شرع بمنطقة بئر هني في بلدية الخبانة، جنوب ولاية المسيلة، مساء أمس الأول، في انجاز سوق موسمية لبيع فاكهة المشمش، بعد أن أشرف الوالي على وضع حجر الأساس للمشروع الذي سيكون جاهزا لاستقبال المنتوج وتسويقه تزامنا وبداية موسم الجني منتصف شهر ماي.
وأوضح رئيس بلدية الخبانة، لدى تقديم عرض حول المشروع أمام والي المسيلة، رفقة الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية ببوسعادة، أن مدة انجاز المشروع لن تتجاوز فعليا 30 يوما، أي أن السوق ستكون عملية مع بداية موسم جني محصول المشمش الذي تعد المنطقة قطبا في إنتاجه وتحوز على مساحة معتبرة من منطقة المعذر الكبير.
وأفادت مصالح مديرية الفلاحة، بأن إقامة مشروع سوق جوارية موسمية للمشمش، كان مطلبا ملحا للفلاحين والمنتجين منذ سنوات طويلة، خصوصا وأن الولاية تعد قطبا وطنيا هاما في إنتاج هذا النوع من الفاكهة، حيث يتوقع جني أزيد من 500 ألف قنطار هذا الموسم، بعد زيادة المساحة المزرعة لتصل إلى 4000 هكتار، فيما كانت السنة الماضية في حدود 3200 هكتار.
وأشار رئيس مصلحة بمديرية الفلاحة، الهاشمي بن يونس، للنصر، أمس، أن مضاعفة المساحات المزروعة من فاكهة المشمش، الهدف منها الوصول إلى إنتاج أزيد من مليون قنطار خلال السنوات المقبلة والعودة بذلك إلى أمجاد سنتي 2008 و2010، حينما حققت الولاية منتوجا فاق المليون قنطار، إلا أن تراجع المنتوج راجع إلى عدة اعتبارات موضوعية، حسبه، خصوصا تقلص محيط سد القصب بعاصمة الولاية، الذي كان أهم أقطاب إنتاج المشمش على المستوى المحلي والوطني، سواء من حيث الكم ومن مختلف الأصناف اللذيذة ومن ذلك البليدة والبافي واللوزي التي يكثر الطلب عليها.
مضيفا أن المعذر الكبير الذي يمتد من بلديات بوسعادة والحوامد مرورا بأمسيف والخبانة وصولا إلى المعاريف، شكلت خلال السنوات الأخيرة، أهم المناطق المنتجة للمشمش، باعتبارها مناطق جذب للمستثمرين الذين أقاموا مستثمرات نموذجية يتجاوز بعضها 60 هكتارا والتي دخل الكثير منها حيز الإنتاج، لاسيما العديد من الفواكه الموسمية، على غرار المشمش وتحتل بمنطقتي امسيف والخبانة لوحدها، إجمالي 70 بالمائة من المساحة الإجمالية بالمعذر الكبير، حسبه.
وقد ساهمت جهود الدولة في تشجيع الفلاحين والمستثمرين، من خلال منحهم رخص حفر الآبار وربطهم بالكهرباء الفلاحية ودفعت بهم إلى توسيع مساحات غراسة الأشجار المثمرة التي ستكون منتجة في غضون 3 سنوات القادمة وبالتالي مساهمتها في بعث الروح في منتوج المشمش الذي سيجد في السوق الموسمية متنفسا لبيع المنتج مباشرة من الفلاح إلى التاجر.
وأوضح منتجون، أن آمالهم تجسدت رؤية العين وهو ما يمكن ربطهم بالتجار الذين يقصدون المنطقة من ولايات شمال البلاد وتحديدا من الجزائر العاصمة، بومرداس وتيبازة والبليدة وحتى من الولايات الجنوبية، لاقتناء المنتوج في بداية جني المحصول، إلا أن ما يزيد من تفاؤلهم أكثر، هو لو تنطلق الوحدات التحويلية، لاسيما وحدة «آغروديف»، في نشاطها مع بداية الجني، حتى يمكنها من اقتناء بعض أنواع المشمش التي توجه عادة للصناعات التحويلية، بدلا من إتلافها، خصوصا وأن موسم الجني يدوم عادة 30 يوما فحسب.
فار س قريشي