رحيل عميد الأغنية الأندلسية الفنان سيد أحمد سري
توفي أمس عميد الأغنية الأندلسية سيد أحمد سري عن عمر يناهز 89 سنة، وستشيع جنازة الفقيد ظهر اليوم الاثنين بعد صلاة الظهر بمقبرة سيدي يحي بالجزائر العاصمة، ويعد الفقيد من مواليد 03 نوفمبر 1926 بحي القصبة بالجزائر العاصمة، ودرس على يد الشيخ البشير البوزيري في المدرسة القرآنية، كما كان يصاحب في صغر سنه الشيخ محمد بنوبية لإحياء حفلات الإنشاد أيام الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بمزار سيدي عبد الرحمن الثعالبي وسيدي محمد بالقصبة.
انخرط الفقيد في عدة جمعيات فنية ابتداء من سنة 1945 منها الجمعية الأندلسية وجمعية الحياة والجزائرية، كما شارك المرحوم في عدة أعمال فنية بالإذاعة الوطنية و التلفزيون الجزائري، وكان أول ظهور له في الإذاعة في 26 ديسمبر 1948 كمطرب تصحبه فرقة الصنعة، ومنذ ذلك اليوم أصبح ظهوره بشكل دوري عبر أمواج الإذاعة قبل أن ينتقل إلى التلفزيون الجزائري الذي ترك فيه عدة أعمال فنية، كما ترأس الفقيد جمعية الجزائرية في سنة 1972 وبقي على رأسها لمدة 15 سنة وقام خلال هذه الفترة بإعداد المهرجان الثالث للموسيقى الأندلسية الجزائرية، وأشرف في تلك الفترة على تكوين عدة فرق موسيقية قوية أصبحت من أقوى الفرق الموسيقية الأندلسية الحديثة في القرن 20 .
وفي سنة 1988أسس المرحوم جمعية الجزائرية الثعالبية ونشط عن طريقها عدة حفلات فنية داخل وخارج الوطن قبل أن تتوقف هذه الجمعية في سنة 1992، كما شغل في الفترة مابين 1970 و1980 مدرسا بالمعهد الوطني للموسيقى، إضافة إلى تسجيلاته وأعماله الفنية بالإذاعة الوطنية والتلفزيون الجزائري والحفلات العامة والخاصة التي كان يحييها، كما تحصل الفقيد في سنة 1990 على ميدالية الاستحقاق الوطني في الطرب الأندلسي
وفي نفس السياق اهتم المرحوم بالكتابة في الصحف الوطنية حول الموسيقى الكلاسيكية الجزائرية ومدرسة الصنعة بشكل خاص، كما تخرج على يد المرحوم عدة فنانين مطربين وموسيقيين منهم زروق مقداد، زكية قارة تركي، حبيب قرومي، عثمان دلباني وآخرون.
نورالدين-ع
الرئيس بوتفليقة يعزّي عائلة الفقيد و يؤكد
سيد أحمد سري سيظل مرجعا في الحفاظ على الموسيقى الجزائرية الراقية
وجّه رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة برقية تعزية إلى أسرة المرحوم الأستاذ سيد أحمد سري، الذي وافته المنية أمس الأحد، معتبرا إياه «معلما» في الحفاظ على الموسيقى الكلاسيكية الجزائرية الراقية.
وجاء في برقية رئيس الجمهورية «تأثرت غاية التأثر، لانتقال الفنان المبدع، الأستاذ سيد أحمد سري، إلى جوار ربه، واستعظمت خسارة الثقافة الجزائرية، وعلى الأخص مجال الموسيقى الكلاسيكية الجزائرية الراقية منها، في هذا الرجل الذي نذر حياته لدراسة الموسيقى وتدرسيها وتحبيبها والحفاظ عليها بإصرار الغيورعلى ثقافة الجزائر الأصيلة».
وأكد الرئيس بوتفليقة في هذا الاطار «إن الجزائر لتفقد في هذا الفنان، الذي كان وسيظل مرجعا للأجيال الآتية من الفنانين، معلما ترك بعده تلاميذة سيتأسون به في الحفاظ على الموسيقى الكلاسيكية الجزائرية، ومناضلا في الساحة الثقافية ساهم بالقدر الأوفى في نهضة الجزائر الثقافية منذ الإستقلال».
وأضاف رئيس الجمهورية في برقيته قائلا و»سيسجل التاريخ ما أبلاه الفقيد من أجل إحياء جانب من الثقافة الجزائرية حاول المحتل طمسه، ومن أجل إعلاء مستوى الإتقان والتألق في أداء الموسيقى الكلاسيكية الجزائرية مغنيا وقائدا لأرقى ما توفر للجزائر من مجموعات موسيقية».
وأوضح رئيس الدولة في هذا الشأن «إنه سيتبوأ إلى الأبد مكانة رفيعة من بين الذين اسهموا في إحياء الموسيقى الكلاسيكية الجزائرية وتعميم تعليمها، وستخلده ذاكرة الشعب الجزائري في ثبت الإبداع الرفيع الذي يحدو المجتمع صوب التوثب نحو الأفضل».
وأكد الرئيس بوتفليقة في برقيته «إن فقيدنا هذا سيظل واحدا من بين أعلامنا الذين شرفوا الموسيقى في بلادنا، ومن ثمة يحق لأسرته وللأسرة الثقافية الجزائرية جمعاء أن تفخرا به كل الفخر».
واعرب الرئيس بوتفليقة عن حزنه قائلا «إنني اقاسمكم حزنكم وحزن أهل الموسيقى وهواتها من أبناء الشعب الجزائري لرحيل، المغفور له بإذن الله، الأستاذ سيد أحمد سري، ولا يسعني إلا أن أعرب عن عظيم إكباري وإجلالي لروحه الطاهرة، داعيا الله العلي القدير أن يشمله بواسع رحمته ويكرم مثواه في دار الخلد».
«رحم الله فقيدنا وجزاه عن الجزائر خير ما يجازي به العاملين المخلصين المتفانين من أجل إتقان عملهم وتشريف أمتهم» يقول الرئيس في برقيته.
«وبشر الصابرين الذين إذا اصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون».
ق و/ وأج