الجمعة 10 جانفي 2025 الموافق لـ 10 رجب 1446
Accueil Top Pub

في عالم متسارع التحولات والتحالفات: الدبلوماسية الجزائرية تحافظ على عقيدتها وتواصل دعم القضايا العادلة


حافظت الدبلوماسية الجزائرية في سنة 2024 على عقيدتها ومبادئها التاريخية على الرغم من التحولات الدولية المتسارعة والضغوط التي تمارسها الأحداث المتوالية، و المفاجئة في الكثير من الأحيان على المسرح الدولي.
ففي عالم مضطرب عادت لتسيطر عليه مفاهيم القوة الصلبة والتدخلات والأزمات، تمكنت الدبلوماسية الجزائرية من الحفاظ على المبادئ و الثوابت التي تأسست عليها قبل أكثر من ستين سنة، والتي تتمثل في الاستمرار في جعل السيادة الوطنية خطا أحمر لا يمكن تجاوزه، و تقديم الدعم والمساندة لقضايا التحرر العادلة في العالم وكذا المساهمة في إحلال السلم والأمن الدوليين.
وقد سجلت الدبلوماسية الجزائرية حضورا قويا طيلة سنة 2024 المنقضية، سواء على المستوى الثنائي، أو في الاجتماعات والمؤتمرات الدولية المتعددة الأطراف، أو على مستوى مجلس الأمن الدولي الذي باشرت مع مطلع السنة عهدة فيه كعضو غير دائم. وقد عززت الدبلوماسية الوطنية حضورها على المستوى الإقليمي والعالمي ما مكنها من نيل احترام القوى الكبرى قبل غيرها، وبات واضحا أن رئيس الجمهورية وباعتباره صانع السياسة الخارجية للبلاد حسب الدستور، يولي أهمية كبيرة للجانب الدبلوماسي من أجل النهوض بالبلاد ومكانتها بين الأمم.
معارك دبلوماسية ضارية بمجلس الأمن
استلمت الجزائر عهدتها كعضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي مطلع جانفي من سنة 2024 في وقت كان فيه العالم يشهد توترات وصراعات كبيرة أبرزها العدوان الصهيوني الهمجي على الشعب الفلسطيني في غزة وتداعياته، وما تلاه من توسيع للعدوان إلى دول أخرى على غرار لبنان واليمن وسوريا وغيرها و كذا التداعيات المستمرة للأزمة الأوكرانية .لكن كل هذه التوترات لم تثن الدبلوماسية الجزائرية عن التشبت بالمبادئ التاريخية التي ولدت بها وعن عقيدتها المتمثلة أساسا في دعم قضايا التحرر والقضايا العادلة في العالم، ولا توجد قضية أعدل و أنبل من القضية الفلسطينية التي دخلت مرحلة أخرى خطيرة منذ الثامن أكتوبر من العام 2023 بعد بداية العدوان الصهيوني على غزة. والجزائر التي أعلنت على لسان رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، أكثر من مرة وقوفها الدائم مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة حتى إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، عملت وبشكل دائم ومتواصل وبجهد كبير على مستوى مجلس الأمن الأممي من أجل وقف حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني الأعزل في غزة وفي باقي الأراضي الفلسطينية المحتلة رغم الضغوط و رغم الفيتو المشهر من قبل بعض الدول دائمة العضوية في أكثر من مرة.
وعلى هذا الأساس بادرت كعضو غير دائم في مجلس الأمن الأممي عدة مرات عبر قرارات من أجل وقف حرب الإبادة، وعلى الرغم من الفيتو الأمريكي الذي كان يشهر في كل مرة ضد وقف الحرب إلا أن ممثل الجزائر الدائم في الأمم المتحدة أكد أن الجزائر لن تستسلم ولن تمل وستعيد الكرة في كل مرة حتى وقف الحرب في غزة.
و واصلت الجزائر عبر ممثليتها في الأمم المتحدة خوض معارك دبلوماسية شرسة الواحدة تلو الأخرى في الكواليس وأمام القوى الكبرى من أجل انتزاع قرار من المجلس ينص صراحة على وقف حرب الإبادة والهمجية الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني، حتى نجحت في ذلك في 25 مارس الماضي عندما تبنى مجلس الأمن قرارا تقدمت به الجزائر بوقف الحرب في غزة وقد لعبت الجزائر دورا مؤثرا في ذلك.بالموازاة مع هذه المعركة من أجل وقف حرب الإبادة خاضت الجزائر ضمن كواليس مجلس الأمن و أروقة الأمم المتحدة ومع البلدان الصديقة والشقيقة معركة دبلوماسية أخرى لصالح القضية الفلسطينية حتى تنال فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وكانت هذه المعركة ضمن أولويات الرئيس تبون بالنسبة للدبلوماسية الجزائرية خلال سنة 2024، وقد نجحت بالفعل في كسب تأييد العديد من الدول لصالح قضية الشعب الفلسطيني.
وبنفس القناعة والجهد واصلت الدبلوماسية الجزائرية الدفاع عن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وانتزاع حقه في إقامة دولته وفي التحرر من الاستعمار المغربي، ولم تدخر الجزائر جهدا في هذا الجانب وقد حققت القضية الصحراوية انتصارات دبلوماسية معتبرة في سنة 2024.كما واصلت الجزائر من موقعها في مجلس الأمن الدفاع عن الشعب اللبنائي الذي تعرض هو الآخر لعدوان همجي من الكيان الصهيوني، و رافعت من أجل إنهاء حالات الصراع و المعاناة التي يمر بها الشعب السوداني والشعب السوري وغيرها من القضايا.
وواصلت الدبلوماسية الجزائرية كذلك الدفاع عن حقوق الدول الإفريقية من أجل الحصول على تمثيل يليق بها في مجلس الأمن الدولي، سواء على مستوى لجنة العشر، أو على مستوى هيئة الأمم المتحدة.
زيارات عززت الروابط مع بلدان صديقة و شقيقة
على المستوى الثنائي والمتعدد الأطراف لعبت الدبلوماسية الجزائرية دورا بارزا في تقوية الروابط والعلاقات مع البلدان الصديقة والشقيقة، وتجلى ذلك في زيارات الدولة التي أداها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، إلى عدد من البلدان الشقيقة على غرار مشاركته في الاجتماع الثلاثي بين الجزائر، تونس وليبيا المنعقد بالعاصمة التونسية الرامي إلى بعث صيغة جديدة من التعاون بين البلدان الثلاثة، وكذا زيارته إلى جمهورية مصر العربية بعد انتخابه لعهدة ثانية، والزيارة الأخيرة التي أداها إلى جمهورية موريتانيا الإسلامية، وأيضا الزيارة التي قام بها إلى سلطنة عمان. كما كانت الجزائر في سنة 2024 محطة هامة لزيارات كبرى قام بها رؤساء دول وحكومات في سبيل تعزيز العلاقات الثنائية وتقويتها بينها وبين الجزائر، على غرار الزيارة التي قامت بها رئيسة الهند، دروبادي مورمو، إلى بلادنا في 13 أكتوبر الماضي والتي دامت أربعة أيام كاملة وتوجت بالتوقيع على اتفاقيات تعاون هامة بين البلدين في عديد مجالات التعاون بكل ما تمثله الهند من قوة اقتصادية وبشرية وعلمية وتكنولوجية في عالم اليوم.كما زار الجزائر قبل نهاية السنة رئيس جمهورية جنوب إفريقيا، سيريل رامافوزا، وهي زيارة وصفت بالهامة أيضا بالنظر للمكانة التي يحتلها البلدان داخل القارة الإفريقية.
كما كانت الجزائر أيضا طيلة سنة 2024 محطة لزيارات العديد من وزراء الخارجية من بلدان عديدة لبحث سبل تقوية التعاون الثنائي وتقوية الروابط الاقتصادية والسياسية.لقد شهدت الدبلوماسية الجزائرية في عام 2024 حركية في عديد الاتجاهات مكنت من فرض احترام واضح للجزائر كبلد في عالم يعرف تغيرات جيواسياسية وجيواستراتيجية عميقة ومبهمة في الكثير من الأحيان.
إلياس -ب

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com