معظم المخطوطات العربية الموجودة في الهند أصولها جزائرية
كشف الباحث الهندي محمد ثناء الله النداوي ، المتخصص في المخطوطات العربية، بأن معظم المخطوطات التي تعج بها المكتبات الهندية تعود إلى منطقة الجزائر أو كتبها جزائريون ،وهذا عكس ما هو شائع بأن المخطوطات العربية المتوفرة هناك تعود أصولها إلى المشرق العربي .
ودعا الباحث في محاضرته التي ألقاها في الملتقى الدولي الذي نظم أول أمس بجامعة منتوري بقسنطينة حول الاستثمار في اللغة ، واقعه و آفاقه ،إلى تثمين اللغة العربية من خلال التفاعل مع المخطوطات العربية والبحث فيها أكثر، خاصة وأن الهند تحتوي عديد من المخطوطات العربية النادرة والتي يمكن لها أن تكون إضافة لعملية البحث العلمي في الوطن العربي ،خاصة ما تعلق منها بتطور اللغة و استناداتها المختلفة. الملتقى الذي سلط الضوء طيلة يومين حول واقع اللغة العربية وآفاقها في الميادين الحيوية ، تطرق الباحثون ضمن فعالياته إلى الآليات والوسائل التي يمكن من خلالها إدخال اللغة العربية في التخصصات العلمية والاقتصادية التي لم تتمكن حتى اليوم من التغلغل فيها وبقيت بلغات أجنبية ،أين أبرز الباحثون والمحاضرون الفوائد القيمية لدخول اللغة العربية لهذه التخصصات وانعكاساتها على اللغة كمؤشر هوية مهم داخل الأمة العربية، يحفظ تراث الأمة.
وأبرز المتدخلون الفوائد المادية الناجمة عن الاستثمار اللغوي، خاصة من ناحية النشر والترجمة و التي تؤثر بشكل كبير على الدول التي تقوم بالاستثمار اللغوي، حيث أن الملتقى بمثابة رد اعتبار للاستثمار في التراث اللامادي ،خاصة ما تعلق بالجانب اللغوي منه.
الأستاذة أمينة بن مالك ،رئيسة مخبر الدراسات اللغوية بجامعة منتوري ،ركزت في مداخلتها على كيفية استثمار اللغة العربية في الميادين الحيوية كالتعليم والاقتصاد والسياسة والمنظمات والمؤسسات الجمعوية و الحزبية، حيث استعرضت نماذج كثيرة عن هذا الاستثمار في الدول العربية ،خاصة في ميدان الطب والإشهار ودعت إلى الولوج في ميادين أخرى من أجل الاستثمار اللغوي وترقيته في الحياة اليومية للمواطنين العرب.
وقد دخل المحاضرون في نقاش حاد مع الجمهور الحاضر والذي كان غالبيته من الأساتذة الجامعيين والطلبة حول علاقة اللغة العربية باللغات الأخرى ، حيث اعتبر بعض الباحثين بأنه على اللغة العربية أن تدخل في علاقة تكافؤ مع اللغات الأخرى وتؤثر فيها وتتأثر بها ،أما الرأي الآخر فتبنى فكرة الإبقاء على خصوصية اللغة العربية وسد منافذ التأثر والتأثير، وذلك حفاظا على روح اللغة وجوهرها.
الملتقى قدمت فيه أزيد من 24 محاضرة عرض من خلالها الباحثون تجارب عديد الدول التي اعتنت بالاستثمار اللغوي على غرار الكويت و قطر والهند والسويد وتركيا.
حمزة.د