تزايد الاهتمام بتربية أسماك الزينة: قطــع ديكــور تنقــل أعمــاق البحــار إلــى البيــوت

زاد الإقبال على تربية أسماك الزينة في المنازل، لما توفره من راحة نفسية و تخفيف من حالة الإجهاد الذهني، فتحولت بمرور الوقت من مجرد تسلية إلى هواية تتطلب رعاية دائمة و إطلاع على أسرار حياة الأسماك التي تعيش في الأحواض العذبة.
هواية تربية الأسماك فرضت نفسها في  منازل  الكثير من المواطنين و يشترك في رعايتها جميع أفراد العائلة، كونها مصدر ترفيه و تسلية و قطعة ديكور لا يمكن إهمالها، خصوصا من طرف ربات البيوت  اللائي يخصصن لها مكانا ملائما يسر الناظرين، و يقدر ثمن حوض لتربية الأسماك متوسط الحجم بين 8 إلى 10 آلاف دينار جزائري، دون احتساب نوع السمك و التجهيزات الخاصة كجهاز تنظيف و ترشيح المياه «فلتر» و مواد  للزينة و الأضواء الداخلية التي تعكس ألوانا زاهية، مع شراء أغذية مجففة من السردين.
أنواع هادئـة  مسالمـة
و أخـرى مفتـرسـة
 و تقدر التكلفة الإجمالية لحوض أسماك عادي بمستلزماته، حسب مراد م، 45 سنة، بائع أحواض الزينة بولاية عين الدفلى بنحو 20 ألف دج ، و تختلف التكلفة حسب نوعية الأحواض و الأسماك التي تتعدد فيها الألوان و الأنواع، منها الأسماك المسالمة ك»الجولد» و «الكوري» ، أما «السلفر»، فلا تفضل العيش مع أي نوع آخر و اعتبر سمكتي «البليكو» و»الكوري كات فيش»، مهمتين في أي حوض،لأن «البليكو «تأكل الطحالب والكوري تأكل بقايا الأكل فيطلق عليهما «الزبال».
و توجد أنواع مشاكسة وهي من الأسماك الولودة أشهرها، يضيف محدثنا، «الجوبي المولي السورد لبلاتي»، أسماك «البارب» ،أسماك «الشارك»، الشبيهة بحوت القرش من حيث شكلها ،وتوجد أيضا أنواع تستقطب أكثر هواة تربية أسماك الزينة كأسماك الأنجل و اليسكس، وهي أسماك هادئة.
 ومن بين أسماك الزينة التي تتصف بالعدوانية «السيكليد الأفريقي» و «الأوسكار الأمريكي» و سمكة الشبح السوداء، ذات الرقصات الجميلة و سمكة «الباكو» العملاقة، ويحذر مراد من بعض أسماك الزينة وهي أسماك مفترسة ولا يمكن أن تتعايش مع باقي الأسماك المذكورة و من بينها « الأروانا « التي تعد أغلى سمكة في عالم أسماك الزينة و «السناك هيد»، وهي  عبارة عن خليط بين سمكة و ثعبان، وسمكة السكين «الكلاون « وهناك أسماك من عائلة «كات فيش»، ذات الفم الكبير التي تأكل الأسماك.
الإلمــام بقواعد التربية ضروري لتحاشي النفوق
و يجب على الهواة، معرفة أسرار حياة السمك و طرق و ظروف عيشها، فالكثير من العائلات تشتكي من نفوق أسماكها و ترغب في معرفة السبب، نظرا لنقص ثقافتها في هذا المجال، قال مراد الذي امتهن هذا النشاط لأزيد من 15 سنة.
أسماك الزينة هي الأخرى تشهد تقلبات في أسعارها، حيث تستورد معظمها من عدة دول من العالم تنقل بواسطة باخرة مختصة، ويدر هذا النشاط أموالا طائلة فكثير من العائلات،بين مراد، تسترزق منها كبقية الأنشطة الأخرى وعليه تجد في كافة المدن محلات متعددة لبيع أسماك الزينة ومختلف التجهيزات و العتاد اللازم لتربيتها و العناية بها ،حتى أن الإقبال عليها أضحى لافتا للانتباه.  ذكر علي، أحد المهتمين بهذا النشاط الترفيهي، بأنه اكتسب تجربة كبيرة من خلال تعامله اليومي و الاطلاع على حياة الأسماك في الأحواض و احتكاكه الدائم مع الهواة،و  ليس من السهل، كما قال، إغفال بعض الجوانب، من بينها حسن اختيار الحوض أولا، و التأكد من نظافته وسلامة الأسماك من أي مرض. و أضاف: «يجب أن تتمتع بنشاط وحيوية وأن تكون زعانفها سليمة و من الضروري التفريق بين مختلف أنواع الأسماك، سواء المسالمة أو المشاكسة و المفترسة، فلكل نوع حياته الخاصة، و لا بد من الأخذ بعين الاعتبار قواعد تقديم الغذاء المناسب والتغيير الدوري للمياه و المواد التي قد تتفاعل مع الماء والتي تسبب تغيير في قيمته و إنتاج مواد سامة تنتج عن تفاعلات الأكسدة ،فهي ليست قطع ديكور جامدة بل كائنات حية تتطلب اهتماما خاصا و مستمرا. «إن عالم تربية أسماك الزينة شاسع جدا، يتطلب إطلاعا و ممارسة كبيرة لضمان حياتها، فهذه الكائنات الحية الجميلة ليست مجرد وسيلة للتسلية و قضاء وقت للراحة»، تقول السيدة أم هاني التي تفاجأت ذات يوم بنفوق أسماكها خلال عطلة الصيف، لأنها تركتها دون غذاء لفترة طويلة مع اتساخ المياه، و شعرت بتأنيب الضمير.  سلامة الأسماك تنبع من العناية بها كباقي أفراد العائلة، فهي بحاجة إلى التنظيف، التغذية، إطفاء وإشعال إنارة الحوض، قياس درجة حرارة الماء وغيرها من المهام للحفاظ على سلامتها وتحقيق المتعة المرجوة من وجودها في بيتنا و حياتنا.             

هشام. ج