محمد زيتوني يضيء وجه المرأة المسلمة في روايته " زوجة حلال لإبني"
منحت وزارة الفرونكوفونية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية و العلوم و الثقافة، يوم الجمعة المنصرم جائزة أفضل رواية فرنكوفونية جزائرية للكاتب و المخرج محمد زيتوني، عن روايته
« زوجة حلال لإبني»، بعد افتكاك العمل لأكبر نسبة تصويت عبر الانترنت من بين حوالي 400 رواية افريقية دخلت المنافسة .
الرواية صدرت عبر الانترنت و في المكتبات الفرنسية في 24 أكتوبر الماضي، حاول الكاتب من خلالها تقديم صورة مشرقة عن المرأة العربية المسلمة و تحديدا الجزائرية التي تخفي تحت حجابها شخصية قوية لمثقفة ذات مستوى علمي و فكري يستحق الاحترام، إذ تعالج زواج المغتربين من الجزائريات و قضية «الحرقة» و تناقضات المجتمع الجزائري ، كما كشف عنه الكاتب محمد زيتوني في اتصال مع النصر، مؤكدا بأن العمل يهدف بالأساس لتحسين صورة المسلمة لدى الغرب و تقديمها كنموذج للرقي و التحضر، لكسر الصورة النمطية الشائعة عنها، التي تقدمها كفرد مستسلم و سلبي محدود الأفق. و يكرم العمل بين سطوره أعلام الثقافة و الفن في وهران أمثال عبد القادر علولة و الشاب حسني، ممن ضحوا بحياتهم لتضل شمعة الثقافة متقدة، و ذلك من خلال وصف دقيق لمدى تأثيرهم في تفاصيل الحياة اليومية لسكان مدينة وهران أين تجري أحداث القصة، التي تتحدث عن شاب مزدوج الجنسية هو شاعر فاشل تجاوز سنه الأربعين، فطالبه والده الجزائري بالزواج قبل أن توافيه المنية، و اشترط عليه الزواج من امرأة « حلال»، أي بمعنى مسلمة، رافضا كل علاقة لهو بالأجنبيات. و بنصيحة من صديقه رشيد يسافر البطل إلى الجزائر و متاعه جواز سفر أحمر، سيارة رياضية مكشوفة، و حقيبة نقود ثقيلة، وكله ثقة بأنه سرعان ما سجد لنفسه فتاة « حلال» يرضي بها كبرياء والده، لكنه و بمجرده وصوله إلى مدينة وهران يصطدم بمفاجئات كثيرة، بعدما يقع في حب « قطة» فتاة وهرانية شابة تكره كل ما هو فرنسي، بسبب اضطلاعها الواسع على التاريخ الاستعماري لهذا البلد، وهنا تنطلق مغامرة مليئة بالفكاهة و الدراما و التشويق، يغذيها سيل لغوي قوي نابع من وحي مناظرة شعرية بين الفتاة و العاشق، الذي يكتشف تحت خمار معشوقته، وجها مشرقا لإنسانة مثقفة و متحضرة يختلف عن تصوره لصورة المرأة العربية المسلمة.
و حسب كاتب العمل فإن الرواية ستصدر قريبا في المكتبات الجزائرية لتثري الساحة الأدبية، و تسجل الحضور الأدبي الثاني للروائي و المخرج محمد زيتوني، بعد روايته الأولى « تحت ظل الصفصاف» التي يعمل على تحويلها لسيناريو مسلسل تلفزيوني سيتم تصويره بالتعاون مع التلفزيون الجزائري.
نور الهدى طابي