* اقتراح تطبيقات جزائرية لمواجهة حروب الجيل الخامس وحماية البيانات الوطنية
وزير الاتصال، محمد مزيان، يؤكد من قسنطينة
على الإعلام أن يبقى بالمرصاد لحملات التشويه التي تستهدف الجزائر
أكد وزير الاتصال، محمد مزيان، أمس من قسنطينة، أن الإعلام ينبغي أن يبقى بالمرصاد لحملات التشويه التي تستهدف الجزائر، حيث شدد على ضرورة التكوين ودعا الصحفيين إلى البقاء في إطار الاحترافية والتمكن من المهارات المهنية.
وأشرف وزير الاتصال على اللقاء الجهوي الثاني للصحفيين والإعلاميين الجزائريين بقسنطينة، حيث افتتح كلمته بالترحم على صحفيين شهداء الواجب المهني وزملاء راحلين. وأفاد الوزير بأن حضور الإعلام يقود إلى الانسجام، في حين يؤدي غيابه إلى حالة من التفكك، خصوصا عندما تغيب الأفعال الراقية والمبادرات الفاعلة، مثلما قال.
وتوجه الوزير إلى مسؤولي المؤسسات باختلاف طبيعتها بدعوة إلى ضرورة اتخاذ القائمين على الإعلام للمبادرات، مشيرا إلى أن المؤسسات التي يترك القائمون عليها الآخرين يتحكمون في أفعالهم ستعيش اختلالات وتفككا إعلاميا، ما يجعل المضامين الصادرة عنها مشوهة لصورة هذه المؤسسات، في حين أوضح أنه أكد على التكوين منذ مجيئه على رأس الوزارة. واعتبر المتحدث أن التكوين الذي يزود الصحفي بالمعارف والقيم والقناعات والتوجهات والمبادئ “أساسي جدا في زمن الرياح والأعاصير”، مثلما عبر عنه الوزير. ولفت مزيان إلى أن الجزائر دولة ذات طبيعة اجتماعية “وهذا مستمد من بيان أول نوفمبر، لأن القيم التي جاءت في بيان أول نوفمبر مازالت قائمة إلى يومنا هذا ومازالت تسري في دواليب الدولة”.
ودعا وزير الاتصال إلى التفطن للخطط الماكرة والحملات التشويهية التي تستهدف خلق جميع السيناريوهات لتعطيل المسار التنموي للجزائر، حيث أوضح أن الصحفي مطالب بالبقاء في إطار الاحترافية والتمكن من المهارات المهنية وتبني الأخلاق المهنية والآداب. وقال الوزير إنه يعتز بـ”عائلة الإعلام الوطني”، داعيا إلى الدفاع عن البلاد ونصرة مؤسسات الدولة والمنتج الوطني ودعم مؤسسات الدولة، فيما أكد بأن “الجيش الوطني الشعبي بيّن بجلاء تام جاهزيته الاحترافية”. وأضاف أن اليمين المتطرف في فرنسا يعلن الحرب على الشعب الجزائري منذ أشهر ويعمل على تشويه صورة الجزائر. واعتبر الوزير أن الجبهة الإعلامية فكرة طيبة تمنح مناعة للممارسة الإعلامية في الجزائر، فضلا عن أن الدولة بذلت الكثير لخلق الظروف المواتية، فيما دعا المشاركين في الورشات إلى طرح الإشكالات والاختلالات والمعيقات المسجلة في الممارسة.
وزار وزير الاتصال بعد افتتاح الورشات مقر المحطة الجهوية للتلفزيون بقسنطينة، حيث اطلع على المقر وأستوديو التصوير الموجود بها، حيث قال الوزير إننا متجهون نحو المحلية، بحيث تعنى القنوات بكل ما له علاقة بالخصوصية المحلية، مؤكدا على أن التلفزيون يجب أن يحتل المكانة التي يستحقها من خلال تكوين المؤطرين والمختصين وتزويد الجميع بالوسائل الضرورية. وذكر المدير العام للوكالة الوطنية للنشر والإشهار “أناب”، مسعود ألغم، خلال اطلاع الوزير على الأستوديو أن الوكالة وضعت برنامجا مع المؤسسة العمومية للتلفزيون الجزائري يتضمن عدة محاور للتعاون، على غرار التكفل بإعادة تأهيل أستوديوهاتها، مؤكدا أن العملية ستنطلق من محطة قسنطينة.
وتنقل الوزير إلى المقر الجديد لإذاعة الجزائر من قسنطينة من أجل الإشراف على انطلاق البث على مدار 24 ساعة، حيث استعرض مدير الإذاعة، عمار عقيب، مقومات المحطة التي تضم 44 موظفا التي منحتها السلطات الولائية مقرا جديدا بوسط المدينة، مؤكدا أنهم سيعملون على ضمان البث المتواصل، بينما لفت إلى أن نسبة إنتاج إذاعة قسنطينة تصل إلى حوالي 65 بالمئة، كما أوضح أن كل المحتوى الذي يبث فيها من إنتاجها. ونبه المسؤول إلى أن إذاعة قسنطينة تعمل على نشر محتواها الإذاعي عبر شبكة التواصل الاجتماعي “فيسبوك” بشكل مكتوب، بالإضافة إلى البث المرئي من خلال صفحة المحطة عبر “فيسبوك” أيضا. وسجل الوزير مزيان مرورا عبر إذاعة قسنطينة، دعا فيه الصحفيين إلى الالتفاف حول القيم الوطنية والالتفاف حول الموروث الثقافي لمدينة قسنطينة لتجعل من برامج إذاعة الجزائر من قسنطينة متعمقة وثرية ومثمرة ومتنوعة، ليجد الجمهور مكانته في الشبكة البرامجية، مضيفا أن المستقبل للمحطات المحلية.
وتمحور اللقاء الجهوي المنعقد بقاعة العروض الكبرى “أحمد باي” حول أربع ورشات، حيث تدور الأولى حول الترسانة القانونية الجديدة المنظمة لقطاع الاتصال وأخلاقيات المهنية، فيما خصصت الورشة الثانية لاستعراض واقع الصحافة السمعية البصرية والمكتوبة والإلكترونية في ظل التحديات الجديدة للذكاء الاصطناعي وتقنيات الجيل الخامس، كما أفردت الورشة الثالثة للتكوين المتخصص والمتواصل واستشراف مهن المستقبل، بينما خصصت الورشة الرابعة حول الاتصال المؤسساتي، مثلما أوضحه والي قسنطينة في الكلمة التي ألقاها عند بداية اللقاء.
وأوضح الوالي أن التكفل بالاتصال المؤسساتي يقع على عاتق مختلف المؤسسات والهيئات الإدارية للدولة، آملا أن تنبثق عن هذه الورشات خارطة طريق واضحة المعالم حول دور المكلفين بالإعلام المؤسساتي وتفعيله على مستوى مختلف الإدارات والهيئات العمومية، فضلا عن إضفاء المزيد من الفعالية والنجاعة على عمل المكلفين بالاتصال المؤسساتي. وأكد الوالي أن الجزائر بادرت إلى إعادة تنظيم قطاع الاتصال والإعلام بما يواكب متطلبات المرحلة الجديدة ويعزز قيم الشفافية والمهنية وحرية التعبير، معتبرا أن الترسانة القانونية الجديدة جاءت لتكرس هذه التطلعات مع السعي إلى إرساء قواعد لأخلاقيات المهنية وتعزيز دور الهيئات التنظيمية لضمان إعلام حر ومسؤول ومهني. سامي .ح
اعتبر اللقاء الجهوي الثاني لممارسي الإعلام ناجحا بكل المعايير
مزيـــــان يشيـــد بالمستــــوى الرفيـــع للنقاشـــات والأفكـار المطروحــــــة
أكّد أمس، وزير الاتصال، محمد مزيان، على نجاح اللقاء الجهوي الثاني للصحافيين والإعلاميين ومختلف الفاعلين في قطاع الاتصال الذي نظّم بقسنطينة، كما أشاد بالمستوى الرفيع للمقاربات والأفكار التي طرحت خلال هذا اللقاء، فيما أكد أن الجبهة الإعلامية الوطنية الموحدة ستجد حاضنة لها بقسنطينة.
ونوّه الوزير محمد مزيان، في كلمته الختامية المتعلقة باللقاء الجهوي الخاص بناحية شرق الوطن بمستوى الأفكار والمقاربات التي طرحت خلال الورشات الأربع التي نظّمت بمناسبة هذا اللقاء، حيث أشاد كذلك بنجاح هذا اللقاء وقبله ذلك الذي انعقد بولاية وهران، حيث قال في سياق حديثه إنه لقاء ناجح بكل المعايير بالأخص فيما تعلق بمضمون النقاشات، لافتا إلى أنّ الأخبار الآتية هي أخبار موجبة، تشجع هذا المسعى الذي حقق توفير فضاءات النقاش والتفاعل الموجب، مؤكدا أنّ الفكرة الرئيسة التي تكمن في الجبهة الإعلامية الوطنية الموحدة التي ستجد لها حاضنة أيضا بقسنطينة التي قال عنها بأنها متشبعة بأفكار المقاومة، مضيفا أن في الإعلام قيمة كبيرة تنبني عن المقاومة وهذه أخذت من «تاريخنا النوفمبري».
وأردف المتحدّث أنّ الجبهة الوطنية تحتاج إلى أبعاد موضوعية لا تكون بشكل اعتباطي، لافتا إلى أنّه على الصحفي أن يتسلّح بالقيم والمعارف والمهارات والأخلاق التي تشكّل باجتماعها احترافية أكيدة، مضيفا أن الصحفي يحتاج إلى آلية للولوج إلى المعلومة كما يحتاج إلى الاحترافية والأخلاق، مذكرا بأنّ للصحفي مسؤولية اجتماعية بحيث لا بد أن يكون قدوة حسنة في المجتمع، بينما شدّد على التكوين لأنه يمنح المهارات والتقنيات المهنية مع ضرورة تقمّص الصحفي لمختلف الشخصية التي تجمع الأخلاقيات، مشيرا إلى أنّ اهتمام رئيس الجمهورية بعدد من الفعاليات الاجتماعية فكرة مدروسة. وأكّد الوزير أنه سيقوم بإرسال تقرير مرحلي لرئيس الجمهورية عن اللقاء بقسنطينة وبالنسبة لولاية وهران خلال يومين تمت المعاينة وأرسل التقرير المرحلي الأول، موضحا أنّ هذا الانتقال ينبغي له أن يكون موجبا، كما تطرّق إلى أنه سيتم العمل بجهد لأن تحتل المرأة مكانتها في حقل الإعلام.
إسلام قيدوم
خلال اللقاء الجهوي الثاني للصحافيين بقسنطينة
مقترحات باستغلال تطبيقات جزائرية للحفاظ على البيانات الوطنية
* مطالب بإدراج الصحافة ضمن المهن الشاقة
اقترح صحفيون بولايات الشرق الوطني، استغلال تطبيقات جزائرية للحفاظ على البيانات الوطنية في ظل حروب الجيل الخامس، وكذا تنظيم دورات تكوينية مكثفة لفائدة القائمين على الاتصال بالمؤسسات بشكل دوري في مجال الاتصال الاستراتيجي لإدارة الأزمات الاتصالية عبر الفضاءات الرقمية لأجل التصدي للحملات والهجمات الالكترونية المعادية للجزائر، فيما شملت اقتراحات أخرى، إدراج الصحافة ضمن المهن الشاقة قصد تمكين الصحافيين من الاستفادة من التقاعد المسبق، إضافة إلى حث المؤسسات والهيئات العمومية على تحيين قوائم المراسلين والتأكد من حيازتهم لبطاقة مهنية تثبت صفتهم المهنية والمؤسسة الإعلامية التي ينتمون إليها قصد تطهير قطاع الإعلام من الدخلاء والتعجيل باستصدار القانون الأساسي للصحفي قصد تحديد فئات الصحفيين ومختلف الفئات المرتبطة بالعمل الصحفي.
وخرج صحفيون بولايات الشرق، بجملة من التوصيات الهامة، خلال اللقاء الجهوي الثاني للصحفيين والإعلاميين، المنعقد أمس، على مستوى قاعة العروض الكبرى أحمد باي بقسنطينة، بعد مشاركتهم في ورشات تكوينية، مقسمة إلى أربعة ورشات، بداية بورشة الترسانة القانونية الجديدة المنظمة لقطاع الاتصال وأخلاقيات المهنة، وورشة بعنوان واقع الصحافة السمعية البصرية والمكتوبة والالكترونية في ظل التحديات الجديدة للذكاء الاصطناعي وتقنيات للجيل الخامس، وثالثة بعنوان الاتصال المؤسساتي ودوره في الترويج لصورة الجزائر، وورشة رابعة بعنوان التكوين المتخصص والمتواصل واستشراف مهن المستقبل، بمشاركة منتسبين لقطاع الإعلام والقائمين على الاتصال في مؤسسات عمومية على مستوى كل من قسنطينة، أم البواقي، باتنة، بسكرة، تبسة، جيجل، سطيف، سكيكدة، عنابة، قالمة، برج بوعريريج، الطارف، خنشلة، سوق أهراس وميلة.
استفادة قطاع الإعلام والاتصال من صندوق دعم الصحافة
وتمثلت أبرز التوصيات في ورشة الترسانة القانونية، التي كان المقرر بها البروفيسور والأستاذ في علوم الإعلام والاتصال بجامعة قسنطينة 3، نصر الدين بوزيان، وبمشاركة ممثلة وزير الاتصال، شريف فاطمة، ومروان بن عبد الله بصفته عضوا للمنظمة الوطنية للصحافيين الجزائريين، في تعزيز وتدعيم التكوين من خلال ضمان استفادة الصحفيين ومختلف الفاعلين في مجال الإعلام والاتصال من موارد صندوق دعم الصحافة، وأيضا من خلال تكفل الوزارة بعمليات التكوين وتحسين المستوى وتوسيعه ليشمل فئات وأعداد أكبر.اقتراح إدراج مهنة الصحافة ضمن المهن الشاقة قصد تمكين الصحافيين من الاستفادة من التقاعد المسبق، التعجيل باستصدار النصوص التطبيقية للقوانين المنظمة لقطاع الإعلام، وضع إطار قانوني باستحداث خلايا اتصال على مستوى كل المؤسسات الهيئات العمومية لتسهيل عمل الصحافيين وضمان حقهم في الوصول إلى المعلومة، تنظيم فعاليات وملتقيات لفائدة الصحفيين ومختلف الفاعلين في الإعلام قصد المساهمة على نحو أكبر في نشر الثقافة القانونية المرتبطة بمهنة الصحفي، حث المؤسسات والهيئات العمومية على تحيين قوائم المراسلين والتأكد من حيازتهم لبطاقة مهنية تثبت صفتهم المهنية والمؤسسة الإعلامية التي ينتمون إليها قصد تطهير قطاع الإعلام من الدخلاء.
كما دعت توصيات أخرى الى التعجيل باستصدار القانون الأساسي للصحفي قصد تحديد فئات الصحفيين ومختلف الفئات المرتبطة بالعمل الصحفي، تعزيز الحماية الاجتماعية والقانونية للصحفيين في النصوص التنظيمية المرتبطة بقطاع الإعلام، فتح منصة رقمية لاستقبال انشغالات واقتراحات الصحفيين ومختلف الفاعلين في قطاع الإعلام، تعزيز التنسيق والتعاون بين وزارتي الاتصال والتعليم العالي والبحث العلمي في مجالي التكوين والبحث وإثراء برامج التكوين في علوم الإعلام والاتصال وأخيرا اقتراح تعزيز التكوين الجامعي والمهني في مجال أخلاقيات المهنة.
تطبيقات خاصة لمواجهة حروب الجيل الخامس
وتعددت التوصيات الخاصة بالورشة الثانية بعنوان «واقع الصحافة السمعية البصرية والمكتوبة والالكترونية في ظل التحديات الجديدة للذكاء الاصطناعي وتقنيات للجيل الخامس»، كما قدمها مقرر الورشة، من التدريب والتكوين الإعلامي المتخصص في الذكاء الاصطناعي، يكون بعيد المدى وليس لمدة يوم أو يومين لتحقيق الاستفادة الكاملة، إلى الاستثمار في مجال التطبيقات المدفوعة في مجال الذكاء الاصطناعي، و توقيع وتفعيل الاتفاقية بين وزارة الاتصال ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والاستفادة من آخر البحوث والابتكارات في مجال الذكاء الاصطناعي، وكذا إدراج مقاييس الذكاء الاصطناعي والمحتوى الإعلامي في معاهد كليات الإعلام والاتصال، و استغلال تطبيقات جزائرية محضة للحفاظ على البيانات الوطنية في ظل حروب الجيل الخامس.
تكوينات مكثفة لتمكين التصدي للهجمات الالكترونية المعادية للجزائر
كما عرفت الورشة الثالثة بعنوان «الاتصال المؤسساتي ودوره في الترويج لصورة الجزائر في الخارج»، عدة مخرجات قدمتها مقررة الورشة أبرزها اقتراح دورات تكوينية مكثفة لفائدة القائمين على الاتصال بالمؤسسات بشكل دوري في مجال الاتصال الاستراتيجي لإدارة الأزمات الاتصالية عبر الفضاءات الرقمية لأجل التصدي للحملات والهجمات الالكترونية المعادية للجزائر، استحداث مناصب مالية في مجال الاقتصاد والعلاقات العامة بالمؤسسات الجزائرية باعتبارها مناصب حيوية لها أهمية بالغة في الترويج لمؤسسات الدولة، تمتاز بالمهارات والمؤهلات والقدرات لممارسة أنشطة العلاقات العامة
كما تمثلت أخرى في ضرورة استغلال التكنولوجيات الرقمية والتطبيقات الذكية في مجال الاتصال المؤسساتي على غرار شبكات التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي في تنفيذ مجمل الاستراتيجيات الاتصالية والإعلامية التي من شأنها أن تعزز صورة الجزائر على الصعيد الدولي وتسهم في بناء سمعة رقمية لمؤسسات الدولة، إشراك صناع المحتوي ورواد المنصات الرقمية في إستراتجية تصميم الحملات الإعلامية والاتصالية بغرض الترويج للرسائل والمضامين التي تعكس انجازات الجزائر، تعميم استغلال أنظمة الرفض على مستوى كل المؤسسات بغرض مجابهة المعلومات المغلوطة والرد السريع عليها تفاديا لانتشارها.
الإسراع في ضمان الانتقال السلس والآمن نحو استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي
أما الورشة الرابعة التي كانت بعنوان «التكوين المتخصص والمتواصل واستشراف مهن المستقبل»، فتمثلت مخرجاتها في إعطاء أهمية للتكوين المتخصص والمستمر للصحفي مع مراعاة التكوين المكمل، ضرورة الاستمرارية في التكوين المتواصل وبصفة دورية لكل المنتسبين في قطاع الإعلام والاتصال، ضرورة الإسراع في ضمان الانتقال السلس والآمن نحو استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في المجال الإعلامي، تمكين الإعلاميين والصحافيين، والإداريين من أدوات الذكاء الاصطناعي وذلك بتوفير المعدات والتجهيزات الحديثة.
كما تمت الدعوة إلى الانفتاح على تجارب الدول الرائدة في مجال استخدام تكنولوجيات الإعلام والاتصال خاصة المتعلقة بالعمل الإعلامي، تعزيز الشراكة بين المؤسسات الإعلامية والجامعة بما يسمح بفتح فضاء آمن مشترك بهدف تبادل الخبرات، تحسين الوضعية السوسيومهنية لمنتسبي قطاع الإعلام، تكوين المكونين في مجال الإعلام والاتصال في مختلف التخصصات بما فيها التقنية.
ورشات متعددة المضامين أثمرت توصيات استحسنها الوزير
وعرفت الورشة الثانية التي تطرّقت إلى واقع الصحافة السمعية البصرية، المكتوبة والإلكترونية في ظل التحدّيات الجديدة للذكاء الاصطناعي وتقنيات الجيل الخامس حضورا معتبرا لممثلي مختلف وسائل الإعلام حيث تبادل ممارسو المهنة الآراء وتقدموا ببعض الاقتراحات في جو من التنظيم والمسؤولية، حيث تمت الدعوة إلى ضرورة تكوين كوادر الوسائل الإعلامية في مجال استخدام الذكاء الاصطناعي والتحكّم في تقنياته، إذ قال متدخل بالورشة إن كثيرا من الممارسين لا يتقنون استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي، لذلك يفترض حسبه تنظيم أيام تكوينية بالجامعات على الأقل مرتين في الأسبوع للتدريب على كيفية الاستخدام الموضوعي والصحيح لهذه التقنية. واستفسر أحد المتدخلين عن المخاطر التي يشكّلها استخدام تطبيق «شات جي بي تي» عند التعامل معه من قبل ممارسي المهنة وما مدى الخطر الذي تشكّله البيانات التي تمنح له، خاصة عند التواصل معه بغرض بناء لغوي أو فكري ومنحه بيانات للحصول على أخرى أكثر جودة، فيما ذكرت صحفية أنّ الجزائر تملك كفاءات عديدة مختصة في الذكاء الاصطناعي خارج الوطن بحيث يمكن الاستعانة بهم في استحداث تطبيقات خاصة بالجزائر بحيث تكون هذه التطبيقات آمنة عند استعمالها والابتعاد عن تلك الأجنبية التي تستغل المعلومات في غير صالح البلاد، فتكون للإعلاميين داخل الوطن وفق المتحدّثة إمكانيات أفضل في التحكم في هذه التقنيات وتقاطع هذا الاقتراح مع ما دعا اليه آخرون من خلال تساؤلهم حول مدى توفّر الأجهزة الكافية والعصرية والتفاوت في وجودها وكذا أنظمة حماية البيانات لمسايرة الذكاء الاصطناعي.من جهته تحدّث أحد الصحفيين المنتمين للإذاعة أنّ التطوّر التكنولوجي أوجب على هذه الوسيلة أن تواكب هذا التطوّر، وبالتالي ينبغي تكوين الصحفيين في مجال الملتيميديا على غرار التصوير والمونتاج وتوفير الإمكانيات اللازمة في هذا المجال عبر صحفيين متخصصين مما يسمح برفع الأداء الإعلامي للإذاعة وزيادة احترافيتها، فيما تطرّق متحدّث آخر إلى أنّ الإشكال حسبه يتعلّق بعدم الاعتماد على التطبيقات المدفوعة، ذلك أنّ نظيرتها التجريبية تقدّم جزءا فقط من العرض ولهذا يرى المتدخّل أنه ينبغي أن يصاحب التكوين الاستعانة بالتطبيقات المدفوعة، وتطرّق أحد المتدخلين إلى ضرورة تضمين قانون الإشهار الجزائري بمواد مرنة تتجاوب مع التطورات السريعة للإعلان التجاري في البيئة الرقمية.
إلى جانب ذلك قال في حديث هامشي مع النّصر مدير إذاعة ميلة وأحد مؤطري الورشة، لخضر بعوطة، عنها أنها كانت مثمرة لكون المتدخلين طرحوا الكثير من الانشغالات والهواجس من المستقبل، غير أنّه ينبغي قبل الحديث عن الذكاء الاصطناعي التطرّق للتحول الرقمي بمعني بتحويل المنتوج إلى محتوى رقمي بمختلف الأنماط التي تنشر عبر الوسائط، إذ لابد حسبه من التمكّن من فعل الإعلام الرقمي بكل أطيافه وعند التمرس فيها يمكن الحديث عن مستوى آخر يخص استعمال أدوات الذكاء الاصطناعي حيث أنّ هذه العملية ينبغي أن تمرّ عبر عدّة مراحل، لافتا إلى أنّ الجميع تحدّث مثلا عن «شات جي بي تي» لكن الحديث حسبه ينبغي أن يكون عن الأدوات وليس المولد في حدّ ذاته. وأردف المتحدّث أنّ المنتوج الخاص بالوطن قليل على مستوى المنصات لكن عند الحديث مع الصحفي يقول إنه تطرق لها منذ سنوات عديدة، وبالتالي ينبغي الرفع من مرئية المنتوج الرقمي الوطني عبر الوسائط والمنصات والاهتمام بمحركات البحث من خلال تقوية هذا المنتوج ما يسمح بديمومته، موضحا أن نقطة الوجودية هذه هي التي تحدث عنها الوزير من خلال تعريف بالمنتوج الوطني وعدم انتظار الآخرين للحديث بأشياء مغلوطة. ولم يختلف الأمر كثيرا بالورشة الثانية التي جاءت تحت عنوان التكوين المتخصص والمتواصل واستشراف مهن المستقبل حيث دعا المتدخلون إلى ضرورة تكوين الصحفي في المجال التقني باعتباره صانعا للفارق، كما تطرّق المتحدثون إلى ضرورة تحسين إمكانيات وظروف العمل والممارسة المهنية، زيادة إلى التدريب المتخصص من أجل تحري المزيد من الدقة في الحصول على المعلومات، كما ذهب آخرون لأبعد من ذلك من خلال اقتراح التكوين في الخارج، معتبرين أنّ الزمن الحالي يخص اكتساب المهارات وليس الشهادات، فيما تحدّثت أخرى عن أهمية التوظيف المتخصص من خلال وضع الرجل المناسب في المكان الذي يختص به. وقال مقرر ذات الورشة إن مسألة التكوين المتخصص والمتواصل مهمة باعتبار أنه لا يمكن للصحفي التطوير من مستواه إلا إذا خضع لصقل مهاراته من خلال هذه العملية، مضيفا أنه أمر لا مفر منه خاصة ومع ظهور مهن جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي والسرعة في نشر المعلومة والصورة، وبالتالي ينبغي مواكبة الصحفي لهذه الجوانب، موضحا أن التكوين المتخصص يشمل المجالين التقني والخاص بالحيّز الضيق.
حاتم بن كحول - إسلام قيدوم