أكد، أول أمس الخميس بالبليدة، وزير التربية الوطنية محمد صغير سعداوي، أن دائرته الوزارية تسير في عمل تشاركي مركز وسريع مع المنظمات النقابية من أجل استكمال ما يمكن استكماله من جوانب للتكفل بانشغالات جميع أسلاك وموظفي قطاع التربية، وتحسين ظروفهم المهنية والاجتماعية والتكفل بها في القريب العاجل، لاسيما موظفي المصالح الاقتصادية والأسلاك المشتركة والعمال المهنيين، فيما أشار من العاصمة، حرص دائرته الوزارية على دعم كافة المشاريع والأفكار المبتكرة للتلاميذ خدمة للمنظومة التربوية والاقتصاد الوطني، و أعلن عن استحداث «جائزة الابتكار المدرسي» تمنح سنويا بمناسبة يوم العلم (16 أفريل) لتشجيع التلاميذ على الإبداع والابتكار.
وأوضح الوزير في كملته على هامش احتفالية بمناسبة يوم العلم نظمت بالبليدة أن جودة التعليم لن تكون إلا من خلال تحسين الظروف الاجتماعية والمهنية للموظفين، مشيرا إلى أن رئيس الجمهورية اتخذ قرارا تاريخيا بدعم وتحسين الظروف المهنية للموظفين في قطاع التربية، وقال «هذا يساعد الموظفين وجميع مكونات الأسرة التربوية على أن تنتج وتقدم وتضحي أكثر».
وأضاف سعداوي أن الجزء الثاني من جودة التعليم هو الاشتغال على البرامج والمناهج، من أجل إعادة تغذيتها وتعزيزها بأفضل المناهج والطرق والمعارف التي تمكن من تفجير طاقات التلاميذ، وتمكن من تحقيق الأهداف التربوية، وتخفيف ثقل المحفظة بإدخال الوسائل التكنولوجية، والتنويع في فرص النجاح، وفتح فضاءات عديدة كأولمبياد الرياضيات وغيرها من الفرص التعليمية، وتعزيز قدرات النوادي المدرسية في الجوانب البيئية، وكشف في هذا الإطار عن إبرام اتفاقية مع وزارة البيئة من أجل تمويل وتجهيز 2500 ناد على مستوى المؤسسات التربوية.
وعلى هامش زيارته لمصلحة الأورام السرطانية للأطفال بمستشفى امحمد يزيد بمدينة البليدة، أكد وزير التربية التزام الدولة بتعليم التلاميذ الموجودين في المستشفيات، وتوفير التعليم بالمرافقة الصحية، إلى جانب توفير ظروف التمدرس ووسائل التعليم للتلاميذ أينما كانوا، لاسيما الذين يعانون في مناطق بعيدة، وكشف عن إحصاء 370 تلميذا يتمدرسون بهذه الطريقة، قائلا «لن نفوت عليهم فرصة التعلم حتى وهم في المستشفيات، ونمدهم بالأمل في أن يتجاوزوا ظروفهم الصحية».
و ذكر الوزير بالمشروع المعلن مع وزارة الرياضة تحت شعار « أبطالنا من مدارسنا» مضيفا بأنهم يريدون من خلال هذا المشروع أن يكون بطل الجزائر في مختلف الرياضات حامل لشهادة ومتعلم ويتبنى وطنيته ويدافع عن بلده وأصالته وانتمائه وجزائريته، قائلا «بهذه التشاركية يمكن أن نصنع مستقبل أبنائنا، ونحمي مستقبلهم، ونصنع منظومة تربوية منتجة للأفكار».
ولدى إشرافه على افتتاح ملتقى وطني حول «ريادة الأعمال والابتكار في النظام التربوي الجزائري»، نظمه المعهد الوطني للبحث في التربية، بمقر الوكالة الوطنية لترقية الحظائر التكنولوجية بسيدي عبد الله (العاصمة)، إحياء ليوم العلم، برعاية وزارة التربية الوطنية وبالشراكة مع وزارة اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة، أكد سعداوي التزام قطاعه باحتضان كل الأعمال والأفكار الإبداعية و الابتكارية التي يقوم بها التلاميذ في المؤسسات التربوية ومرافقة القطاع لها.
وأشار الوزير في هذا الصدد إلى الرسالة التي وجهها إلى الأسرة التربوية بمناسبة يوم العلم والتي أعلن من خلالها عن «استحداث الجائزة الوطنية للابتكار» تنظم من أجل تشجيع التلاميذ وتفجير طاقاتهم في هذا المجال، مشددا على أن الوزارة ستلتزم بمرافقة كل من لديه فكرة إيجابية يقدمها في مدرسته.
كما أكد استعداد قطاعه لمرافقتها لتكون محل تطوير إلى أن يصل المشروع إلى وزارة اقتصاد المعرفة و المؤسسات الناشئة على أمل جعله مؤسسة ناشئة يستفيد منها الوطن والقطاع، عملا - كما قال - بسياسة السلطات العليا للبلاد، على رأسها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون الذي التزم بالوصول إلى مدرسة منتجة.
ومن جهة أخرى، كشف الوزير عن إطلاق النسخة الثانية من «تحدي تربية -أب2025»، موجها الدعوة إلى أصحاب المؤسسات الناشئة للمشاركة في هذه الطبعة، مشيرا إلى أن يوم 16 أفريل من السنة المقبلة سيكون موعد الإعلان عن النتائج.
و أبرز وزير التربية بالمناسبة دور المركز الوطني للبحث في التربية والجهود المبذولة من طرف إطاراته خدمة للقطاع و الاقتصاد الوطني وكذا دوره في تأطير البحث العلمي وتأسيس مؤسسات ناشئة ناجحة في مجال التربية.
وكان السيد سعداوي قد وجه رسالة إلى الأسرة التربوية بمناسبة يوم العلم أعلن فيه عن استحداث «جائزة الابتكار المدرسي» لتشجيع التلاميذ على الإبداع والابتكار.
وقال ‘’ نعلن عن استحداث جائزة وطنية سنوية لفائدة أبنائنا التلاميذ، تحفيزا وتشجيعا لهم على الابتكار، تمنح بمناسبة يوم العلم الموافق لـ 16 أفريل من كل سنة’’، معتبرا أن يوم العلم يعد لحظة وعي وفرصة لتجديد العهد مع المدرسة كمؤسسة لتكوين الإنسان الإيجابي وبناء الوطن.
وأشاد الوزير في ذات السياق بالجهود المتواصلة التي تبذلها الأسرة التربوية في سبيل بناء مدرسة جزائرية عصرية وفعالة، مبرزا أهمية الاستلهام من فكر العلامة الشيخ عبد الحميد ابن باديس لتجديد العزم على المضي قدما في خدمة المدرسة الجزائرية.
كما جدد الوزير التزامه الثابت بتنفيذ بنود الاستراتيجية الوطنية التي سطرها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، في برنامجه القائم على تطوير المدرسة الجزائرية وجعلها رافعة حقيقية للتنمية والعدالة الاجتماعية.
وقال، ‘’يعتبر يوم العلم محطة نجدد فيها التزامنا برسالة العلم لبناء مدرسة تؤمن بالكفاءة وتفتح آفاق الإبداع والتميز أمام التلاميذ’’، مؤكدا أن الرهان الأكبر اليوم هو جعل المدرسة فضاء محفزا للتفكير والإبداع.
نورالدين ع/ ع.أسابع
