أحمد بن عيسى يبدأ جولته المسرحية بعرض “آل مارسو” من قسنطينة
انطلق الممثل أحمد بن عيسى في جولته المسرحية لعرض عمله الجديد “آل مارسو” للمخرج الفرنسي فيليب بارلينغ، المقتبسة من رواية كمال داود «مارسو تحقيق مضاد» من قسنطينة التي اختارها محطة بداية له،
بعد تقديمه بعدد من المسارح الفرنسية في 2015. الفنان أحمد بن عيسى، مخرج مسرحية «الحب المفقود» التي عرضت مؤخرا في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، عاد في نهاية الأسبوع إلى مدينة الجسور المعلقة، لكن هذه المرة كممثل، لتقديم مسرحية «آل مارسو» التي تصوّر حسرة و غضب هارون شقيق موسى، العربي الذي قتله بطل القصة الفلسفية الشهيرة «الغريب» لألبير كامو بالمركز الثقافي الفرنسي بقسنطينة.
القصة بدأت من قرية الحجوط بغرب العاصمة، أين كان هارون (أحمد بن عيسى) يسترجع ذكريات مؤسفة من الماضي مع والدته التي اكتفت بالتعبير بدندنات و أغان عكست حزنها و جروحها التي ترفض الالتئام، فحوّلت النغمات إلى صرخات و أنين، بينما فضل هارون سرد محطات من مسرح الجريمة التي ذهب ضحيتها شقيقه موسى المغتال من قبل المدعو مارسو.
هارون الغاضب، كما في حصة بوح بعيادة أخصائي نفساني، راح يبحث عما قد يخفف أوجاعه التي تشتد، كلما صرخت والدته و سمع أنينها الذي يحرّكه شوقها لابنها الراحل.
العرض كان بسيطا في ديكوره، حيث اضطر المخرج فيليب بارلينغ لإدخال تغييرات عليه و الاكتفاء بطاولة و كراس و أغطية سرير على حبل الغسيل، لعدم تمكنه، كما قال، من نقل الديكور الأصلي و الذي يصوّر فناء مزرعة صغيرة، و شجرة ليمون، كما برز في العروض السابقة التي احتضنتها مسارح فرنسية.
و قد تفاعل الجمهور مع» آل مارسو» الذي تبعه نقاشا مع المخرج و الممثل الرئيسي أحمد بن عيسى و الممثلة آنا أندريوتي، حيث تمحورت مجمل أسئلة المتابعين حول سبب اختيار المخرج عنوان «آل مارسو»، و ذلك باعتماد إضافة حرف الجمع «آس» على اسم مارسو، في إشارة لاسم العائلة، في حين أن العرض ركز فقط على آل هارون، حيث لم يظهر سوى هارون و والدته و ليس مارسو القاتل و والدته.
للإشارة المسرحية مقتبسة من رواية «مارسو تحقيق مضاد» للكاتب كمال داود الصادرة في نوفمبر 2013 عن دار البرزخ بالجزائر، و المكتوبة باللغة الفرنسية، و التي استوحى اسم بطله «مارسو» من القصة الفلسفية «الغريب» الشهيرة لآلبير كامو، لكنه اختار تسليط الضوء على « هارون « الرجل الذي جعله « كمال» يقتل رجلا ليلة استقلال الجزائر مباشرة بعد منتصف الليل ، فقيل له أنها جريمة قتل كونها وقعت قبل منتصف الليل من يوم 05 جويلية 1962، وبالتالي فهي ليست جهادا، كما اعتقد.
المسرحية كانت مفعمة بالذكريات البسيطة تارة و المعقدة تارة أخرى، و بدا فيها احمد بن عيسى متمكنا من لغة موليير، و إن اعترف بعد العرض بالصعوبات التي واجهها خلال حفظه للدور المبني على السرد بالدرجة الأولى.
المسرحية من إخراج مسرح الحرية بتولون الفرنسية، بالتنسيق مع مهرجان آفينيون و مسرح برنادين بمارسيليا، بدعم من المعهد الفرنسي بالجزائر.
مريم/ب