30 بالمائة من طلبة بعض الأقسام ينقطعون عن الدراسة بشهادات طبية
حذر عاملون بالعيادة الطبية لجامعة قسنطينة 1، من ظاهرة إدعاء طلبة المرض لتبرير الغيابات أو لدراسة شعب أخرى، و ذلك بطلب الحصول على عطل أكاديمية بعد استغلال شهادات مرضية يوقع على أغلبها أطباء مختصون في الأمراض العقلية، فيما تعترف الإدارة بالظاهرة و تؤكد بأن قرابة 30 بالمائة من الطلبة في بعض الأقسام هجروا الدراسة بعد الحصول على هذه الشهادات.
و أكد أطباء من العيادة لـ “النصر” أن أغلب حالات التحايل تسجل في بداية السنة بين الطلبة الذين يدرسون أكثر من شعبة، و يتحججون بأنه لا يمكنهم التوفيق بين تخصصين لطلب العطلة بعد الحصول على الشهادة من أطباء متخصصين، كما أن فئة من هؤلاء تلجأ لهذه الحيلة من أجل التفرغ للتحضير لامتحان شهادة البكالوريا لأن التخصص الذي وجهوا إليه لم يعجبهم، و الملاحظ أيضا، بحسب محدثينا، فإن الطلبة يتوافدون بقوة على العيادة في نهاية الموسم الجامعي، من أجل المصادقة على شهادات طبية الهدف منها تبرير الغيابات، و تجنب الإقصاء أو إعادة السنة.
و ذكر محدثونا بأنهم تلقوا منذ بداية السنة فقط 50 حالة مماثلة، يعترف أصحابها و بعد مواجهتهم بأنهم لا يستحقون العطل الموقعة من الخواص، بأنهم حصلوا عليها بالمحاباة و بأنهم لا يريدون من عيادة الجامعة سوى أن تصادق عليها لإنقاذهم من الرسوب أو للتفرغ لأمور أخرى خلال العطلة، و هو مطلب يعرض أطباء العيادة للتهديد من قبل الطلبة و حتى أوليائهم، ما دفع ببعضهم إلى رفع شكاوي في هذا الشأن لدى رئاسة الجامعة، خاصة و أن القانون لا يسمح لهم بالمصادقة إلا على الحالات التي يثبت أنها مصابة بمرض مزمن له مضاعفات مستمرة، أو بالأمراض طويلة المدى و كذا أمراض الأمومة.
و الغريب في الأمر، يضيف محدثونا، قيام بعض الخواص بتحرير شهادات توقف عن العمل يتضح « على المقاس»، فهناك من يضع عطلة بـ 17 يوما و ليس 15 يوما، و قد تمتد المدة لـ 12 شهرا كاملا، رغم أنه من الناحية العلمية، لا يجب منح عطلة لأي مريض لأكثر من 30 يوما، على اعتبار أن حالته قد تتحسن و لا تحتاج للتوقف عن العمل لمدة أطول، وفق ما أفاد به المصدر.
و قد تبين بالنظر لطلبات المصادقة على الشهادات الطبية، بأن أغلبها حرر لدى أطباء معينين تقع عياداتهم الخاصة بقسنطينة و شلغوم العيد، و يتعلق الأمر بأطباء مختصين في الأمراض العقلية، يضعون في تشخيصهم بأن الطالب مصاب بأعراض «القلق الاكتئابي»، كما تم تسجيل حالات لأطباء أمضوا عطلا مرضية لأسبوعين كاملين لمصابين بالانفلونزا، و يؤكد مصدرنا أن طوابير من الطلبة تمتد كل يوم بالقرب من العيادة، ما أربك عملهم و تسبب في شغلهم عن مهامهم الرئيسية.
نائب رئيس جامعة قسنطينة 1 المكلف بالبيداغوجيا اعترف بالظاهرة، و قال بأن أغلب الحالات تخص الطلبة الراغبين في إعادة اجتياز شهادة البكالوريا، التي تتطلب التفرغ طيلة السنة من أجل التحضير لها، و هو ما يجعلهم يلجأون إلى طلب الحصول على عطلة أكاديمية لمدة سنة في التخصص الجامعي الذين وجهوا إليه، و هو وضع يفسر تغيب الطلبة بالجملة و توقفهم عن الدراسة، إلى درجة أن هناك تخصصات هجرها قرابة 30 بالمائة من المسجلين فيها.
و أضاف المسؤول بأنه من الصعب على الجامعة ممارسة مهمة الرقابة على الأطباء الخواص الذين يوقعون مثل هذه العطل المرضية، إذ يفترض أنهم يلتزمون بأخلاقيات مهنة الطب و يمارسون مهامهم بضمير مهني، حيث تقف مهمة مصالحه عند المصادقة على هذه الشهادات أو رفضها.
ياسمين.ب