أطلقت وزارة الداخلية والجماعات المحلية و التهيئة العمرانية، أمس، بمعية قطاعات وزارية أخرى حملة وطنية لتحسيس المواطنين بالأثر الايجابي والدور الهام...
حدد بنك الجزائر، المبلغ الأقصى المسموح بإخراجه من العملة الأجنبية، من طرف المسافرين المقيمين وغير المقيمين، بما قيمته 7500 أورو، مرة واحدة في السنة...
وجهت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة صورية مولوجي تعليمات للمدراء الولائيين للقيام بخرجات ليلية عبر مختلف أنحاء الوطن، مع تجنيد الخلايا...
* نـظام المخـزن تحــالف مع القوى الاستعمــارية كشف عضو الحزب الوطني لجمهورية الريف، يوبا الغديوي، أمس السبت، أن تشكيلته السياسية ستتقدم قريبا إلى...
تحتفي الأسر الجزائرية بصيام أبنائها لأول مرة بطريقة خاصة، و إن كانت تختلف من منطقة لأخرى، إلا أنها تجتمع حول غاية واحدة و هي تحبيب الصغير في أداء فريضة الصيام ، و منحه شعورا مفعما بالإيمان و جعله يدرك بأنه كبر و بلغ مرحلة الإدراك و التمييز، كما ترافق صيامه أجواء احتفالية، وفق طقوس و عادات يتمسك بها الجزائريون رغم التطور الذي يشهده المجتمع.
إ.زياري
يستقبل الجزائريون الشهر الفضيل بعادات و تقاليد تختلف من منطقة لأخرى، إلا أن للأسرة التي تضم طفلا صغيرا يصوم لأول مرة، طقوسا مميزة في الاحتفال بهذا الحدث الهام، فتعويد الطفل على الصوم ليس أمرا هينا، و إن كان لا يبدأ قبل مرحلة التمدرس أو سن السادسة، فإنه حدث يحظى بعناية خاصة يجري التحضير لها مسبقا.
تقول السيدة لامية من قسنطينة، أن الصيام الأول للطفل يعد بمثابة عرس للعائلة، حيث يهتم الجميع بالصغير و يشجعونه على الصيام، و لو لنصف يوم، مضيفة أن تعويد الأطفال، خاصة في فترة الدراسة و تزامن ذلك مع ارتفاع درجات الحرارة على الصيام، ليس أمرا سهلا ، لكن لا بد من تعويد الطفل على الصيام تدريجيا ليوم كامل، استعدادا لصيام شهر كامل عندما يصبح ملزما بذلك شرعا.
الزهر و السكر ليحلو الصيام و الحياة
قالت السيدة مرزاقة أن طقوس الإحتفال بالطفل الذي يصوم لأول مرة بقسنطينة لم تتغير بالنسبة لمعظم الأسر، فحتى لو تخلت عن بعض تقاليدها الأخرى، إلا أنها لا تزال تتمسك بهذا الحدث الهام، حيث يجري الاستعداد مسبقا بتحضير الطفل الصغير نفسيا لصيام يوم كامل، مع مراقبته، خوفا من تعرضه لأي ضرر صحي، و كمكافأة له، يخرج مع والده للتسوق و شراء هدية. أما عند الإفطار، فيحظى بشرف الجلوس على مائدة الكبار التي عادة ما يحرم منها الصغار غير الصائمين، و يتناول كل ما يشتهي من أطباق، يخبر أمه مسبقا بقائمتها.
المعادن النفيسة مكافأة الصغار الصائمين
أما عما يفطر عليه الطفل، قالت السيدة مرزاقة أنها حريصة على منح أحفادها قطعة سكر عند حلول موعد الإفطار، و هي عادة قديمة بقسنطينة، ترمز للرغبة في أن يعيش الأطفال حياة حلوة و يحلو لهم الصيام. في حين تفضل بعض العائلات أن تقدم للابن أو الحفيد في ذات الموعد كمية من الماء ممزوجة بماء الزهر الطبيعي المقطر، مع وضع قطعة ذهبية في الكوب غالبا ما تكون «لويزة»، و تحرص أخرى على إقامة ما يشبه الاحتفال بالمناسبة، فيرتدي الطفل أو البنت لباسا تقليديا، و تضاء الشموع و تقام سهرة خاصة على شرف الصائم الصغير، و قالت السيدة مرزاقة أن هذه عادة تعتبر حديثة في هذه المناسبة، إلا أنها جيدة في نظرها، مادامت ترسخ الحفاظ على العادات و التقاليد. وبالوسط الجزائري تنتشر طقوس يحافظ عليها معظم سكان الجزائر العاصمة، البليدة، و كذا منطقة القبائل، حيث تقول الحاجة فاطمة أن الصيام الأول للطفل يشكل حدثا مهما، يجري التحضير له مسبقا، من خلال إعداد مائدة إفطار خاصة على شرفه، كما يتم إلباسه زيا تقليديا، مضيفة أن الأم أو الجدة تحضر له كل ما يشتهيه من أطباق، بينما يفطر على كوب من الماء به خاتم فضة. أما بمنطقة تيزي وزو ، قالت السيدة تينهينان أن أول صيام لأبنائهم يجب أن يكون في منتصف شهر رمضان أو في ليلة القدر، و ينقل الطفل الصائم، سواء إلى سطح المنزل عند آذان المغرب، ليفطر على الحليب و التمر، لضمان علو شأنه، حسب الاعتقاد السائد هناك، و ليشعر أن صيامه إنجاز كبير يستحق أن يصعد بسببه إلى أعلى مكان في البيت، كما يحضر عشاء خاص و سهرة مميزة تقدم خلالها «الطمينة» ، مع الحناء التي تخصص للفتيات.
أطفال الغرب.. ملوك رمضان
و لسكان الغرب الجزائري عاداتهم الخاصة في الاحتفال بالصيام الأول لأبنائهم، حيث قالت السيدة سلمى من ولاية مستغانم، أن في ولايتها و كذا في تلمسان و وهران و جميع ولايات الغرب، يحتفلون بنفس الطريقة في هذه المناسبة، حيث يقدمون للطفل كوبا من الحليب داخله حلية من الذهب الخالص، ليفطر عليها بعد صيام يوم كامل، كهدية له لصبره و تحمله مشقة الصيام، بينما يتم إلباسه زيا تقليديا، خاصة البنت التي ترتدي الشدة التلمسانية و تزين بحلي من ذهب و فضة، و تزف في موكب عائلي و كأنها ملكة أو عروس.
كما أشارت المتحدثة إلى أن الاحتفال و إن كان يقتصر بالنسبة للبعض على هذه العادة التي لا يزال سكان الغرب الجزائري يتمسكون بها إلى غاية اليوم، فهو يتميز أيضا بتنظيم عشاء خاص على شرف الصائم، بينما يفضل البعض إقامة حفلة بعد الإفطار في جو عائلي بهيج، يرسخ الحدث في أذهان الأبناء و يحببهم في الصيام كأحد أركان الإسلام الخمسة.