لوّح رئيس اتحاد بوخضرة منصف هريو بالاستقالة، وأكد بأن مسيرته على رأس النادي، ستنتهي مباشرة بعد المباراة الأخيرة للموسم الجاري، عند استقبال اتحاد تبسة، مرجعا سبب ذلك إلى الوضعية التي يمر بها الاتحاد، والتي لا تشجع ـ حسبه ـ « على مواصلة العمل، لأن بقاء دار لقمان على حالها سيجعل السقوط المصير الحتمي في قادم المواسم».
هريو، وفي تصريح خص به النصر، أوضح بأن الجانب المادي يعد أكبر هاجس يثير المخاوف بخصوص مستقبل اتحاد بوخضرة، واستطرد بالقول: « الحقيقة التي لا يمكن إنكارها أن إمكانياتنا لا تسمح بالمراهنة على اللعب في بطولة ما بين الجهات لموسم آخر، لأننا بلغنا وضعية غابت فيها كل مؤشرات الانفراج، فأصبحنا عاجزين عن احتواء الأزمة، بعد طفو إشكالية المستحقات العالقة على السطح».
وأوضح هريو في معرض حديثه، بأن ميزانية تسيير النادي خلال الموسم الحالي اقتصرت على إعانة بمبلغ 400 مليون سنتيم، وهي القيمة التي لا تكفي ـ حسبه ـ «لتغطية مصاريف المنافسة، من عتاد، نقل، إطعام وإيواء، والمشكل القائم يتمثل في مستحقات اللاعبين، لأن المحافظة على توازن واستقرار المجموعة، يمر عبر هذا الجانب، لكننا اصطدمنا بهذه العقبة».
رئيس اتحاد بوخضرة، أكد بأن تلويحه بالانسحاب يعود بالدرجة الأولى إلى التخوف على مستقبل الفريق، وعدم القدرة على تحمل المسؤولية، وقال في هذا الصدد : «الظروف الصعبة التي عشناها خلال الموسم الجاري جسدت حجم المعاناة، لأنني وجدت نفسي مرغما على التكفل بمصاريف التسيير لتحقيق الهدف المسطر، والمنحصر في ضمان البقاء في قسم ما بين الجهات للموسم الثالث على التوالي، لكن ناقوس الخطر قد دق، والاستقالة أصبحت ضرورية، لأننا حاليا ثاني سفير للكرة العنابية في المنظومة الكروية الوطنية، إلا أن هذا «الامتياز» يبقى على الورق فقط، ولم تكن له انعكاسات إيجابية، خاصة من الناحية المادية، بل أن الأوضاع ازدادت تدهورا، بتقلص حجم الدعم المحصل عليه، مقارنة بما كنا عليه لما كان الفريق ينشط في الجهوي، وعليه فإن الانسحاب أملته هذه الظروف، لأنني أرفض أن يسقط الاتحاد وأنا رئيسا له، بعدما كنت قد ساهمت في صنع صعود تاريخي».
وفي رده عن سؤال بخصوص مشوار الفريق في الشطر المتبقي من الموسم الجاري، قال هريو: «مشكل المستحقات المالية أخلط حساباتنا في هذه المرحلة، خاصة وأننا لم نضمن البقاء بعد، وهذا ما كان سببا في الهزيمة الأخيرة داخل الديار أمام ترجي قالمة، حيث كان إضراب العديد من الركائز مؤثرا، وهذا ما يثير مخاوفنا في باقي المشوار، لأن تواصل الأزمة يبقينا تحت ضغط التخوف من السقوط، قبل 4 جولات من نهاية البطولة، وحساباتنا أصبحت مبنية على ضرورة تحقيق الانتصار بملعبنا، عندما نستقبل كل من اتحاد سدراتة واتحاد تبسة، حتى لو لعبنا بالأواسط، لأننا لم نعد قادرين على إقناع اللاعبين بوقع الإضراب، مادام مطلب المستحقات المالية مشروع، وهم الذين قدموا تضحيات كبيرة طيلة الموسم، وهدفنا هو النجاة، وبعد ذلك سيكون رمي المنشفة، وتسليم المشعل لرئيس جديد، والفريق في قسم ما بين الجهات، رغم إدراكنا المسبق بأن المستقبل يكتنفه الكثير من الغموض».
ص / فرطاس