الجمعة 10 جانفي 2025 الموافق لـ 10 رجب 1446
Accueil Top Pub

تصريحاته قبل دخول البيت الأبيض تثير توجسا عالميا: عـــــودة ترامــب إلى الحكــــم ..عهــــدة غير قابلــــــة للتنـــــــبؤات


لم تكن عودة دونالد ترامب في واحدة من أكثر الانتخابات إثارة للجدل في التاريخ الأمريكي، إلى البيت الأبيض مجرد حدث سياسي عادي، بل حملت معها تصريحات أثارت توجسا على المستوى العالمي، خاصة مع تلميحاته وتصريحاته بضم كندا وقناة بنما، مما يعكس رؤيته التوسعية والمثيرة للجدل، لاسيما تجاه القضية الفلسطينية وحرب الإبادة على غزة، لكن أي توقعات لما سيحدث في عهدة ترامب قد تسقط في الماء، فهو الرئيس الذي وصفه تقرير وقعه 35 خبير علم نفس أمريكي بأن سلوكه غير قابل للتنبؤ» .
ومنذ انتخابه مجددا في الانتخابات الرئاسية رقم 60 في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، أثار ترامب الجدل بتصريحاته عن إمكانية ضم كندا والسيطرة على قناة بنما وجعل المكسيك ولاية أمريكية وشراء جزيرة غرينلاند، حيث أن هذه التصريحات أثارت استياءً واسعاً في كندا وأوروبا ومختلف دول العالم، وأعادت إلى الأذهان السياسات الإمبريالية التي اعتقد كثيرون أنها أصبحت جزءا من الماضي، إذ أن مثل هذه الخطوات تُظهر تجاهلا واضحا للقوانين الدولية واحترام سيادة الدول، ومن المرجح أن تؤدي إلى تصعيد التوترات مع الدول المجاورة وزيادة التحديات داخل المنظمات الدولية.
عودة ترامب، وبحسب سياسيين وخبراء من شتى دول العالم، تُنذر بتوترات جديدة مع الدول الكبرى مثل الصين، إلى جانب أن تركيزه على سياسات «أمريكا أولاً»، قد تؤدي إلى انسحاب الولايات المتحدة من التزامات دولية أخرى، مثلما حدث في العهدة الأولى، مما يضعف من سردية النظام الدولي القائم على التعاون متعدد الأطراف.
أما الحلفاء التقليديون في أوروبا، على غرار ألمانيا وفرنسا، فقد عبرت تيارات سياسية كثيرة عن مخاوفها الشديدة من تأثير سياسات ترامب على حلف الناتو، حيث أن ترامب ظل يتوعد بتقليص الدعم الأمريكي للأمن الأوروبي، بما قد يضعف الجبهة الموحدة في مواجهة التحديات الروسية، خاصة في ظل تصاعد وتيرة الحرب الأوكرانية الروسية.
ومن الناحية الاقتصادية، يُتوقع أن يعيد ترامب سياساته الحمائية التي أدت إلى حروب تجارية خلال ولايته الأولى ، و التي فرض فيها تعريفات جمركية إضافية على الواردات، خصوصا من الصين وكندا، بما قد يهدد استقرار سلاسل التوريد العالمية ويؤدي إلى تباطؤ اقتصادي، قد تصل تبعاتها إلى أسعار النفط التي تعد المصدر الأساسي للدخل لدى العديد من الدول النامية، أما في الداخل الأمريكي، يخطط ترامب لإحياء قطاع التصنيع من خلال تقليص الضرائب وتخفيف اللوائح التنظيمية، ورغم أن هذه السياسات قد تدعم الاقتصاد المحلي على المدى القصير، إلا أنها قد تؤدي إلى زيادة العجز الفيدرالي واتساع الفجوة الاقتصادية داخل المجتمع الأمريكي.
وقبل أيام قليلة من تولي دونالد ترامب سلطاته الدستورية، يبدو أن الجمهوري الذي أعلن في ولايته الأولى أن القدس هي العاصمة الأبدية لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية اليها، سيعمل على تبني نفس التوجهات المتشددة تجاه الفلسطينيين، تسعى لتصفية قضيتهم، وذلك على صعيد دعم العنف الإسرائيلي وتأييد أو التغاضي عن سياسات التهجير والاستيلاء على الأراضي مثلما يحدث منذ سنوات في الضفة الغربية ، لكن خبراء يرون بأن المستجدات والتأثيرات الناجمة عن طوفان الأقصى قد تقلل من قدرته على تنفيذ أجندته وستدفعه إلى الحد من الانزلاق نحو صراع أوسع يعود بضرر أكبر على المصالح الأميركية. وبالمقابل، فإن عدم إيمانه بحل الدولتين لن يبقي للشعب الفلسطيني، أي فرصة للاعتماد على مسار المفاوضات بل سيعزز من شرعية المقاومة وينزع أي مبررات لمعاداة المقاومة التي تنتهجها غالبية الدول العربية لاسيما الموقعة على اتفاق أبراهام المشؤومة، لكن كل هذه التوقعات قد تسقط في الماء، فهو الرئيس الذي وصفه تقرير وقعه 35 خبير علم نفس أمريكي بأنه «غير قابل للتنبؤ» .
لقمان/ق

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com