انطلقت صبيحة يوم أمس الجمعة، بولاية تيميمون، الاحتفالات الوطنية الرسمية بحلول السنة الأمازيغية الجديدة (يناير 2975/2025)، والطبعة الخامسة لجائزة رئيس الجمهورية للأدب واللغة الأمازيغية التي تنظمها المحافظة السامية للأمازيغية تحت شعار « يناير... أصالة الجزائر المنتصرة تنسجها قصور قورارة "
وجرت مراسم هذه الاحتفالات الوطنية التي انطلقت من ساحة السودان بوسط مدينة تيميمون، بتدشين سوق يناير، الذي شمل مختلف الصناعات التقليدية، وإبداعات جمعيات المجتمع المدني، لاسيما صناعة الحلي، وغيرها من نشاطات الجمعيات الفاعلة، والمؤسسات والدواوين المحلية التي تعنى بحماية التراث الثقافي، لمختلف مناطق الوطن، فضلا عن النشاطات التي تدخل ضمن حماية البيئة، وكذا معرض للكتاب الذي تضمن أهم إصدارات المحافظة السامية للأمازيغية.
وجرت مراسم انطلاق التظاهرة، تحت إشراف الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية سي الهاشمي عصاد، ووالي ولاية تيميمون عمر بن سونة، بحضور مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالمنظمات غير الحكومية وحقوق الإنسان، حميد لوناوسي، ورئيس المجلس الأعلى للغة العربية، الدكتور صالح بلعيد، ورئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني، نور الدين بن براهم، ورئيس الأكاديمية الجزائرية للعلوم والتكنولوجيات، محمد هشام قارة، والمدير العام للديوان الوطني للثقافة والإعلام، عبد الله بوقندورة، ورئيس اللجنة الجزائرية للتاريخ والذاكرة، محمد لحسن زغيدي، إلى جانب نواب في غرفتي البرلمان، وممثلي مؤسسات اقتصادية.
وتتواصل الاحتفالات الوطنية الرسمية برأس السنة الأمازيغية الجديدة بالواحة الحمراء ضمن البرنامج الثري الذي أعدته المحافظة السامية للأمازيغية المتضمن عديد التظاهرات، من بينها تنظيم استعراض كبير للقطاعات المشاركة بوسط مدينة تيميمون ضمن حفل افتتاح فعاليات الاحتفال، بمشاركة 25 مربعا تميزه مشاركة، الحرس الجمهوري والحماية المدنية ومختلف تنظيمات المجتمع، و ورشات حول حماية التراث الثقافي الأمازيغي، ويوم دراسي حول المرجعيات الوطنية للهوية الجزائرية بمشاركة خبراء وطنيين.
كما يتعلق الأمر أيضا بتنظيم ندوة أكاديمية حول البعد التاريخي والحضاري لعيد يناير والرزنامة الفلاحية، ينشطها نخبة من الأساتذة الجامعيين، إضافة إلى تدشين واجهات مرافق عامة مدونة باللغتين الوطنيتين العربية والأمازيغية، إلى جانب تنشيط سهرات فنية في تراث أهليل.
وكانت الفقرة الأولى من هذا البرنامج الاحتفالي، التي انطلقت يوم أمس الخميس، قد تضمنت تدشين واجهة مطار تيميمون المدونة باللغتين الوطنية والأمازيغية، وإطلاق حملة تشجير بفضاء مجاور للمطار، وتدشين واجهة مدخل الشارع الرئيسي لمدينة تيميمون المدونة باللغتين الوطنيتين العربية والأمازيغية بحروف التيفيناغ.
وقد ثمن الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية في تصريح للصحافة على هامش هذا النشاط، الذي جرى بالمطار، جهود الدولة لترقية الأمازيغية.
وأبرز بذات المناسبة، أن البرنامج الاحتفالي الثري المعد لإحياء هذه المناسبة الوطنية يترجم مدى الجهود التي تبذلها الدولة من أجل ترقية الأمازيغية على المستوى الوطني، مشيرا في هذا الصدد إلى أن تدشين واجهتي مطار قورارة ومدخل مدينة تيميمون المدونتين باللغتين الوطنيتين العربية والأمازيغية يترجم جهود الدولة لترقية الأمازيغية.
كما أكد عصاد عزم هيئته على تجسيد كل فقرات البرنامج الاحتفالي بالسنة الأمازيغية الجديدة التي أُختيرت ولاية تيميمون، لاحتضانها تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، وبقرار منه.
من جهة أخرى توجه سي الهاشمي عصاد، في تصريحه الثاني يوم أمس، في أعقاب تدشين سوق يناير بعاصمة ولاية تيميمون، شكره للسلطات المحلية لولاية تيميمون على الجهد ‘’ الكبير ‘’ المبذول من أجل استضافة هذه الاحتفالية الخاصة بإحياء رأس السنة الأمازيغية ‘’ أمنزو ن يناير’’ وجائزة رئيس الجمهورية للأدب واللغة الأمازيغية’’، مبرزا بأن تدشين سوق يناير ‘’ الذي دخل القاموس كمصطلح جديد’’، جاء لإبراز جهود مرافقة قطاعي السياحة و البيئة وغيرهما.
وبعد أن أشار إلى أن رأس السنة الأمازيغية يكتسي أهمية خاصة في التعريف بالتراث اللامادي وهذا التنوع الكبير الذي تزخر به الجزائر، أبرز المتحدث بأن سوق يناير يتضمن ثلاثة محاور أساسية، وهي المنتوج الحرفي بحضور حرفيين من ولاية تيميمون و من ولايات أخرى، إلى جانب حضور المؤسسات الناشئة والكتاب.
وقال بأن الهدف من إقامة هذا الفضاء يأتي لمرافقة الحرفيين وإعطائهم فرصة لتسويق منتوجاتهم.
من جهته أثنى والي ولاية تيميمون على الحضور القوي للحرفيين المشاركين في المعرض والذين جاؤوا – كما ذكر – من مختلف أنحاء الوطن، مثمنا المشاركة المتميزة لمختلف العارضين في هذه التظاهرة والتي تبرز – كما ذكر - مختلف روافد الثقافة الجزائرية المتجذرة التي تبرز مختلف مكونات الهوية الوطنية.
وأشاد بدوره رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني، نور الدين بن براهم، في تصريح للصحافة بذات المناسبة، بدور تظاهرات يناير في تعزيز الوحدة الوطنية والانتماء الجزائري، مبرزا أهمية رمزية اختيار تميمون لاحتضان الاحتفالات بيناير.
وقال إن إحياء هذه المناسبة الوطنية، يعزز الرابطة بين الجزائريين والجزائريات في مختلف أنحاء الوطن، داعيا إلى استغلال ما تتيحه التكنولوجيات الحديثة للاتصال لتعزيز الوعي، خاصة في أوساط الشباب الذي يعتبر أكبر شريحة تتردد على الفضاء الأزرق ومختلف منصات التواصل، للحفاظ على التراث الجزائري الذي يتعرض للسرقة ونسبه إلى ثقافات أخرى.
تجدر الإشارة إلى أن فعاليات هذه التظاهرات تختتم بتسليم جائزة رئيس الجمهورية للأدب واللغة الأمازيغية للفائزين، ومراسم ختم طابع بريدي يوثق الاحتفال بالطبعة الخامسة من جائزة رئيس الجمهورية للأدب واللغة الأمازيغية.
مبعوث النصر إلى تيميمون: عبد الحكيم أسابع