جزائريات ينفقن رواتبهن في عيادات غير مرخصة للحصول على ابتسامة هوليودية ناصعة
تحولت الابتسامة الهوليودية الناصعة، إلى هوس للعديد من الشباب الجزائري إناثا و حتى ذكورا، إذ تعرف عيادات طب وجراحة الأسنان إقبالا ملفتا من قبل الباحثين على البياض و الابتسامة المثالية، غير أن نقص المختصين في هذا النوع من الجراحة التجميلة القائمة على تقويم و تجميل الأسنان ، إضافة الى ارتفاع أسعار العمليات التجميلية دفع البعض إلى الاستعانة بخدمات يعرضها عليهم دخلاء على المهنة، يمارسون نشاطاهم على مستوى صالونات التجميل و في عيادات غير مصرحة داخل شقق.
الابتسامة أول خطوة للحصول على عريس
بقسنطينة أكدت العديد من الفتيات العاملات و حتى الجامعيات، فضلا عن المقبلات على الزواج، و الباحثات عن عريس مستقبلي، اهتمامهن بهذا النوع من التجميل و الجراحة، لما يمنحه من إضافة نوعية لمظهرهن الخارجي، حيث أخبرتنا سارة و هي أستاذة لغة فرنسية في 27 من العمر، بأنها دأبت منذ حوالي السنتين على تبييض أسنانها مقابل 3000دج للجلسة الواحدة، و ذلك نزولا عند رغبة خطيبها المعجب بابتسامة " هيفاء وهبي"، علما أن الحصول على البياض المطلوب يتطلّب جلستين على الأقل، شريطة المواظبة على العملية و تجديد اللون كل 6أشهر، و هو ما بات يتطلّب منها إنفاق ربع راتبها الشهري على أسنانها.
محدثتنا أوضحت بأنها لجأت لطبيب أسنان عادي بعدما عجزت عن إيجاد، طبيب مختص في التقويم و التبييض و الجراحة التجميلية.
عيادات لا تحترم شروط النظافة و التعقيم
بحثنا عن صناع الابتسامات المثالية وصلنا، إلى عيادة خاصة بحي سيدي مبروك، أخبرتنا فتيات اعتدن برد و تبييض أسنانهن فيها، بأنها مشهورة و تعرف إقبالا كبيرا من قبل الباحثات و الباحثين عن جمال الفم، غير أننا و بمجرّد دخولنا العيادة التي تفتقر لشروط النظافة المطلوبة فضلا عن توفرها على جهاز تعقيم قديم الطراز، اكتشفنا بأن صاحبها، ليس جراحا أو طبيب أسنان بل صانع أطقم" بروتيزيست"، إتخذ من مشغله الصغير عيادة جهزها بأدوات برد و تقويم الأسنان، فضلا عن جهاز ليزر خاص على شكل بندقية صغيرة، يعمل من خلاله على تثبيت المادة الملّونة المستخدمة في التبييض، مقابل مبالغ تتراوح بين 3000 إلى 5000 دج، أخبرنا جل من قابلناهم لديه، بأنهم يواجهون مشاكل حقيقية مع أسنانهم سببت لبعضهم خيبات أمل، كما هو حال شاب أسر لنا بأن خطيبته تخلت عنه بسبب أسنانه، متحججة بأنها تعجز عن تقبل ابتسامته و طريقته في الكلام.
50 شكوى سنويا ضد أطباء أسنان لا يحترمون سلامة مرضاهم
يؤكد الدكتور معجل عبد الله، أخصائي طب و جراحة الأسنان بقسنطينة، وعضو مجلس أخلاقيات مهنة جراحة الأسنان بقسنطينة، بأن جراحة الأسنان التجميلية بما في ذلك زرع و برد و تبييض الأسنان، تعرف رواجا كبيرا، إذ تشكل الإناث نسبة 85 بالمائة من زبونات عيادات تبييض و تقويم الأسنان، مشيرا إلى أن السعي خلف الابتسامة المثالية ناصعة البياض جعلهن يقبلن على إجراء عمليات مماثلة في عيادات غير قانونية و حتى لدى محتالين لا علاقة لهم بالاختصاص، كاشفا بأن المجلس رصد أزيد من 100 عيادة طب و جراحة أسنان تعمل بطريقة غير قانونية على مستوى ناحية الشرق، فضلا عن تسجيل حوالي 50 شكوى سنويا ضد بعض الأطباء المخالفين.
و أضاف المختص، بأن الإقبال على زرع الأسنان و تبييضها لا يقتصر فقط على فئة الإناث، بل يشكل الذكور نسبة مهمة أيضا من زبائن أطباء الأسنان، الراغبين في تحسين ابتسامتهم خدمة لمظهرهم الاجتماعي، حيث تعرف هذه الثقافة انتشارا واسعا بين مختلف شرائح المجتمع الجزائري و بالأخص الفئات الميسورة، نظرا لكون عملية زرع الضرس الواحد تكلّف حوالي 100 ألف دج.
الدكتور معجل، أشار إلى أن الخطر يكمن في أن العديد من الباحثين على الابتسامة المثالية، يلجأون إلى عيادات غير مرخصة، و أحيانا يجرون عمليات تبييض و تقويم لدى دخلاء لا يملكون أي تكوين طبي، و يستعملون بعض المواد المضرة بصحة الفم و سلامة الأسنان، محذرا من الآثار الجانبية لعمليات التبييض التي تؤدي إلى تآكل مينا الأسنان وهشاشتها و إصابتها بالحساسية المفرطة، خصوصا تلك التي لا تتم على يد طبيب مختص وفي عيادة مهيأة و مجهزة بوسائل التعقيم، مؤكدا بأن أفضل تجميل للأسنان هو الحفاظ على نظافتها بشكل دائم.
20 ألف دج تكلفة واجهة سيراميك لضرس واحد
الدكتور علي بوجلال أخصائي طب و جراحة الأسنان بقسنطينة، أكد بدوره تضاعف إقبال الجزائريين على هذا النوع من العمليات، بالرغم من أنها خدمات جد مكلفة، إذ تصل تكلفة حصة التبييض الواحدة لحوالي 3000دج، علما أن عملية تبييض الأسنان تتطلب من 3 إلى 4 حصص، إضافة إلى ذلك فإن هذا الإجراء يشمل تركيب واجهات خاصة مصنوعة من مادة السيراميك، تتراوح تكلفة واجهة الضرس الواحد منها بين 15ألف إلى 20 ألف دج، مع ذلك يشير المختصون إلى أن مثل هذه الخدمات العلاجية ذات الطبيعة التجميلية لم تعد تعتبر من الكماليات لذا الجزائريين بل باتت ضرورة و بريستيج اجتماعي.
طابي نور الهدى