الجزائر تضيّع 3800 مليار سنويا لعدم رسكلة النفايات
كشف الخبير في البيئة بلقاسم بن بوزيد أمس خلال دورة تكوينية بقسنطينة، بأن قيمة النفايات التي ترمى سنويا دون استرجاعها تقدر بحوالي 3800 مليار سنتيم، فيما يصل وزنها إلى حوالي 12 مليون طن سنويا.
ودعا الخبير المذكور، في مداخلته حول الفرز الانتقائي وجمع النّفايات، الجمعيات الناشطة في المجال البيئي إلى اكتساب المعارف اللازمة حول عملية الفرز الانتقائي والاطّلاع على الأطر القانونية التي تنظم مجال تسيير النفايات مع ضرورة تحسيس المواطن، كما شدد على ضرورة التعريف بمختلف أنواع النفايات وطرق تدويرها، مشيرا إلى أنّ الإلمام بهذه الجوانب، يُمكّن الفاعلين في القطاع من التحسيس الأمثل للمواطن، كالدعوة إلى الالتزام بمواقيت رمي النفايات، مع فرز وفصل كل مادة على حدة للمساعدة على استرجاعها وتدويرها، بما فيها نفايات الحديد والألمنيوم. وحذّر نفس المصدر من أن المحلول السائل الناتج عن تراكم النفايات في أماكن الرمي خطير جدا ويؤثر على المحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية.
ونبه المتحدث، على هامش الدورة التكوينية، بأن المواطن يرمي كل عام نحو 12 مليون طن من النفايات، وتقدر قيمتها بـ3800 مليار سنتيم، مشيرا إلى أن هذه النفايات تحتاج لمستثمرين لتدويرها، ما سيساهم في إنعاش الاقتصاد الوطني والتقليص من فاتورة الاستيراد، خاصة ما يتعلق بالأسمدة الكيميائية المستعملة في المحاصيل الزراعية، موضحا بأنّه يمكن استخراج العديد من المواد من النفايات في مقدمتها الأسمدة.
وقدم الخبير مثالا فيما يتعلق بتقليم الأشجار وطرق استغلال بقاياها، بجمعها وطحنها في ماكينات خاصة ووضعها بعد ذلك في مكان ما، لترشّ بالماء، وتصبح بعد خمسة أو ستة أشهر تصبح ذُبَالًا ، وتستعمل في المجال الزراعي لاحتوائها على المازوت والفوسفور والبوتاسيوم والحديد وكلّ العناصر المعدنية التي تحتاجها النبتة.
واحتضن الدورة التكوينية المعهد الوطني لتكوين إطارات الشبيبة والرياضة بقسنطينة، ونظمها المعهد الوطني للتكوينات البيئية بالتنسيق مع مديرية البيئة لولاية قسنطينة وجمعية حماية الطبيعة والبيئة، بمبادرة من وزارة البيئة والطاقات المتجددة لفائدة جمعيات بيئية من خمس ولايات هي قسنطينة وقالمة وسكيكدة وجيجل والطارف، حيث تضمنت محور التربية البيئية من أجل تنمية مستدامة، وتهدف إلى السماح لمختلف الفاعلين بالوصول لنفس المبادئ البيئية، بالإضافة إلى محور المساحات الخضراء، الذي تضمّن طرح تجارب وتبادل خبرات، مع الحث على دور المساحات الخضراء في التهيئة الحضرية والتنمية المستدامة للمدن. و قد تم التطرق أيضا إلى كيفية انجاز مشروع، فيما نظمت خرجات ميدانية لحديقة جبل الوحش ومحطة تحويل النفايات في الكلم 13 بعين سمارة، وقصر الباي، بالإضافة إلى ورشات التنظيف والغرس.
أسماء بوقرن