الضحية سعادة عربان أكدت أن الروائي استغل قصتها في رواية حوريات بدون إذنها أعلنت المحامية الأستاذة فاطمة الزهراء بن براهم اليوم الخميس عن رفع قضية أمام محكمة وهران...
* رئيس الجمهورية يؤكد على ضرورة الالتزام بدعم الحكم الرشيد والشفافية في القارةأشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بصفته رئيسا لمنتدى دول...
أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء، عزم الجزائر، بفضل أبنائها...
طالب مقررون أمميون من مجلس حقوق الإنسان، الحكومة الفرنسية بتزويدهم بجميع المعلومات والبيانات المتعلقة بتجاربها النووية في الجزائر، بما فيها المواقع المحددة...
يوفر المركز النفسي البيداغوجي للأطفال المعاقين ذهنيا بالدبيلة بالوادي، وأغلبهم مصابون بمتلازمة داون، ورشات خاصة ضمن مسار ما قبل التمهين، لصقل مواهب عدد من الأطفال المتكفل بهم وتكوينهم في مجال البستنة، إذ يستفيدون من توجيه متخصص للتحكم في الحرفة والتمكن من الزرع و الجني داخل مزرعة نموذجية توفر لهم ما يستهلكونه داخل مطعم المركز.
زارت النصر، خلال الأيام القليلة الماضية، المزرعة النموذجية لأطفال المركز النفسي البيداغوجي بالدبيلة، الذي يقع على بعد 24 كلم شرق وسط المدينة، أين وقفت على مدى براعة الأطفال ذوي الهمم في العناية بالأرض التي استحدثت عليها مزرعة نموذجية بيداغوجية في المحيط الداخلي للمركز، يجنون منها المحاصيل التي يسهرون في الأساس على زراعتها وحمايتها طيلة الموسم الشتوي، مع التحضير لزراعة محاصيل صيفية.
وقال الأساتذة المشرفون على التكوين التأهيلي للمتربصين، إنهم رغم الصعوبات الكبيرة التي واجهوها في بداية المشروع وعملية التدريب العملي يوميا داخل المركز، فقد استطاعوا النجاح بفضل الصبر والمثابرة للرقي بالتجربة، و الاستمرار في تعليم الأطفال حرفة البستنة، مؤكدين على أهمية زرع الانضباط فيهم، بداية من الاستعداد الصباحي وارتداء اللباس المخصص لنشاطهم، وصولا إلى تعويدهم على حمل العتاد والحرص على سلامتهم.
وأوضحوا، بأن السر في النجاح يتمثل في ثلاثة عناصر هي التكرار و الإصرار والصبر، ليتمكن الطفل من حفظ وتعلم العملية ككل أو تقنية من تقنيات المزرعة، لأن التكرار مهم لترسيخ المعلومات و الإصرار مفيد لاكتشاف قدرات كل واحد في المجموعات، خصوصا وأن هناك فروقات فردية فيما يتعلق بسرعة الاستيعاب العقلي، وهو ما يصعب المهمة أحيانا و يستوجب الصبر.
وذكر مؤطرون، أن هذا النوع من التكوين الذي استحدثته الجهات الوصية بالتنسيق مع قطاع التكوين المهني والتمهين، بما يتماشى وقدرات المتربصين الجسدية والعقلية، مفيد ومهم جدا لهم حتى يصلوا مستقبلا إلى بر الأمان بفضل شهادة مهنية تمكنهم من ممارسة نشاط أو وظيفة مناسبة، حتى أو عمل لحسابهم الخاص بمساعدة أوليائهم، نظرا لما تتميز به المنطقة من نشاط فلاحي. كما استحسن أولياء تحدثنا إليهم، العملية ككل لأنها ستمكن أبناءهم من تعلم وكسب مهارة تسهل عليهم ملأ فراغهم وتفتح لهم باب رزق مستقبلا، وقالوا إنه من المهم أن يحصل المتربص على شهادة تسمح له في مرحلة لاحقة بالسعي للحصول على قطعة أرض لإنشاء مستثمرة، فمن المهم حسب أحد الآباء، أن يعمل طفله المصاب بمتلازمة داون في أرضه ومشروعه، مع ضمان المرافقة لتلبية كل احتياجاته من أدوات و بذور وشتلات و غير ذلك.
كما استطاع الأساتذة الذين يشرفون على تأهيل الدفعة بالمركز ذاته، زرع ثقافة تنظيم المعدات واللوازم التي تستعمل في الحقل من ألسبه وعتاد يدوي، فضلا عن غرس روح الفريق بين الطاقم المتربص.
محاصيل طبيعـية من المزرعـة إلى مطعم المــركز
وقد تمكن الأطفال المتربصون، من إنتاج والحصول على خضروات طبيعية تكاد تكون خالية من الأدوية الفلاحية، لاعتمادهم على سماد عضوي طبيعي من مخلفات الحيوانات يلبي الحاجة الفلاحية، بالإضافة إلى اعتماد الزراعة فوق البساط البلاستيكي لبعض المحاصيل ما يمنع نمو الأعشاب الضارة وتمرير المياه عبر شبكة التقطير أسفلها.
ونجح الفلاحون الصغار هذا الموسم، في توفير محاصيل مثل البطاطا والطماطم والفول الأخضر، غطت حاجة مطعم مركزهم البيداغوجي لأيام، ويطمح طاقم المركز إلى توسعة المساحة المغروسة، لتجربة محاصيل أخرى تتناسب وقدرات المتربصين ومهاراتهم. وجهز الطاقم التربوي بالمركز، ركنا خاصا لتربية بعض الطيور والحيوانات الأليفة داخل أقفاص على غرار عصافير الزينة و الدجاج والحمام، إلى جانب توفير بعض الأرانب لتلقين المتكونين أساليب رعايتها والاهتمام بها من مأكل ومشرب ونظافة لأقفاصها، التي توجه مخلفاته للاستخدام كسماد في المزرعة.
وحسب القائمين على التجربة، فإن الركن الخاص بتربية هذه الطيور والحيوانات الأليفة يفتح لهم بابا آخر للنشاط إلى جانب البستنة، خاصة مع وجود الرغبة والاهتمام من طرف ذوي الهمم في رعاية الحمام و الدجاج وحتى عصافير الزينة، وكلها طيور مطلوبة في السوق بدليل وجود سوق أسبوعية يلتقي فيها كافة المهتمين بهذا الميدان بغرض الشراء أو البيع.
واختتمت النصر، زيارتها للمركز النفسي البيداغوجي للأطفال المعاقين ذهنيا بالدبيلة، بمشاركتهم في زراعة شتلات فاكهة البطيخ الأحمر المعروف محليا بالدلاع، وهي فاكهة يبدأ تحضير محصولها حاليا، ليتم جنيها في فصل الصيف، وقد أصر المتربصون الصغار على زراعتها لأجل الاستمتاع بجني ثمارها صيفيا.
افتتح المركز النفسي البيداغوجي للأطفال المعوقين ذهنيا بالدبيلة في الوادي، أواخر سنة 2016 بإقليم بلدية الدبيلة، يتربع على مساحة 40 ألف متر مربع منها 4378 مترا مربعا مبنية، طاقته الاستيعابية 120 طفلا، يتكفل حاليا بـ 70 طفلا بنظام نصف داخلي، إضافة إلى 28 طفلا ضمن النظام الخارجي.
منصر البشير