صنعت البطلة الجزائرية كيليا نمور الحدث كأول عربية وإفريقية، تتوج بالميدالية الذهبية في رياضة الجمباز (جهاز المتوازي مختلف الارتفاعات)، وكان ذلك خلال دورة الألعاب الأولمبية «باريس 2024»، عندما جمعت 15.700 نقطة، متفوقة على نجوم هذا الاختصاص في صورة الصينية تشيوان تشيو 15.500 والأمريكية سونيسا لي 14.800، وهو الإنجاز الذي سمح لها بالظفر بجائزة أفضل رياضية في الجزائر سنة 2024.وكتبت صاحبة 17 عاما التاريخ بإنجازها الفريد من نوعه، حيث باتت أول عربية وإفريقية تفوز بميدالية أولمبية في رياضة الجمباز، كما أنها الميدالية الأولى بالنسبة للجزائر في هذا الاختصاص الذي لم نشارك فيه سوى مرة واحدة، قبل أن تأتي نمور وتقودنا للمجد الأولمبي في رياضة لا نمتلك فيها أي تقاليد.
واستطاعت نمور خطف أنظار العالم بأدائها المبهر الذي جمع بين القوة، المرونة، والإبداع الفني، لتنتزع الميدالية الذهبية بكل جدارة، ولعل الأهم من الميدالية هو الرسالة التي حملها هذا الإنجاز، وهي أن الرياضة ليست حكرا على دول معينة، بل هي مساحة مفتوحة لكل من يؤمن بقدراته ويعمل بجد.كما تألقت نمور بشكل لافت على مدار السنة، وليس في المحفل الأولمبي فقط، بدليل تتويجها بأربع ذهبيات في سلسلة كأس العالم في باكو (العارضتان مختلفتا الارتفاع)، كوتبوس (العارضتان مختلفتا الارتفاع)، والدوحة (العارضتان مختلفتا الارتفاع والحركات الأرضية).
وأجمع أهل الاختصاص على أن البطلة الجزائرية أمام طريق مفتوح لمواصلة تسيد المشهد في السنوات المقبلة، خاصة وأن تتويجاتها لم تكن وليدة الصدفة، بل جاءت ثمرة جهد وتضحيات كبيرة، لتدخل نمور التاريخ من أوسع أبوابه وتصبح مصدر إلهام للأجيال القادمة، كيف لا وهي التي شقت طريقها في رياضة الجمباز وسط تحديات، أثبتت للعالم أن العزيمة قادرة على تحقيق المستحيل.
حمزة.س
