حنان نظمت وقتها و ضاعفت جهدها و مارست هوايتها و هذا سر نجاحها
تربعت هذا العام التلميذة جدال حنان على عرش المتوجين بشهادة البكالوريا ،وحققت حلمها وأماني والديها،لقد ثابرت عبر مسيرة دراسية متوازنة لتكون مفخرة بلدية العامرية الهادئة، بعين تموشنت، هي إذن الأولى وطنيا في باك 2015 ،بمعدل 19,08، اتصلت بها النصر ساعات بعد نشر النتائج و بلوغها الخبر، فلم تتمالك حنان نفسها من الفرحة، و اتصلت مباشرة بخالقها الذي وفقها لهذا النجاح وبدأت تصلي وتشكر، وتتمنى لزملائها الذين لم ينجحوا حظا موفقا الموسم القادم.
تنحدر حنان التي تبلغ 17 سنة، من عائلة بسيطة في منطقة العامرية بعين تموشنت، ينتمي والداها لأسرة التعليم، فوالدها أستاذ في المتوسط وأمها في الإبتدائي، لكنها فرضت التحدي بمثابرتها وجديتها في الدراسة عبر جميع الأطوار التعليمية، ولم تكن سنة النهائي مختلفة عن غيرها من سنوات الدراسة، الأمر الذي جعلها تتربع على عرش الناجحين في بكالوريا 2015 وبمعدل قياسي 19,08 كونها تحصلت عليه في مادة الرياضيات التقنية تخصص هندسة الطرائق، التي يتهرب منها الكثيرون ويعتبرونها صعبة. حنان وجدت الأمر هينا وفي متناولها ،لتجتاز أصعب مرحلة تعليمية وهي البكالوريا وتشرف نفسها وكل عائلتها بالنجاح الكبير، تقول حنان أنها في السنة النهائية ضاعفت مجهوداتها وفق برنامج سطرته هي لنفسها، فكانت يوميا تراجع وتحل تمارين ومسائل المواد غير الأساسية بالنسبة لشعبتها، أما فترات الراحة الدراسية الرسمية يعني الثلاثاء والخميس مساء والجمعة والسبت، فكانت أوقات صارمة في المراجعة وحل تمارين ومسائل المواد الأساسية مثل الفيزياء وهندسة الطرائق، حيث كانت، حسبما ذكرت للنصر، تركز فيها كثيرا،وأضافت حنان أنها لم تلجأ للدروس الخصوصية طيلة مسيرتها الدراسية، بل ساعدها أساتذتها ببعض دروس الدعم عندما لاحظوا اجتهادها خاصة أستاذ الفيزياء وأستاذة هندسة الطرائق، وهذا ما ساعدها أكثر على مواجهة الصعوبات في حل بعض التمارين والمسائل. ما بين البرنامج اليومي المسطر وتنظيم الوقت ودروس الدعم تأرجحت حنان على مدار أشهر لتحقق نجاحها الباهر. وضمن هذا البرنامج أدرجت حنان فترات لممارسة هوايتها وهي المطالعة وقراءة بعض الروايات من أجل الاستراحة، وكذا من أجل تنمية معارفها، مثلما أشارت ،فكانت معظم الكتب تتعلق بالخيال العلمي والقصص البوليسية وكتب لترقية قدراتها في اللغة الإنجليزية، وهي لغة أغلبية الكتب التي تطالعها مؤكدة:»أحب اللغة الإنجليزية وأقرأ كل جديد في كتب هذه اللغة».
وحول طموحاتها المستقبلية تستشرف حنان مواصلة الدراسة في مجال البيتروكيمياء الذي يستهويها، وهنا ذكرت لنا نكتة تعرضت لها عندما كشفت عن هذا الطموح: «عندما قلت لزملائي أنني سأواصل دراستي في البيتروكيمياء، رد الجميع بأنه عندما بدأ البترول يتناقص ويؤول للزوال تفكرين في دراسته.» استحسنت حنان النكتة وقالت أنها أكيد ستعمق دراساتها لتحقيق شيئا ما مستقبلا، سواء ظل البترول أو نفذ.
بهذا الصدد قالت أنها تتمنى أن تحصل على منحة دراسية للخارج من أجل العودة إلى الجزائر بمعارف وعلوم تدعم طموحها البتروكيمياوي، مشيرة: «تحقيق هذه الأمنية لن يكون سوى بمنحة دراسية ،لأنني من عائلة بسيطة ولا أملك الإمكانيات المادية القادرة على تغطية مصاريف دراستي أو إقامتي هناك». في حال لم تتحصل حنان على المنحة الدراسية، تضيف، أنها ستسعى لتجاوز ما تسمعه من عقبات و انخفاض المستوى في جامعات الوطن: «أنا لا أعرف واقع الجامعات الجزائرية ولكن معظم الذين أسألهم يخيفونني من تدني المستوى بها، لهذا لو لم أتحصل على المنحة سأثابر وأتحدى العراقيل لأحافظ على مستواي وأحقق طموحاتي».
طيلة فترة اتصالنا بها لم تتوقف حنان عن شكر والديها وأساتذتها، والتعبير عن فخرها لأنها شرفت عائلتها ومدينتها وولايتها.
هوارية ب
تطمح بأن تصبح أستاذة جامعية، تحمل شهادة دراسات عليا في مادة الرياضيات، كي توفر ما يلزم من المال لإنشاء مشروع أحلامها وهو « دار للأيتام»، هي لينة بودن صاحبة المرتبة الأولى في شهادة التعليم المتوسط على مستوى قسنطينة، بمعدل 19.73، معدل استطاعت تحقيقه بفضل جهدها الشخصي، مؤكدة بأنها تنوي تحقيقه في شهادة البكالوريا لتكون الأولى وطنيا.
بابتسامة جميلة و خجولة كشفت لنا لينة بودن ،15 سنة، عن سر نجاحها في شهادة التعليم المتوسط، خلال نزولنا ضيوفا على منزل عائلتها الكائن بحي الرياض بقسنطينة ، حيث أخبرتنا بأنها لم تكن تتوقع هذا التفوق ، مشيرة إلى أن تفاني الأساتذة و الاجتهاد و المثابرة هما مفتاح نجاحها، كما أن القرب من الله و رضا الوالدين، أمران أساسيان لنيل التوفيق، كما قالت، لذلك واظبت على قراءة القرآن و حفظ جزء منه كل ليلة، لأنه يعزز التركيز و ينمي القدرة على الحفظ.لينة استطاعت أن تحقق نجاحا فاق طموحاتها ،بفضل علامات كاملة في المواد الأساسية، كالرياضيات و الفيزياء التي تعشقها، بالرغم أنها لم تحظ بدروس دعم في أية مادة، فضلا عن ميولها الأدبية الكثيرة، فهي ،كما أخبرتنا، تملك قلما يجيد الوصف و يبرع في كتابة القصص الصغيرة و الخواطر، موهبة قالت، بأنها نمتها عن طريق المطالعة، فشعارها:" أن تحمل في حقيبتك دائما كتابا، هو أمر لا يقل أهمية عن أن تحمل هاتفك النقال"، بمعنى أن الكتاب وسيلة تعليمية و تثقيفية لا يمكن الاستغناء عنها، فهو في النهاية خير جليس في الأنام.
تفوق لينة بودن كان بارزا منذ المرحلة الابتدائية، فقد استطاعت أن تحقق النجاح في شهادة التعليم الابتدائي بمعدل 9.30، و هو ما حفزها على المثابرة أكثر لتحتل صدارة الترتيب في شهادة التعليم المتوسط على مستوى مؤسستها التعليمية « عبد الحميد الكاتب» بحي المنى.
محدثتنا ذكرت بأن استعداداتها لامتحان الشهادة كانت حثيثة، اعتمدت خلالها على نفسها بشكل كامل دون دروس دعم، فوضعت نفسها داخل دائرة ضغط ،كادت تتسبب لها في حالة انهيار، بسبب قلة النوم و كثرة التفكير، إذ تعرضت لإرهاق شديد في الأسابيع الأخيرة ، فانتهى بها الأمر لزيارة الطبيب و تناول أدوية منشطة لاستعادة توازنها، لكنها مع ذلك أصرت على مواصلة الدراسة بكل جد و كد، لتحقيق هدفها وهو تصدر قائمة الناجحين في متوسطتها.
إلى جانب حرصها على الحفظ و المراجعة الدورية، أخبرتنا لينة بأن مشاركاتها المتتالية في المسابقات العلمية مابين المتوسطات بقسنطينة، ساعدتها على تحسين قدراتها ، كما دربتها على استيعاب ضغط الوقت و الاختبارات، إضافة إلى المحافظة على مستواها التعليمي العادي الذي لم ينزل ولو مرة واحدة عن معدل 19.50، منذ التحاقها بالطور المتوسط.
حديثنا إلى لينة، كان بحضور أفراد عائلة بودن ممثلين في الوالد هشام و الأم فريدة، إضافة إلى الجدة الحاجة بيبيا. مضيفونا، وصفوا لنا بكثير من التأثر الممزوج بدموع السعادة و الفرح، تفاصيل استقبالهم لخبر تفوق ابنتهم المشرف في شهادة التعليم المتوسط، حيث أكد الوالد بأن نجاح ابنته كان متوقعا باعتبارها فتاة مجتهدة و خلوقة.
قال بأن لينة و شقيقتها انتظرتا إعلان النتائج طوال الليل لكنها ظهرت صبيحة اليوم الموالي، كانت السعادة كبيرة بالمعدل المتحصل عليه، حتى أنه، كما أضاف، لم يصدق في البداية ما أخبرته به ابنته، قبل أن يسارع إلى عناقها مجهشا بالبكاء.
أما السيدة فريدة، فقد اعتبرت نجاح ابنتها متوقعا، لأنه نتيجة اجتهاد و ثمرة جد و كد، تقول :« علاقتي بلينة قوية جدا، و أعرف مستواها ،هي فتاة ذكية و طموحة تجيد تنظيم وقتها و تعرف أولوياتها، حتى أنها لا تملك هاتفا نقالا، فرحتي بنجاحها لا توصف، و الطريف في الأمر هو أنني تصدرت ترتيب الناجحين في مسابقة توظيف أساتذة التعليم الثانوي، التي أجريت مؤخرا، و كنت الأولى أيضا على مستوى الولاية».
تواصل :« كنت في العمل عندما اتصل بي زوجي ليخبرني بنجاح لينة، أخبرته بأنني متأكدة من ذلك، ما يهمني هو المعدل، حين ذكر بأن ابنتي هي الأولى ولائيا ، كدت أسقط من شدة الفرح، أردت السجود في باحة المدرسة، حتى أن إحدى زميلاتي لم تتمالك نفسها و أطلقت زغاريد الفرح.»
من جهتها، أخبرتنا الحاجة بيبيا، جدة لينا، بأن حفيدتها لطالما كانت مصدر سعادة و فخر للعائلة، ليختتم مضيفونا الحديث بالتأكيد على أنهم اتفقوا على طي صفحة المتوسطة ،و البدء في التركيز على المستقبل، استعدادا للفرحة الكبرى بالتفوق في الباكالوريا إن شاء الله.
نور الهدى طابي
تزامنت فترة صدور نتائج متحانات نهاية التعليم المتوسط ثم شهادة البكالوريا، تداول الجزائريين من ناشطي مواقع التواصل الاجتماعي، صورا تحمل بيانات معدلات نجاحهم هم أو أقاربهم ومعارفهم متبوعة بالاسم واللقب ورقم التسجيل والمعدل..فباتت هذه الصور المستطيلة الشكل تصنع الحدث، وتحمل دلالات، إما عن نجاح صاحبها في الامتحان أو فشله، لكن الأكثر تداولا هي النتائج التي تحمل تناقضات أو شيء من الغرابة، على غرار تلك الصورة التي تداولها ملايين الجزائريين المتعلقة بتطابق معدل نجاح توأمين من سطيف هما رياض الدين وشيماء مهادة في شهادة التعليم المتوسط، اللذين زارتهما النصر مؤخرا و حاورتهما مع عائلتهما لرصد الحقيقة و إزالة الشكوك التي روجت عبر صفحات الفايسبوك.
صور أخرى نالت نفس الشهرة على غرار تلك التي حملت بيانات توأم آخر اسمه الحسن والحسين تواتي، ينحدران من ولاية الوادي، نجحا في شهادة البكالوريا بمعدل متقارب بفارق0,1 (16.12 و 16.13) على التوالي، لكن البعض شكك في الموضوع واتهم بأنه مستنسخ بتقنية الفوتوشوب. كما تم تداول بيانات التلميذ شتيوي بوجبيبة محمد، المنحدر من مدينة القل الذي تحصل على الشهادة بمعدل 12,05، لكن المعدل على غير العادة ،لم يؤهله للالتحاق بمقاعد الجامعة على غرار أقرانه، لسبب بسيط وأنه فارق الحياة خلال شهر رمضان ،إثر تعرضه لحادث مرور.
لم تتوقف الغرائب عند هذا الحد، بل تم تقاسم صورة تحمل بيانات لاسم ناجحتين تدعى كلاهما سعداوي آمال، لكن واحدة تنحدر من ولاية خنشلة، تحصلت على البكالوريا بمعدل 16,59 ،والأخرى تنحدر من ولاية الأغواط، تحصلت على الشهادة الأغلى في الجزائر بمعدل 16,07 .والأغرب في الموضوع أنهما ولدتا في نفس اليوم و الشهر والسنة: 01 جانفي 1997. لتبقى الصورة الأكثر طرافة تم تقاسمها حملت بيانات شخص يدعى لقمان عاشور المولود بتاريخ 24 سبتمبر 1205، المنحدر، كما نشر ،من المملكة العاشورية، نال الباك بمعدل قدره 19.92 بتقدير ممتاز، وهي الشخصية المستنبطة من مسلسل «عاشور العاشر» الذي يعرض حاليا، بالتالي هذه البيانات مستنسخة بالفوتوشوب بامتياز. وقد حذر البعض من تداول هذه البيانات التي يمكن الوصول إليها بسهولة و قد تستعمل في وقت لاحق في التسجيل بالجامعة.من جهة أخرى وفي سياق متصل، شهد الموقع الإلكتروني للديوان الوطني للامتحانات والمسابقات الذي تحمّل منه هذه البيانات، إقبالا هائلا في الأيام الأخيرة، لكن عرف ذروته بعد إطلاق نتائج شهادة البكالوريا صبيحة أول أمس الخميس، و تم تسجيل 58.5 مليون زيارة بعد إطلاق النتائج، خلال الفترة الممتدة من العاشرة صباحا إلى غاية الرابعة مساءا استنادا إلى اتصالات الجزائر، حيث كان هذا الموقع مصدر سعادة أزيد من 320 ألف مرشح و إحباط أزيد من 312 ألف مرشح آخر.
لعل الملاحظ في الأخير، أن التكنولوجيا الحديثة قتلت فرحة الإعلان عن نتائج الامتحانات، عبر تعليق القوائم الورقية فوق جدران المؤسسات التربوية، حين كان التلميذ يذهب مهرولا إلى مؤسسته ،وينتظر موعد تعليق القائمة ليطلع على اسمه، و يكتفون الآن بالإطلاع عليها بكبسة زر بإدخال رقم التسجيل والرقم السّري وتحميل البيانات حصريا عبر الموقع الإلكتروني للديوان، خصوصا أن وزارة التربية فضّت الشراكة قبل سنتين مع أحد متعاملي الهاتف النقال الذي كان يعرض خدماته للإطلاع على النتائج بإرسال رسالة نصية.
رمزي تيوري