مستوى الجامعة في تدهور و المعدلات ليست معيارا للتفوق
انتقد طلبة متفوّقون من جامعة الإخوة منتوري، المستوى التعليمي بالجامعة الجزائرية و قالوا بأنه في تدهور مستمر ، و أكدوا أن المعدل لم يعد معيارا للتفوق، و اتفق عدد منهم على أن حب مجال الدراسة يظل السر الأكبر في سبيل تحقيق النجاح و أن الكم يطغى على الكيف في الدراسات العليا اليوم. النصر التقت بعدد من المتفوّقين في مرحلتي ليسانس و ماستر بجامعة قسنطينة 1 أثناء حفل التخرج و رصدت آرائهم كمتفوّقين في الجامعة و نظرتهم للمستقبل بإعتبارهم من المتحصلين على أكبر المعدلات في تخصصات مختلفة.
أوضح سفيان بن قارة الطالب المتحصل على أعلى معدل في شهادة الليسانس بقسم اللغة الفرنسية، أن مصالح الجامعة لم تتصل به من أجل حضور حفل التكريم، وانتقد المستوى التعليمي بالجامعة، حيث لا يعتبره معيارا للنجاح.
وقال محدثنا، على هامش حفل تكريم المتفوقين بالجامعة بأن عدم اتصال الجامعة به بحجة عدم تركه رقمه هاتفه بالإدارة قد حرمه من مشاركة فرحة التفوق مع أفراد عائلته وأصدقائه، حيث لم يعلم بتكريمه إلا بعد اتصال من أحد أصدقائه الحاضرين، بالرغم من أنه لا يعتبر تفوقه بمعدل أكبر من 15 على مستوى المتحصلين على شهادة الليسانس بقسم اللغة الفرنسية، نجاحا مطلقا وإنما مجرد نقطة عبور، نظرا لما وصفه بـ”تدني المستوى التعليمي بسبب التبلد الذي شهده منذ سنوات”، حيث قال بأن تفوقه لا يقوم على المجهود الفردي أو العمل بما توفره الجامعة، إذ تكفي- حسبه - مراجعة الدروس بشكل بسيط عشية الاختبارات من أجل النجاح بمعدل مرتفع.
وأسر سفيان بأنه لم يشعر طوال مشواره الجامعي بكلية الآداب واللغات الأجنبية بأية تحديات أو اختبار لمعارفه ومكتسباته المعرفية، مشيرا إلى أنه اختار تخصص اللغة الفرنسية عن حب، بعدما تحصل قبل ذلك على شهادة ليسانس في الفيزياء، قال بأنه اختار دراستها تحت ضغط من عائلته، حيث لم يحقق فيها تميزا.
اعتبر الطالب بودبان كمال المتفوق في تخصص اللسانيات على مستوى كلية اللغة العربية وآدابها على مستوى جامعة الإخوة منتوري بأنه لم يحقق تفوقا مطلقا، معبرا عن حبه للغة العربية وتفضيلها له عن كل التخصصات الأخرى.
وأشار صاحب معدل 15.62 في ماستر اللسانيات وتطبيقاتها، بأن العديد من الطلبة حققوا معدلات قريبة من معدله، واعتبر أن الاجتهاد يظل السبيل الوحيد نحو تحقيق أي نجاح، حيث نبه إلى أنه اجتهد كثيرا باغتنام التسهيلات التي وفرتها له الجامعة وبذله مجهودا شخصيا كبيرا، فضلا عن اعتماده على التقسيم الجيد للوقت من خلال إعطاء الوقت اللازم لمختلف الأنشطة، كما أضاف بأنه اختار تخصص اللغة العربية عن حب، بعدما كان متفوقا في شعبة العلوم بالثانوية، مشيرا إلى أنه يفضل اللغة العربية على جميع التخصصات الأخرى.
قال بالدي ماموتو، الطالب المالي المتفوق بالماستر على مستوى كلية البيوطبي بجامعة الإخوة منتوري بأن النجاح لا يعتمد على أية أسرار وإنما يأتي من العمل والمثابرة والجرأة في الدراسة.
وأوضح المتحدث الحاصل على معدل 13.39، بأنه هجر وطنه منذ أزيد من 5 سنوات بسبب دراسته في الجزائر، حيث أكد بأنه هنا من أجل هدف واضح قد وصل إليه في النهاية، مشيرا إلى أن مجهوداته العلمية يبذلها من أجل نفسه بالدرجة الأولى وعائلته وجميع الماليين، كما نبه إلى أنه سيواصل تحقيق أهداف أخرى بالوصول إلى درجات أعلى من الدراسات العليا.
قال طالب الفيزياء نمول عمر المتحصل على معدل 18.30 في ماستر تخصص فيزياء الجسيمات الدقيقة، بأن الجامعة أصبحت تعتمد على الكم أكثر من النوع، مشيرا إلى أنه واجه صعوبات كثيرة خلال مشواره، الذي اعتمد فيه على الدراسة بشكل فردي.
وأوضح ابن الـ24 ربيعا بأن الجامعة في تدهور مستمر بعد أن تحولت إلى مجرد مكان لتشغيل الأشخاص، حيث أشار إلى أنه كان محظوظا لأن أغلب الأساتذة الذين درس لديهم بمخبر الفيزياء متخرجون من جامعات أجنبية، ويملكون طريقة جيدة في التدريس، منبها إلى أنه يقوم بالدراسة خلال العطلة الصيفية بشكل فردي، بعدما اعتمد على هذه الطريقة خلال كل مشواره الجامعي، إلا أنه أسر بأنه لا يشعر بفرق بينه وبين الطلبة غير المبالين بالدراسة، مضيفا بأنه تحصل على منحة من جامعة أمريكية بكندا، إلا أنه يظل مترددا في الذهاب إلى هناك، خوفا من صعوبة العودة إلى أرض الوطن، بسبب القوانين المتعلقة بمعادلة الشهادة وإعطاء الأولوية لطلبة الذين درسوا بالجزائر، حيث اعتبر بأن ليس هناك تشجيع على عودة الأدمغة.
أما عن دراسته فقال نمول عمر، بأنه اختار تخصص علوم المادة عن حب بعد نيله الباكالوريا ، بالرغم من أنها شعبة يتهرب منها الكثير من الطلبة، خصوصا وأنها لا تتطلب أكثر من معدل 10، حيث قال بأن تفوقه كان بفضل الله ومساعدة أفراد أسرته، التي وفرت له الجو الملائم للنجاح، فضلا عن الاجتهاد والعمل الدؤوب.
أرجعت المتفوقة الأولى وطنيا في شهادة التعليم المتوسط لهذه السنة، وصاحبة أعلى معدل منذ استقلال الجزائر، لين بريوة، من متوسطة الإخوة العمراني بباتنة، سر تفوقها، بعد أن حققت معدل 19.92، إلى الدراسة بجد وانضباط وقبله إيمان على أن النصر من الله لايكون إلا بعد الاجتهاد على حد قولها، وأرجعت أيضا الفضل فيما حققته من نتيجة لتحفيز وتشجيع والديها اللذين هما قدوتها، بالإضافة لأساتذتها وصديقاتها.
وبدت لين متواضعة، وقالت في لقائنا بها رفقة والدها في مقر مكتب “النصر”،بأنها لطالما كانت تحقق نتائج ممتازة ومعدل 19 في الامتحانات على غرار المعدل الثلاثي الأخير قبل اجتيازها لامتحانات شهادة التعليم المتوسط، حيث تحصلت على معدل 19.39، غير أنها لم تكن تتوقع احتلال المرتبة الأولى وطنيا في شهادة التعليم المتوسط، وأعلى معدل منذ الاستقلال في تاريخ الجزائر، وأضافت بأن والدها وصديقاتها في الدراسة كانوا يؤمنون بأنها ستحقق المرتبة الأولى وطنيا وهو ما كانت تقوله لها دائما صديقتها آية الأمر الذي كان يشجعها.
لين صاحبة 15 ربيعا قالت بأن حلمها في الصغر كان بأن تصبح طبيبة أطفال أو في الطب العسكري أو مهندسة معمارية، غير أن شغفها بالعلوم ومختلف المعارف مع مرور السنوات جعل حلمها يكبر باكتشاف وتعلم المزيد من المعارف دون أن تحدد ما تصبو إليه، وهو ما جعلها تحب جميع المواد الدراسية، وتتفوق فيها كلها، وبالإضافة لما تقرأه في البرنامج الدراسي فهي شغوفة بقراءة كتب إبراهيم الفقي في التنمية البشرية والطريق للنجاح وتقرأ أيضا لجبران خليل جبران.
وأثنت لين على مجهودات أساتذتها وصديقاتها في مساعدتها من خلال العمل المشترك أثناء الدراسة وهو ما أكد عليه والدها مشيرا إلى أن مؤسستها لم تعرف إضرابا ولو ليوم واحد خلال السنة الدراسية ما ساهم في الاستقرار للتلاميذ، وهو ما ذهب إليه مدير المؤسسة الذي اعتبر نتيجة لين ليست بالمفاجأة بالنظر لتفوقها طيلة مسيرتها الدراسية، مشيرا لتحقيق مؤسسته نسبة نجاح قدرت بـ95 بالمائة.
والد لين المهندس في الإلكترونيك والروبوتيك و والدتها دكتوراه في البيطرة كانا يقفان وراءها دائما، بتحفيزها على الاجتهاد في الدراسة بعد التوكل على الله وهو ما أكدته لين.
يـاسين/ع