدعيم الفضاءات التجارية المختلفة ونقاط البيع المعتمدة بالمحصول الموسمي من البطاطا بأسعار جد مناسبة، بفضل تجنيد الفلاحين والمنتجين لاقتلاع المنتوج من الحقول، وإيصاله إلى مختلف ربوع الوطن في ظروف آمنة.
وتشمل حملات الرقابة أيضا تتبع سلسلة التموين بالمواد الغذائية المدعمة، مع الحرص على احترام سلسلة التبريد والحفظ الصحي للمنتجات سريعة التلف من طرف التجار، بالتزامن مع الاستعداد لاستقبال موسم الصيف.
ويجري في هذا السياق تنظيم حملات توعوية واسعة ضد التسممات الغذائية على مستوى المحلات التجارية، والمطاعم الجماعية، من بينها المطاعم التابعة لقطاعي التربية الوطنية والتكوين المهني، من أجل الحفاظ على الصحة العامة والوقاية من الأخطار الناجمة عن تناول مواد غذائية فاسدة.
وتسهر وزارة التجارة الداخلية وضبط السوق الوطنية من خلال مضاعفة وتيرة نشاطها هذه الأيام على توفير كافة الظروف المناسبة تحسبا لاستقبال مواعيد جد هامة، من بينها افتتاح موسم الاصطياف بالولايات الساحلية، وكذا الاستعدادات الجارية على مستوى قطاع التربية الوطنية لتنظيم الامتحانات الرسمية، عبر الحرص على التموين المستمر والمنتظم للسوق بشتى أنواع المواد الاستهلاكية. لطيفة بلحاج
